جريمة إرهابية..

الخليج الإماراتية: شهداء جدد في عدن

لا يعفي قوات الأمن اليمنية الساهرة على حماية المناطق المحررة من المسؤولية

عدن

علقت صحيفة الخليج الاماراتية على تفجيرات عدن قائلة "جريمة إرهابية ثانية تستهدف قوات الجيش خلال أقل من أسبوع في عدن، مخلفة حصيلة ثقيلة من الشهداء والجرحى، وتأتي في مرحلة بالغة الدقة، تتعلق بسعي الحكومة اليمنية الشرعية إلى بناء مؤسساتها بالتوازي مع جهود دبلوماسية عربية ودولية لوقف الحرب الدائرة بين الحكومة الشرعية وتمرد جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وإحلال السلام في البلاد، وفق مرجعيات الحل المعلنة.

الاعتداء الجديد، الذي سارع تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تبنيه وخلف كوكبة أخرى من الشهداء والمصابين، أظهر جسامة التحدي، ونوعية التضحيات المطلوبة من الحكومة اليمنية، المصممة على محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، وذاهبة، كما يبدو، إلى الانتصار عليه وتحرير عدن وما جاورها من تنظيماته وخلاياه، مثلما استطاعت في وقت سابق تحرير تلك المناطق من هيمنة قوات الحوثيين وصالح المتهمين من قادة الشرعية بأن لهم أيادي في كل أعمال التخريب وسفك الدماء في عدن ولحج وأبين.

 ولكن ذلك لا يعفي قوات الأمن اليمنية الساهرة على حماية المناطق المحررة من المسؤولية، خصوصاً أن الاعتداء الجبان الأخير هو الثالث خلال هذا العام وفي المكان نفسه وهو قاعدة "الصولبان" العسكرية، بما يدعم احتمال وجود اختراق سهل وقوع هذه المذابح التي يمكن أن تتكرر، لا سمح الله، إذا استمرت الأسباب.

لقد كان الإرهاب، ومازال ظاهرة خبيثة تتحين دائماً اللحظات الحرجة في حياة الشعوب، وتستغل الثغرات لتضرب في أماكن مؤلمة لتزعزع النسيج الاجتماعي والانسجام الوطني، وتتأكد هذه الغاية الخسيسة في كل مرة يستهدف فيه تفجير انتحاري جبان أناساً آمنين. وما جرى في معسكر "الصولبان" في عدن مثال دامٍ على هذه الخسة، وإشارة صريحة إلى أن الجماعات الإرهابية التي تحاول تعكير اليمن تعمل جاهدة على تدمير بوادر التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية.

للاعتداءات الإرهابية الأخيرة جملة من الأهداف، أهمها أنها انتقام من نجاحات القوات اليمنية مدعومة من التحالف العربي في طرد التنظيمات المتشددة من حضرموت وأبين ولحج، كما أن تركيزها على العاصمة المؤقتة عدن ومعسكرات الجيش والقوات الأمنية، هدفها إثارة قرقعة إعلامية للإيهام بأن هذه الجماعات مازالت حاضرة وقادرة على الإيذاء، وهي كذلك إلى حد ما، ولكن هزيمتها النهائية حتمية، فدماء الأبرياء لن تذهب هدراً، وقوى الشر، مهما أوغلت في الحقد، لن تنتصر أبداً على إرادة البناء والإعمار والسلام.

بدمويته الفادحة وبشاعته المرعبة، يوجه هذا العمل الإرهابي بحق جنود الجيش اليمني الأبرياء في عدن دعوة مفتوحة إلى تضافر جهود المجتمع الدولي في مواجهة هذا الخطر المتصاعد وما يمثله من تهديد كبير لأمن الأمم والشعوب، ورغم ما تبديه دول العالم من عزيمة للقضاء على هذا الشر، مازال عزمها يحتاج إلى مزيد من التنسيق والإجراءات المشددة.

 وبالنسبة إلى اليمن، هناك ضرورة ملحة لإنهاء الحرب الدائرة بين الحكومة الشرعية وانقلاب الحوثي وصالح، والحل السياسي لا بد أن يفرض تطبيقاً لمنطوق مرجعيات السلام وتوصيات الأمم المتحدة المحددة في تفاهمات الجولة الأولى من مشاورات اجتماع جنيف العام الماضي. ورغم صعوبة الأوضاع والآثار السلبية للصراع، لا سبيل أمام الفرقاء إلا الاحتكام إلى كلمة سواء لتجنيب اليمن الكثير من الويلات، وأخطرها الإرهاب الذي يبقى القضاء عليه مشروطاً ببناء مؤسسات الدولة والامتثال لإرادة الشعب والشرعية الدستورية.