الدفاع عن الأمن القومي أم امتصاص غضب قطر والإخوان..

تحليل: السعودية في جزيرة سقطرى.. ماذا يعني؟

مسؤلان سعوديان يقدمان معونات اغاثية لسكان جزيرة سقطرى

القسم السياسي

وقف مسؤولان سعوديان إلى جانب العشرات من المسؤولين والناشطين الإخوان في جزيرة سقطرى، وامامهم كيس قمح وكرتون يحتوي على بضع علب من الفول والالبان التي يوزعها مركز الملك سلمان، فيما يقف على الطرف الآخر طفل دون العاشرة من عمره يرمق الجميع بنظرات الغضب ولسان حاله يقول "لسنا في حاجة لهذا الفتات".

نظرات الطفل تكشف الرفض السقطري لكل المشاريع التدميرية التي تريد لسقطرى ان تبقى تحت هيمنة الأحمر وقوات ابو عوجا.

تدخل سعودي في جزيرة سقطرى، كان شعاره تهدئة الخلاف الذي افتعله تنظيم الإخوان الإرهابي ضد دور دولة الإمارات العربية المتحدة التي نشرت قوات عسكرية من ابناء الجزيرة في الارخبيل.

هدأت الحملة الإعلامية التي افتعلها الإخوان في جزيرة سقطرى الجنوبية، التي انتشرت فيها لأول مرة منذ العام 1990م قوات جنوبية تحمي السيادة الجنوبية على الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، لكن تكشف عن دور سعودي داعم لحليف الرياض والدوحة المزدوج علي محسن الأحمر الذي كانت الأزمة سببها زيارة قائد عسكري شمالي موال له يدعى يحيى أبو عوجا للجزيرة الجنوبية في محاولة لنشر قوات شمالية يتمركز جزء منها في وادي حضرموت المحتل من قبل قوات إخوانية شمالية.

كانت السعودية قد أعلنت عن ارسال لجنة تهدئة إلى الجزيرة، غير انها اتبعتها بنشر قوات سعودية، وادعت ان ذلك تم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية التي تمتلك فيها الدوحة نفوذا كبيراً.

حاول ساسة سعوديون وطنيون التأكيد ان الدور السعودي في سقطرى هو تأكيد على ان التحالف العربي لا يزال لحمة واحدة وان تواجد قوات تابعة للرياض في الجزيرة الهدف منه التصدي للمطامع التركية والقطرية الهادفة للسيطرة على الجزيرة.

قبل التحرك السعودي وارسال قوات إلى جزيرة سقطرى أوعز ضباط في اللجنة الخاصة السعودية إلى القيادي الحوثي المنشق علي البخيتي للمطالبة بدور سعودي في الجزيرة، وهو ما قام به القيادي الحوثي الذي يقيم على نفقة اللجنة الخاصة في العاصمة الاردنية عمان.

وقال البخيتي عن سقطرى "الجزيرة بعيدة وقد تكون مطمعا لإحدى الدول الأفريقية لقربها منها ولا قدرة لليمن في ظروفها الحالية على حمايتها واي تواجد سعودي سيكون مفيدا لحمايتها لحين عودة الاستقرار لليمن، وليس للسعودية مطامع فيها ولن تنكرها وبالأخص ان بيننا وبينها حدودا طويلة واتفاقية وليس في صالح السعودية نقضها او التوسع في اراض يمنية جديدة".

التدخل السعودي في الجزيرة أنهى حملة قطرية إخوانية ضد تواجد دولة الإمارات الحليف الأوحد للجنوبيين في مواجهة العدوان اليمني المتكرر على بلادهم، غير ان وكالة الانباء اليمنية سبأ سرعان ما افصحت عن الدور السعودي ولماذا توقف الإخوان عن الدفاع عن "السيادة"، بشأن سقطرى مع التي اصبحت تتواجد فيها قوات سعودية.

وزعمت الوكالة التي يديرها صحافيون على ارتباط وثيق بقطر أن "الرئيس عبدربه منصور هادي، تلقى الثلاثاء 15  مايو  (ايار) الجاري، برقية تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة بمناسبة العيد الـ28 لتحقيق الوحدة اليمنية"، وهي التهنئة المستعجلة التي أتت قبل أسبوع من حلول المناسبة، التي تصادف يوم الثاني والعشرين من الشهر.

