بعد تصريح مثير للجدل..

السودان لن تثنى في استرداد الشرعية باليمن

البقاء مع محور الاعتدال الخيار الأسلم

وكالات (الخرطوم)

أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن بلاده ملتزمة بالمشاركة في “عاصفة الحزم”، واسترداد الشرعية في اليمن، بعد ثلاثة أسابيع من تصريح مثير للجدل لوزارة الدفاع السودانية ذكرت فيه أن الخرطوم تقيّم مشاركتها في الحرب في هذا البلد.

وجاء إعلان الرئيس البشير خلال استقباله، بمقر إقامته بالخرطوم، مساعد وزير الدفاع السعودي، الفريق أول طيار، محمد عبدالله العايش.

ووصل المسؤول السعودي، الأربعاء، إلى الخرطوم في زيارة رسمية التقى خلالها أيضا وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عوض محمد أحمد بن عوف.

وقال مسؤول في القصر الرئاسي بالخرطوم، في تصريحات للصحافيين، طالبا عدم نشر اسمه، إن البشير، “شرح خلال اللقاء تطورات الأوضاع في السودان لا سيما الوضع الاقتصادي وجهود الحكومة لمعالجة الاختلالات”.

وأضاف أن البشير، أبلغ مساعد وزير الدفاع السعودي أن تلك الأوضاع “لن تثني السودان عن لعب دوره العربي في استرداد الشرعية في اليمن باعتبار أن مواقف السودان المبدئية المعلنة هي الدفاع عن أرض الحرمين والتزاما بالأهداف النبيلة التي دعت إلى مشاركته في عاصفة الحزم “.

ويشارك السودان في القتال في اليمن ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وله قوات قوامها نحو ثلاثة آلاف جندي وعدة طائرات مقاتلة هناك. وذكرت وسائل إعلام يمنية أن تلك القوات كانت لها بصمتها في العديد من الجبهات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر أبلغ علي سالم وزير الدولة السوداني لشؤون الدفاع البرلمان بأن الخرطوم تعيد تقييم مشاركتها في العمليات العسكرية باليمن.

وذكرت أوساط من المعارضة السودانية آنذاك أن تلويح الخرطوم بإمكانية الانسحاب من اليمن هي محاولة لابتزاز دول التحالف العربي وبخاصة السعودية لتقديم المزيد من الدعم لاقتصاد السودان المنهار.

ويعاني السودان من أزمة اقتصادية حادة، وبلغ عجز الموازنة المقدر للعام الجاري 28.4 مليار جنيه (4.11 مليار دولار)، تشكل ما نسبته 2.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

واضطر النظام بداية هذا الشهر إلى إغلاق 13 بعثة دبلوماسية ومعظم المكاتب التجارية السودانية في الخارج في إطار جهود لخفض الإنفاق الحكومي.

وتسببت العقوبات الأميركية في منع وصول السودان إلى التمويل الدولي إلى حد كبير في العقود الماضية. وتم رفع العقوبات بفضل الجهود السعودية والإماراتية في أكتوبر الماضي لكن السودان ظل يواجه صعوبة في جذب المستثمرين للمساعدة في إنعاش الاقتصاد.

ووفق الوكالة السودانية فإن المسؤول السعودي نقل شكر الرياض للخرطوم على “الأدوار البطولية التي تؤديها القوات السودانية التي ساهمت في الانتصارات والتقدم الذي حققته قوات الحزم في اليمن”.

ومنذ 26 مارس 2015، ينفذ التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.