حزب الإصلاح اليمني..

هل عجل الحوثيون بالتمهيد لإعلان تحالفهم مع الإخوان

قيادات الإصلاح الإخواني في الطريق الى زعيم الحوثيين في كهف مران

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

لم تكن عرقلة الحرب ضد الحوثيين هي التهمة التي جعلت يمنيين يتهمون  تنظيم الإخوان بأنه على تحالف سري مع الحوثيين، نظرا لعرقلة التنظيم، الحسم العسكري ضد حلفاء إيران، غير ان ما بات يثير  الاستغراب هو وجود مقاتلين من حزب الإخوان يقاتلون في صف الحوثيين منذ بداية الحرب التي شنه الانقلابيون على الجنوب في مارس (آذار) 2015م.

إخوان اليمن يعدون الذراع السياسي والعسكري لقطر في اليمن، وسبق للسعودية التي تتحالف معهم مؤقت ان صنفتهم على قوائم الإرهاب، لكن أزمة الدوحة دفعت وسائل إعلام سعودية إلى التأكيد أن الإرهاب في اليمن تموله قطر عن طريق قيادات إخوانية وضعتها، دول المقاطعة لقطر على قوائم الإرهاب.

خلال الأشهر الماضية، شنت وسائل إعلام إخوانية بعضها تبث من السعودية هجوما إعلاميا على أبوظبي، الأمر الذي اثار موجة من الاستغراب حول صمت الرياض التي تحتضن حمائم الإخوان، لكن ما بات يثير الدهشة هو التحالف المعلن من قبل صقور الإخوان مع جماعة الحوثيين، فالقيادية الإخوانية توكل كرمان سبق لها وحضت الحوثيين على مواجهة القوات المشتركة التي تقاتل في الساحل الغربي لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي.

ودعا الحوثيون الإخوان إلى التحالف لمواجهة ما وصفها بقوى العدوان، في اشارة الى التحالف العربي بقيادة السعودية.

ووصفت مصادر سياسية يمنية تلك الدعوة بأنها قد عجلت بتحالف معلن يقوده صقور الإخوان في تركيا، وقد كشفت مصادر يمنية في وقت سابق عن نية الإخوان نقل القيادات الكبيرة للحزب من الرياض الى اسطنبول لبدء الانشقاق عن التحالف المؤقت مع الرياض.

ويسيطر الإخوان على الحكومة الشرعية في الرياض وباتت القرارات التي تتخذ تخدم في الاساس قطر الحليف لإيران وتركيا في مواجهة التحالف العربي بقيادة السعودية.

وزار وزير الخارجية اليمني المقال عبدالملك المخلافي أنقرة وبحث مع الجانب التركي امكانية نقل قيادات يمنية للإقامة في اسطنبول، تمهيدا لخلق تحالف أخر في مواجهة التحالف العربي الدعم للقوى اليمنية الصاعدة في الشمال والجنوب، وهو ما يراه الإخوان خطر يهدد مستقبلهم السياسي على الرغم من امتلاكهم مليشيات طائفية تدين بالولاء للتنظيم الدولي للإخوان وتحصلت على دعم مالي وعسكري من قطر والسعودية معاً.

ويبدو ان الإخوان قد شعروا بالصدمة حيال الدعوة الحوثية، الأمر الذي دفع نائب رئيس الدائرة الإعلامية عدنان العديني الى محاولة نفي اي نية للإخوان لعقد صفقة مع الحوثيين.

وقال العديني "انه لا وجود لمؤامرة على اليمن اكثر من الحوثيين انفسهم, فقد مثلوا السكين الحاد الذي مزق الجسد اليمني.. مطالبا "الحوثيين بالاستسلام لعدالة القانون ليقول حكمه فيهم, قبل أن يجبرهم الشعب على فعل ذلك بالقوة".

وجد الإخوان دعوة الحوثيين الى الاستعراض، حيث قال العديني " بأن مخاوف الحوثيين باتت كبيرة من ثبات موقف الإصلاح ضد الانقلاب وانحيازه الكامل للشعب بشكل واضح وجلي, مؤكداً أن هذا الموقف الإصلاحي سوف يستمر حتى تتحرر اليمن من انتفاشتهم المزعومة وعودة الدولة اليمنية الكاملة".

ولك يكتف الإخوان بالنفي بل ذهب العديني الى نسب انتصارات الساحل الغربي إلى التنظيم الإخواني قائلا "إن دعوة البخيتي تعكس الانهزام الذي يعيشه الحوثيون في هذه الاثناء وخاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقوها في الساحل الغربي خلال الايام القليلة الماضية".

يذكر ان تحالف الإخوان والحوثيين ليس وليد الأزمة القطرية مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بل كان منذ وقت مبكر، حيث ذهبت قيادات الإخوان إلى كهف مران، حيث يقيم زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، لبدء صفحة جديدة عنوانها التعايش والسلام.

وتشير العديد من المصادر الى  ان اللقاء (الإخواني – الحوثي) قد مهد الطريق أكثر للحوثيين في السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، واجبار الرئيس حينها على تقديم استقالته، قبل ان تبحث الاطراف اليمنية في صنعاء ومنها الإخوان التوافق على رئيس بديل لهادي، قبل ان ينجح الأخير في الفرار صوب العاصمة الجنوبية عدن، ليبدأ الإخوان في خلق تحالفات جديدة وواسعة في مسعى لبناء قدرات الحزب العسكرية والسياسية والمالية.

ويبدو أن معركة الحديدة، قد تعجل بإعلان تحالف إخواني حوثي، حيث كشف الإخوان عن موقفهم من الحرب التي تخوضها قوات مشتركة مسنودة بالتحالف العربي، واصفين تحرير الحديدة بكارثة جديدة على اليمن، ورفضوا استعادتها من الحوثيين.

ووصف وكيل وزارة الإعلام اليمني الإخواني عبده مغلس القوات التي تحارب الحوثيين في الحديدة بالمليشيات غير الحكومية، ودعا إلى ضرورة ان يقاتل الجميع تحت راية حكومة الشرعية التي يتصدرها  الإخوان عسكريا وسياسيا.