عائقا كبيرا لوصول المساعدات..

ميناء الحديدة معبر للسلاح ومنصة لإطلاق الصواريخ

ميناء الحديدة تحول إلى منطلق عمليات الحوثيين العسكرية

العرب (لندن)

أصبح ميناء الحديدة اليمني، المدخل الرئيسي للمواد الغذائية والمساعدات الموجهة إلى الملايين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، على خط نار عمليات التحالف العسكري بعدما أن تحول إلى منطلق لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون في البحر الأحمر.

وكانت سفينة تركية محمّلة بالقمح تعرضت لهجوم قبالة اليمن، بحسب ما أكد الثلاثاء المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية العقيد الطيار الركن تركي المالكي، لافتا إلى أن التحقيقات أظهرت أنه “هجوم مدبر من ميناء الحديدة”. وأوضح “تبيّن اختراق صاروخ جدار السفينة الخارجي”.

والأربعاء، أعلنت القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العسكري أنها تمكنت من تدمير زورقين للمتمردين الحوثيين “كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر”، مشيرة إلى فرار زورقين آخرين.

وتدفع هذه الحوادث قيادة التحالف إلى اعتبار الميناء اليمني منطلقا لعمليات عسكرية يشنها المتمردون في البحر الأحمر، ولتهريب الصواريخ الباليستية التي تطلق على السعودية بشكل مكثف منذ نوفمبر الماضي.

ويخشى المجتمع الدولي من أن تتأثر وتيرة وصول المساعدات إلى اليمن عبر ميناء الحديدة في حال قرر التحالف التقدم واستعادة مدينة الحديدة.

ويؤكد الخبراء أن الوصول إلى صنعاء واستعادتها يمر بالمناطق الاستراتيجية الأخرى في اليمن والتي ستكون الطوق الذي يحاصر الحوثيين ويمنع عنهم السلاح والصواريخ وأموال إيران، ويعيق تقدمهم نحو الوصول إلى البحر حيث موانئ الشحن الأكثر أهمية في اليمن والمنطقة.

ويؤكد المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل في تصريح لـ“العرب”، أنه لا مناص من استكمال معركة الساحل الغربي وتحرير ميناء الحديدة الذي يمثل الرئة الوحيدة للانقلابيين بعد تحرير ميناءي المخا وميدي. وتجعل سيطرة الحوثيين على الميناء عائقا كبيرا أمام وصول المساعدات إلى الشعب الذي يرزح في معاناة إنسانية تحت سلطة الانقلابيين، كونه المنفذ البحري الوحيد الذي يمكن من خلاله توصيل المساعدات الغذائية والطبية لليمنيين.

وشنت قوات مقرّبة من الإمارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف، عملية واسعة في المناطق المحيطة بالحديدة من أجل استعادة السيطرة على المدينة الساحلية الواقعة في غرب اليمن والقريبة من صنعاء الخاضعة كذلك لسيطرة المتمردين منذ سبتمبر 2014.

تجعل سيطرة الحوثيين على الميناء عائقا كبيرا أمام وصول المساعدات إلى الشعب الذي يرزح في معاناة إنسانية تحت سلطة الانقلابيين

وتدور معارك عند أطراف الحديدة بين المتمردين والقوات المدعومة من التحالف، وقد نجحت هذه القوات في تحقيق تقدّم حتى باتت على خطوط التماس عند شمال المخا على بعد نحو 184 كلم جنوب الحديدة، وعند مديريتي الجراحي وحيس شرق وجنوب المخا.

وقال محافظ الحديدة الحسن طاهر المتواجد بمدينة المخا إن العمليات العسكرية “تسير بوتيرة عالية (..) وقد تمكنت القوات من التقدم بعمق قرابة عشرين كلم”.

وتتقدم القوات اليمنية وسط حقول من الألغام، وتحاول في الوقت ذاته تجنب خوض معارك في المناطق السكنية. وقال المحافظ إن العمليات العسكرية “يتم فيها مراعاة المدنيين وتحرص قواتنا على عدم الدخول نحو المناطق أو القرى السكنية، بل نعمل على تنفيذ التفاف على الحوثيين ومحاصرتهم (..) وإجبارهم على الانسحاب”.

وفي 17 مايو، أعربت منظمة الشفافية الدولية عن قلقها على مصير النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب المعارك في محافظة الحديدة، مشيرة إلى أن أعدادهم تقدر بالآلاف. وتقول مصادر عسكرية إن طلائع القوات المدعومة من التحالف تتواجد حاليا على بعد نحو 70 كلم جنوب مدينة الحديدة.

والمعارك التي تدور في المحافظة غالبا ما تكون عنيفة وتؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى من الطرفين. وقبل نحو أسبوع قتل 64 من المتمردين و19 من القوات اليمنية خلال 24 ساعة من اشتباكات في مديرية الجراحي ومديرية التحيتا القريبة منها، بحسب ما أفادت مصادر طبية.

وفي بداية الأسبوع الحالي، قتل 26 من المتمردين وتسعة من القوات الحكومية في معارك جديدة. وكانت الإمارات جمعت ثلاث قوى ضمن قوة واحدة تحت مسمّى “المقاومة اليمنية” من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة.

وتضم هذه القوة “ألوية العمالقة” التي ينخرط فيها الآلاف من المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و”المقاومة التهامية” التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي.

وثالث هذه القوى “المقاومة الوطنية” التي يقودها طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين في ديسمبر 2017.

وأوضح المتحدث باسم المقاومة الوطنية صادق دويد أن قوة صالح “تشارك بقوة في معركة الخلاص من أتباع إيران (..) ونقاتل جنبا إلى جنب مع ألوية العمالقة والمقاومة التهامية وتقود هذه القوات غرفة عمليات مشتركة تحت غطاء التحالف العربي”.