كشف المستور..

تقرير: "بن مبارك" مهندس مشروع ضرب قضية الجنوب

سفير حكومة هادي في واشنطن أحمد عوض بن مبارك

خاص (عدن)

كشف مصادر دبلوماسية يمنية عن استعدادات يقوم بها السفير  اليمني في واشنطن أحمد عوض بن مبارك، وذلك لتنظيم احتفال بذكرى توقيع الوحدة اليمني  المنقلب عليها بالحرب على الجنوب صيف العام 1994م.

وقال مصدر دبلوماسي يمني في واشنطن لـ(اليوم الثامن) "إن بن مبارك يعتزم الاحتفال بذكرى الوحدة في ولاية كلفورنيا بمدينة اوكلاند، وهو احتفال ضخم صرفت عليه الآلاف".. مشيرا إلى ان بن مبارك تلقى دعما ماليا من الدوحة مقابل تنظيم احتفالات بذكرى الوحدة في الخارج، هي الأولى من نوعها منذ تحرير الجنوب صيف العام 2015م".

ولفت المصدر الى ان الهدف من اقامة هذه الاحتفالات هي استفزازية للجنوبيين ومحاولة ارباك الحرب التي يخوضها الجنوبيون الى جانب التحالف العربي ضد مليشيات الحوثي الإيرانية.

وعلى الرغم من ان بن مبارك كان قد تقدم بمشروع بديل للوحدة اليمنية هو "الستة الاقاليم"، في اعقاب مؤتمر الحوار اليمني، الا ان اصراره على الاحتفال بذكرى الوحدة، يؤكد ان الهدف من وراء هو استفزاز الجنوبيين والتشكيك في الانتصارات التي تحققت على مليشيات الحوثي الانقلابية.

وتسعى قطر التي تمتلك ادواتها في الدبلوماسية اليمنية الى محاولة عرقلة الحرب ضد الحوثيين، وخاصة معركة تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية التي يشارك فيها الجنوبيون بفاعلية كبيرة وبقوات ضخمة هي قوات العمالقة الجنوبية.

الاقاليم بديلا عن الوحدة

تجمع الكثير من الاطراف اليمنية على ان الوحدة اليمنية (مركزيا) قد انتهت وانه حان الوقت لتجربة  صيغة أخرى هي الدولة الاتحادية، في محاولة لإقناع الجنوبيين بأن قضيتهم قد حلت، لكن لا حلول على الارض فشعارات الموت او الوحدة لا تزال ترددها الكثير من الاطراف اليمنية، ناهيك عن اصرار حكومة هادي على الاحتفال بذكرى الوحدة التي لم يجن الجنوب منها سوى القتل والدمار والتنكيل، كما يقول جنوبيون.

ويؤكد اعضاء شاركوا في مؤتمر الحوار اليمني بينهم القيادي الجنوبي محمد علي أحمد  "أن مؤتمر الحوار اليمني لم يقر تقسيم اليمن الى ستة اقاليم"، الأمر الذي يؤكد ان مشروع الاقاليم هو من افكار الامين العام لمؤتمر الحوار اليمني أحمد عوض بن مبارك الذي اقترحه على الرئيس هادي وأقره دون الرجوع الى القوى والمكونات اليمنية التي شارك في الحوار  الذي استمر لنحو  عام.

ويؤكد ذلك التسريب الذي بثته قناة حوثية عقب العثور عليه في هاتف بن مبارك، حيث قال الأخير في المكالمة مع هادي "عشان كذا موضوع الاقاليم يجب ان يثبت في الوثيقة عشان مجلس الأمن يؤيد نتيجة مخرجات مؤتمر الحوار اليمني"؛ الأمر الذي يكشف عدم موافقة المتحاورين على شكل الدولة البديلة لدولة الوحدة المركزية، وهو المشروع الذي دفع بمحمد علي أحمد وفريقه الى الانسحاب من مؤتمر الحوار اليمني.

وبات من المستغرب الحديث عن احتفال بذكرى الوحدة اليمنية التي يرفضها الجنوبيون بعد ان كانت سببا في القضاء على مقومات الدولة في الجنوب، ناهيك عن انها قتلت وشردت مئات الآلاف من الجنوبين، ولم يعمل مؤتمر الحوار اليمني الذي اقر تقسم الجنوب على معالجة ما خلفته تلك الحروب التي شارك فيها الرئيس هادي الى جانب القوات الشمالية.

وتفيد العديد من المصادر في ادارة الرئيس هادي "أن المقترح كان تقسيم اليمن إلى ثلاثة اقاليم "اثنان في الشمال وأخر في الجنوب" بحدود العام 1990م، وهو المقترح الذي اكد مقترحوه انه يهدف إلى معالجة قضية الجنوب وقضية ما يعرف باليمن الاسفل وتهامة الذين ظلموا من مركزية صنعاء لأكثر من عدة قرون.

الوحدة اليمنية لم تعد موجودة الا في الخطاب الإعلامي لجماعة الحوثيين والإخوان والقوى اليمنية الأخرى، لكن على الواقع لم تعد هناك وحدة، بل اصبحت مثار استفزاز عند الحديث عنها للكثير من الاطراف الجنوبية.

وأعلن مسؤولون حكوميون جنوبيون عن رفضهم لاي من اشكال الوحدة مع الشمال.. مشيرين إلى ان لا حلول تقنع الجنوبيين سوى العودة الى الدولة الجنوبية السابقة.

