اكتشاف الخريطة الوراثية للإصابة بمرض الزرق..

فحص وراثي يتيح التصدي لأكثر أسباب العمى شيوعًا

الغلوكوما مرض شائع

وكالات

توصل باحثون إلى طريقة تمكنهم من التصدي المبكر لمرض الزرق الأكثر شيوعًا في العالم، واكتشفوا 133 جينًا يحدد قابلية الأشخاص للإصابة بزرق العين في مرحلة الطفولة.

قال علماء إنه بالإمكان وقف أكثر أسباب العمى شيوعًا، الذي لا شفاء منه، في وقت مبكر، بعدما اكتشفوا الخريطة الوراثية التي تحدد من يكون معرّضًا للإصابة بمرض الزرق أو "غلوكوما" الذي يعاني منه ملايين في أنحاء العالم.

تأخر ظهور الأعراض

يبدأ المرض بفقدان الرؤية الطرفية أو الجانبية، ثم ينتشر تدريجيًا، إلى أن يسبب العمى نتيجة ازدياد الضغط في العين وتأثيره على العصب البصري. لكن الأعراض على الغالب لا تظهر في المراحل الأولى، وكثيرون لا يعرفون إصابتهم بالمرض إلا بعد وقوع التلف بعيونهم.

واكتشف باحثون في كلية كنغ ومستشفى مورفيلدز للعيون في لندن وكلية الطب في جامعة هارفرد 133 جينًا تعرّض الشخص لخطر الإصابة بزرق العين. يمهد الاكتشاف إلى تطوير فحص يمكن أن يشخص من يكون معرّضًا للإصابة بالمرض منذ مرحلة الطفولة، مما يتيح تقديم العلاج قبل حدوث أي تلف.

الخريطة الوراثية

وقال الدكتور بيرو هيسي من كلية كنغ إن معرفة الخريطة الوراثية تتيح توقع خطر الإصابة بمرض الزرق الذي يحمله الشخص، ويمكن من تركيز الموارد الصحية المتاحة على الأشخاص الأشد تعرّضًا لخطر الإصابة.

وصرح الدكتور أنتوني خواجة من مستشفى مورفيلدز للعيون وعضو فريق الباحثين، "إننا بهذه المعرفة الجديدة أقدر الآن على توقع خطر الإصابة بزرق العين الذي يواجه الشخص".

وأضاف أن المؤشرات الوراثية التنبؤية يمكن أن تُقاس في وقت مبكر منذ الولادة، رغم أن زرق العين لا يحدث إلا في سن البلوغ، وعندما يُفهم كيف يحدث المرض يمكن التحرك في وقت مبكر لعلاج المهددين به ومساعدة الذين يعيشون معه.

دراسة على 140 ألف حالة

لمعرفة الجينات المسؤولة عن مرض زرق العين، درس العلماء حالة 140 ألف شخص، بأخذ قراءات لضغط العين ومقارنتها مع تحليل الحمض النووي لتحديد احتمالات إصابة كل منهم بالمرض.

وكانت المتغيرات الجينية قادرة على التنبؤ بالشخص المعرّض للإصابة بنسبة 75 في المئة.

وقالت الدكتورة جيني ويغز من كلية الطب في جامعة هارفرد إن هذه الدراسة تبيّن قوة القواعد البيانية الكبيرة التي تتيح اكتشاف عوامل الخطر الجينية المهمة، مشيرة إلى أن زرق العين ما زال السبب الرئيس للعمى في العالم.

وأعربت عن الأمل بأن تساعد الدراسة الجديدة ملايين بإتاحتها إجراء تشخيصات أسرع وأدق في المستقبل.