تلقفت القنوات الإخوانية التي تبث من تركيا بأموال أنقرة والدوحة التهنئة السعودية لهادي وعمدت إلى تحليل مضمونها وابعادها، واعتبرت تلك القنوات التهنئة بأنها "رسالة سعودية مقصودة للتأكيد على موقفها الرسمي الداعم لوحدة اليمن وهو نفس الموقف الذي تعبر عنه أهداف التحالف الذي تقوده المملكة لدعم الشرعية في اليمن".

شعر ساسة سعوديون أن هناك من يقود الموقف السعودي بعيدا عن المشروع الاستراتيجي للرياض وهو الدفاع عن الأمن الاقليمي وقطع يد التمدد الإيراني والتركي عن المنطقة.

فأنور عشقي واحد من الساسة السعوديين الذين ردوا على تلك التصريحات بالقول "من حق الجنوب ان يكون مستقلا ومن حق الشمال ان يكون مستقلا، لكن ليس من حق اي منهما ان يفرض الوحدة على الاخر".

وحاول عشقي طمأنة الجنوبيين بأن بلاده لن تقف ضد تطلعاتهم، قائلا "ايها الجنوبيون، نحن ندفع سيارتكم التي تعطلت، فاذا اصلحها الله فلا تتركونا وتذهبوا، بل دعونا نذهب معا ضمن مجلس التعاون، ودعوا الشمال يلحق بنا اذا تمكن من التحرر من الفرس الذين استعمروه قبل الإسلام، فنحن ذاهبون إلى وحدة أوسع لا يتخلف عنها الا ظالم او منافق".

مصادر في الحكومة اليمنية ومقربة من الرئيس هادي الذي يقيم في الرياض كشفت لـ(اليوم الثامن) "عن الدور السعودي في الجزيرة الجنوبية".

وقالت "هو بكل تأكيد يأتي لدعم السيطرة الإخوانية على الجزيرة، ولا يخدم تطلعات ابناء الجزيرة او ابناء الجنوب بشكل عام، نعرف ان السلطة المحلية في الجزيرة اصبحت إخوانية، وكان هناك مخطط لإدخال قوات تابعة للأحمر إلى الجزيرة".

وألمحت إلى ان الأحمر ربما اشترط على الرياض الحصول على نفوذ في الجزيرة الجنوبية مقابل المضي في قتال الحوثيين الموالين لإيران.. واصفة مثل هذه التصرفات بأنه ابتزاز سياسي كان على الرياض ان ترفضه.

وقال مصدر جنوبي في عدن  "الجنوبيون يقاتلون في صعدة وعلى الحدود السعودية ويقاتلون في الساحل الغربي، ومحاولة السعودية ابتزاز الجنوبيين بالحديث عن الوحدة اليمنية التي قتلت مرتين أمر  مرفوض ويخدم الحوثيين ويعرقل جهود الحرب التي يخوضها الجنوبيون وتأتي ضمن هدف مشترك هو محاربة التمدد الإيراني والتركي والقطري".

واضاف "يجب على المجلس الانتقالي والقوى الجنوبية ان يكون لها دور في مخاطبة السعودية والتأكيد ان الحروب الشمالية على الجنوب قد قتلت الوحدة في نفوس الجنوبيين، وان بقاء اي شكل من اشكال الوحدة هو استمرار للتهديد الإيراني، نظرا للارتباط المتجذر  لطهران في صنعاء".

يرفض الجنوبيون اي دور لإخوان اليمن في بلادهم، فالتنظيم هو المسؤول الأول عن فتوى التفكير واستباحة الجنوب، وهو الحزب الذي يهدد بلادهم، بل ويتوعد بحرب ثالثة قد يخوضها منفردا لاحتلال الجنوب مرة أخرى.

ليس من مصلحة السعودية والتحالف العربي ان يتمكن حلفاء الدوحة من السيطرة على اي جزء في الجنوب المحرر وتحديدا جزيرة سقطرى التي تسعى انقرة إلى دعم ادعاء الصومال بملكيتها.

إن تواجد قوات سعودية ودور سياسي سعودي في الجزيرة من المفترض ان يكون هدفه تعزيز الدور الإماراتي في محاربة التمدد التركي والإيراني ومحاربة مليشيات الاسلام السياسي التي تتخذ من انقرة مقرا لها وتريد ان يصبح لحكومة أردوغان نفوذ في خاصرة العرب.

المصدر| http://alyoum8.net/news/21272