هلال الامارات وأزمة الاصلاح..

تقرير: أقنعة الملثمين في تعز تستهدف اعادة ترميم الحياة

مليشيات إخوانية في مدينة تعز اليمنية

عماد طربوش (تعز)

قبل ايام بدأ الهلال الأحمر الاماراتي تنفيذ مشاريع له في مدينة تعز وكان احد تلك المشاريع ترميم ثانوية تعز الكبرى وهي اكبر مدارس اليمن وذلك بعد ان كانت مشاريع الهلال محصوره على مناطق الحجرية لأن هناك طرف سياسي وعسكري داخل تعز المدينة يرفض وصول مشاريع الامارات الخيرية الى قلب تعز ويتعاطى معها كأنشطة استخباراتية.
واثناء تدشين الترميم وصل اثنين من المسلحين الملثمين الى المدرسة واطلقوا النار على العمال واوقفوا العمل بالقوة ورغم محاولات المسؤلين عن المشروع التواصل مع قيادة المحور وادارة الامن لتوفير حماية للعمال الا انه لم يتجاوب احد مع هذه المحاولات ليحضر بعذ ذلك نديم الصنعاني احد قادة كتائب ابو العباس حينها فر الملثمين واستأنف العمال مهمة ترميم احد الرموز المهمة في تعز هي ثانوية تعز الكبرى.
وقبل عامين نفذ الهلال الاحمر الاماراتي مشروع السلة الغذائية في تعز وذلك بالتنسيق مع بيت هائل سعيد انعم حيث تم وضع قاعدة بيانات دقيقة وتم توزيع السلة الاماراتية لكل اسرة في احياء تعز التي كانت تحت سيطرة المقاومة حينها حتى لو داخل المنزل 4 اخوة متزوجون يتم تسليم كل منهم سلة مستقلة وتشمل احتياجات المطبخ كاملة حتى ملح الطعام وقدرت قيمة السلة حينها بإكثر من 200 دولار حينها .
وبعد نجاح المشروع وتحول الهلال الاماراتي الى نموذج للنجاح في الوصول الى المستهدفين داخل تعز المحاصره حينها اعتبر الاصلاح هذا النجاح تهديدا له ولنشاطه في العمل الخيري اضافة الى ان السمعة الجيدة التي سوقها نجاح المشروع عن الهلال الاماراتي اوجعت قلب الاصلاح كثيرا وتعاطت مع هذا النجاح كإختراق اماراتي لبيئة يعتبرها الاصلاح خاصة به او حاضنة له حصريا حتى ولو بالإكراه .
وبما انه كان مقررا ان يستمر المشروع شهريا في امداد الاسر المحاصره داخل تعز بالسلة الغذائية المقرره كان على الاصلاح ان يتدخل لإنهاء المشروع لذلك كان الملثمين هم الحل حيث هاجم ملثمين عدد كبير من لجان توزيع البطاقات التموينية واعتدوا على عدد منهم بالضرب او اطلاق النار على منازلهم او تهديدهم وترويع اسرهم وكان للإصلاح مااراد ونجح في حرمان الاسر المحاصره من عون غذائي مهم واوقف الاختراق الاماراتي الذي اعتبره تهديد وجودي لأحد اهم قطاعاتة المعتاشه على الحرب والمجاعة .
بعد ذلك انفرد الاصلاح بإدارة وتنفيذ المشاريع الخيرية في تعز واحتكر عبر إئتلاف الاغاثة الذي شكله كذراع اصلاحية مشاريع مركز الملك سلمان والمشاريع القطرية والكويتية ومشاريع برنامج الغذاء العالمي ووصل الأمر الى اختفاء اكثر من نصف مليون سلة غذائية في مخازن الاصلاح وجمعياته المشغلة للعمل الخيري .
