حثه على عدم تهميش الآخرين..

تهنئة زعيم أهل السنة في إيران إلى الصدر

زعيم "أهل السنة" في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي

وكالات

ليس وارداً أن يبعث زعيم "أهل السنة" في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي، رسالة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يهنئه على فوز تحالف كتلته الانتخابية "سائرون" فى الانتخابات الأخيرة، ولم يبعثها إلى فائزين آخرين مثلما حدث في السنوات الماضية، إلا أن تكون الرسالة بما لا يتوافق مع السياسة الإيرانية الداخلية، والقاضية بالتمييز الطائفي، الذي يشعر فيه أهل السنة أكثر من غيرهم، وأن "سائرون: ليست الخيار الإيراني، ومن قلق أن الخارجية الإيرانية صرحت بعدم صحة نية كتلة الصدر على إخراج إيران من العراق، وهذا يعطي مؤشراً على اعتراف إيران بالوجود غير الطبيعي أو الدبلوماسي في العراق، وثانياً قلقها من نتائج الانتخابات الأخيرة، إلا أن دعوة زعيم أهل السنة الإيرانيين لمقتدى الصدر وحثه على انهاء الطائفية ودعاه لتشكيل حكومة وطنية و"إقامة العدل والمساواة" دون التمييز على أساس المذهب والعقيدة لا معنى لها من دون أن تكون رسالة إلى إيران قبل الصدر في تحقيق العدل والمساواة.

قال الشيخ عبد الحميد زهي في رسالته التي نشرها موقعه الرسمي، إن "فوز تحالف سائرون بقيادتكم والذي ظهر في الساحة السياسية العراقية باتجاهات وبرامج جديدة، فرصة ذهبية للعراق"، مشيرا إلى أن "ظهور جماعات التطرف والعنف، والكثير من الأزمات التي يعاني منها العراق تعود جذورها إلى السياسات الخاطئة".

أضاف الشيخ زهي، وهو رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، أن "دراسة هذه المشكلات تشير إلى أن قسما كبيرا منها نشأ نتيجة السياسات الخاطئة للحكومات التي تولّت إدارة البلد بعد إسقاط النظام السابق، حيث سعت هذه الحكومات في تهميش شرائح كبيرة من الشعب العراقي بناء على الفوارق القومية والمذهبية أو الدينية، وحرمتهم من حقوقهم المشروعة، وجعلتهم في يأس وإحباط".

كذلك أكد على "ضرورة الاهتمام بأصل الكفاءات في التوظيف بالعراق"، معرباً عن اسفه بأن "ما يشاع اليوم في العالم أن الشيعة والسنة لا يتحمّل بعضهم البعض ويضيّع بعضهم حقوق البعض، وعلينا مواجهة هذه الدعاية من خلال تنفيذ العدل والمساواة واستخدام الكفاءات من غير تمييز بين أبناء شعب واحد على أساس المذهب والعقيدة".

بعدها أشار شيخ السنة الإيرانيين الى أن "أسوأ الحكومات هي التي توظف بناءً على المذهب لا على الكفاءة، وأسوأ منها أن يستبدل طاغية بآخر، وأفضل الحكومات هي الحكومة الشعبية التي تحترم الشعب وتكون بجانبه في الشدة والرخاء".

داعياً مقتدي الصدر إلى "تأسيس حكومة شاملة"، مؤكدا "نحن إذ نأمل منكم المبادرة إلى تأسيس حكومة وطنية شاملة متكوّنة من القوميات والمذاهب والأديان الموجودة في العراق، وخاصة أهل السنة، بحيث يشعر كافة شرائح الشعب العراقي أنهم شركاء في الدولة القادمة لبلادهم، وأن الموجودين في الحكومة يمثّلونهم حقيقة".

كما اعتبر الشيخ عبد الحميد زهي في معرض رسالته إن "وحدة العراق وأمنه في تطبيق العدل وإزالة التمييزات"، وأضاف قائلا: "إننا على قناعة تامة بأن وحدة الشعب العراقي وأمن البلاد، لا يتحققان بالحشود العسكرية والحروب، بل بالسياسة الجيّدة وتنفيذ العدل وإزالة التمييزات، وبهذه الطريقة سيكون للعراق مستقبل زاهر"، ومن المعلومة أن أن إيران متمسك بكتلتها الانتخابية "الفتح المبين"، والتي يتزعهما هادي العامري وبعدها تأتي كتل دولة القانون