فحرب 1994م، كان من الممكن معالجة اثارها، لكن الحرب التي شنها الانقلابيون على عدن في مارس (اذار) من العام 2015م، قضت تماما على كل ما تبقى من أمل لمعالجة القضية اليمنية.

ويؤكد جنوبيون أن الانتصار الذي تحقق على الانقلابيين في عدن وباقي مدن الجنوب قد تجاوز مسألة الاقاليم الستة، وبات الجنوبيون يبسطون سيطرتهم على بلادهم لأول مرة، وهو الأمر الذي لا يمكن التنازل عنه والقبول بمشروع رفضوه قبل ان يمتلكون القوة العسكرية التي باتت تتحكم في الجنوب وتحقق الكثير من الانتصارات ضد الإرهابيين والانقلابيين معا.

ادوات قطر لضرب قضية الجنوب

تسعى قطر منذ تحرير الجنوب الى محاولة تمكين الحفاء "اخوان اليمن" من حكم الجنوب، فقد استطاعت الدوحة وعبر نفوذها في حكومة هادي عرقلة عمل السلطات المحلية الجنوبية خلال السنوات التي اعقبت التحرير.

فقد دعت توكل كرمان القيادية في إخوان اليمن والتي تحمل الجنسية القطرية قبل عام إلى تسليم عدن للدوحة، قبل ان تبدد المقاطع العربية لقطر كل تلك المساعي التي كان يقوم بها وزراء في حكومة هادي.

وزادت المقاطعة من شهية قطر في السيطرة على الحكم في عدن والجنوب وبدأت من سقطرى التي أصبح يقود سلطتها إخوانياً هو "رمزي محروس"، وتريد تحكم عدن التي أصبحت دون محافظ منذ ان قدم محافظها عبدالعزيز المفلحي استقالته، منتصف نوفمبر من العام المنصرم.

اختراق قطري لدبلوماسية وحكومة هادي

وتأكيدا للتقارير التي نشرتها اليوم الثامن، أكد موقع "قطر يلكيلس" اختراق قطر لسفارة اليمن بواشنطن وذلك من أجل دعم الحوثيين الموالية لإيران.

وقال الموقع المتخصص في نشر التسريبات الاستخباراتية الخطيرة إن نائب رئيس الجالية اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية، نبيل الجماعي، أماط اللثام عن تدخلات قطرية في أعمال السفارة اليمنية بالولايات المتحدة، لفرض أجندتها وتمرير مخططاتها خلال عناصر إخوانية تعمل في السفارة.

وقال الجماعي إن السفير القطري في واشنطن والذي لديه توجهات إخوانية بدرجة كبيرة، طلب المشاركة في احتفال "عيد الوحدة" السنوي بالسفارة، كما أجرى اتصالا برئيس الجالية الموجود حاليا في مكة المكرمة لأداء العمرة، وأخبره بأن سفارة الدوحة تريد المشاركة في الاحتفال.

وأكد الجماعي أنها المرة الأولى التي تطلب السفارة القطرية المشاركة في مثل هذا الاحتفال، مبينا أن بعض الإخوة ممن ينتمون إلى تيار الإخوان والإصلاح اتصلوا به، وقالوا له إنهم سيعملون احتفالا، مشترطين على أعضاء الجالية ممن سيشاركون في الحفل، عدم الترحّم على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعدم حضور المؤتمريين.

وقال "إن هذه الشروط عبارة عن أجندة لشق الصف، وإفشال محاولات التحام التيارات اليمنية، ولذا تم توجيه سؤال إليهم أن يوضحوا لنا مَن عدو اليمن؟ هل هو الحوثي أم أن هناك تنسيقا خفيا مع الحوثيين؟، وما الأمر الذي يريدونه؟ ولماذا يريدون استبعاد السواد الأعظم من الشعب اليمني الموجود بالخارج".

وأوضح الجماعي أنه كان يتوقع من السفارة اليمنية أن تنحاز إلى الجالية والموقف الوطني، غير أن ما حدث كان العكس تماما، وتحديدا مع عناصر جماعة الإخوان الموجودين هنا مثل: عبدالسلام مبارز، والصلوي، ولين صرصور، مشيرا إلى أن أولئك سلّمت لهم السفارة زمام الأمور، لتحييد أعضاء الجالية الوطنيين، مؤكدا أن السفارة اليمنية في واشنطن باتت في يد قطر التي تعمل على تنفيذ مخططاتها المشبوهة تجاه اليمنيين.

كما لفت الجماعي إلى تواصله مع السفير اليمني في الولايات المتحدة، إذ تم إبلاغه أن توجهات أولئك الأشخاص غير يمنية، مبينا أنه أنه طلب من السفير الحضور إلى مقر الجالية لجمع الناس ضد عدو واحد هو الحوثي، مضيفا أن رد السفير كان غريبا إذ إنه أصرّ على إثارة موضوع سوقطري، وأنه رفض ذكر بعض الأسماء، بما يؤكد اختراق القطريين للسفارة اليمنية في أمريكا، لا سيما أن رد السفير كان كلاما قطريا بحتا. 

وبين الجماعي أن الجالية اليمنية مهمة جدا، ولها أنشطتها في الأمم المتحدة، ولكن قطر تحاول الاختراق من عدة طرق، خلال السفارة، وتقليص عدد العاملين فيها ممن يناهضون الدوحة، ودعم المؤيدين قطر، وقال "كان يفترض على السفارة احتواء جميع اليمنيين، ولكنها الآن تعمل لمصلحة قطر، وهو عمل خطير جدا.