وانسجم الاصلاح كثيرا مع عمليات فساد كبيرة حصلت وتحصل في مشاريع الاغاثة حتى تلك القادمة عبر الامم المتحده حيث وصل الحال ان تتقزم السلة الغذائية الواحدة الى مادون ال 30 دولارا بينما اقل قيمة للسلة يتم احتسابها ب 100 دولار كأقل ربط متعارف عليه من قبل مركز الملك سلمان او برنامج الغذاء العالمي .
استثمر الاصلاح الحرب والحصار في تعز من اجل السيطرة على كل المشاريع المرتبطة بالوضع الداخلي للمدينة في محاولة لإعادة بناء قوة سيطرة مجتمعية تربط العطاء بالولاء وتجعل من عناصره وقياداتة في كل مربع مقصدا لمن يقطنون جوارهم في ذات المربع غير ان هذا السلوك الانتهازي لم يحصد اي نجاح يذكر بل فاقم حدة النقمة على الاصلاح خصوصا مع فشل ذريع لازم الوحدات العسكرية في ضبط اداء افرادها واصبح كل خطأ يرتكبه مجند اصلاحي ولو كان فرديا عمل ممنهج بالنسبة للعامة .
ومقابل هذا الإحتكار الاصلاحي في المدينة نجحت مشاريع اخرى نفذها مشائح وقيادات محسوبة على الموتمر الشعبي العام في ريف الحجرية ارتبطت بالدكتور رشاد العليمي المتواجد في الرياض والذي نسق ايصال الدعم المادي والغذائي لهذه المبادرات وهذا النجاح خصوصا في اوساط النازحين من مناطق القتال في ريف تعز افقد الاصلاح ايضا رصيدا مضاعفا من سمعته المعطوبة اصلا .
ومؤخرا دشن الصندوق الاجتماعي مبادرات مجتمعية في ريف ومدينة تعز تبدأ بإنتخاب مجالس مجتمعية تكون مهمتها ادارة وتوزيع المعونات الغذائية وتقديم دراسات بمشاريع مجتمعية مدرة للدخل ولوحظ فوز قوائم احزاب التنظيم الناصري والمؤتمر وشخصيات مستقله في حين كان الاصلاح الخاسر الاكبر في هذا العمل المجتمعي وذلك يعد نتيجة طبيعية للأداء المقدم من قبل اصلاح تعز في سنوات الحرب الثلاث .
معركة الاصلاح في تعز بادعائه تمثيل الشريحة الأكبر خاسره كونها تتجاوز الواقع الحقيقي لتوجهات العامة السياسية واهتماماتهم في المرحلة الراهنة والتي تتجة نحو انهاء تحرير المحافظة وتطبيع الحياة فيها واستعادة عمل مؤسسات الدولة واذرعها وليس اشعال معارك جانبية تحت شعارات تظهر المصلحة العامة وتبطن مصلحة الحزب .
لايمانع ابناء تعز ونخبهم من تمدد انشطة الهلال الاحمر الاماراتي في تعز كون هذا التمدد يجلب المصلحة اولا وهذا هو الاهم بالنسبة لهم فالمواطن التعزي الذي يسكن في الضربة او الروضة اهم معاقل الاصلاح سابقا يهمه ان يتسلم راتبة شهريا وزيادة خير ان وصلته سلة غذائية الى باب منزله حتى وان كانت قادمة من ابوظبي وليس مهما بالنسبه لهذا المواطن ان يرفض اللواء خالد فاضل الاختراق الاماراتي لمربعات تعز الاصلاحية .

فشل الاصلاح في تعز بإقناع الخارج بأنه الرقم العسكري الاول ومن سيحرر تعز وفشل في اقناع الداخل بأنه الأنجح انسانيا في ادارة مشاريع البطون المحاصرة والجائعة ولم يعد امامه سوى مشروع الملثمين لخلط الأوراق والوصول الى غاياته البعيده عن الواقع وقد لاتختلف سطوة الاصلاح عسكريا في تعز عن الوجود الحوثي في تهامة .

المصدر