فتوى متجددة

تقرير: ماذا يريد الإصلاح من الجنوب؟

مدنيون جنوبيون شردتهم حرب الشمال من بلادهم في العام 1994م

خاص (عدن)

أكد سياسيون جنوبيون أن طرف الشرعية المحسوب على حزب الإصلاح كشف عن وجهه الخبيث تجاه الجنوب، في اعقاب محاولة قوات تابعة له السيطرة على مطار عدن الدولي، فيما اتهم الاصلاحيون احدى دول التحالف العربي بالتمرد على الحكومة الشرعية ما جعل الأمر أكثر صعوبة في فهم ما يدور.

وقفت وسائل الإعلام الجنوبية حائرة امام ما يجري، لكن ما تم تأكيده ان كل طرف في الشرعية لديه ميليشيات مسلحة يريد البسط على المرافق السيادية في العاصمة عدن بقوة السلاح، الأمر الذي جعل انتصار القوات الجنوبية على الحوثيين وقوات صالح في مهب الريح.

وعلى الاثر تلك الاحداث الدامية، كشف الاصلاح عن موقفهم الحقيقي من التحالف العربي وطالبوا بتدخل قطري تركي بديل لدولة الإمارات العربية المتحدة، الامر الذي كشف ايضا موقف قطر الداعم للإخوان في مواجهة شقيقتها الإمارات العربية المتحدة.

ويتخوف سياسيون من مغبة ان يؤثر هذا الصراع على مستقبل دول الخليج، وهي مخاوف القت بظلالها على مستقبل الحلف الخليجي في اليمن.

فالقطريون ذهبوا وبكل قوة إلى دعم تنظيم الإخوان المصنف كجماعة ارهابية كما فعلت الرياض في العام 2014م، قبل ان تحتضنهم الأخيرة في اراضيهم وتقدم لهم دعما عسكريا كبيرا، على عكس دول خليجية ترى ان الاخوان جماعة ارهابية، وهو ما يعني انقسام الخليج بين المؤيد والداعم للإخوان وبين الرافض لهم.

يقف الجنوب المحرر، في موقع مغاير لما يحصل في المنطقة، فالجنوب الذي كان مستعمرة بريطانية، حيث فشلت محاولة الحزب الاشتراكي القادم من الشمال تطبيق التجربة الاشتراكية في مجتمع مسلم، ليقود قادة الاشتراكية الجنوبيين نحو اقتتال داخلي كان ثمنه الدخول في وحدة واحتلال بلادهم لاحقا من صنعاء، في مشهد حاول الشماليون ان يكرر مرة اخرى في 2015م.

وقف الجنوبيون سدا منيعا امام العدوان الحوثي العفاشي، ووقف الاخوان موقف الحياد، الا ان هذا الموقف، سرعان ما اظهر عداوته للجنوب في اعقاب تحرير القوات الجنوبية لمدن الجنوب في منتصف يوليو تموز 2015م.

الموقف المعادي للإخوان، دفع السلطات الحكومية الى توجيه اتهامات بوقوف الإصلاح وراء الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة وراح ضحيتها المئات من العسكريين والمدنيين.

لكن احادث مطار عدن الأخيرة، دفعت الكثير من الجنوبيين إلى التأكيد بأن الإصلاح وعبر الجنرال الأحمر يسعى وبكل قوى إلى اعادة احتلال الجنوب، وهي الاحداث ذاتها التي يقول جنوبيون انها كشفت عن وجود قوات كبيرة تدين بالولاء للأحمر وبعيدا عن سيطرة الدولة.

يؤكد الصحافي ياسر اليافعي رئيس تحرير صحيفة يافع نيوز" أن حزب الإصلاح دأب على الهجوم الإعلامي ضد قوات الحزام الأمني بالزعم انها ميليشيات خارج اطار الدولة على الرغم من انها حققت نجاحات كبيرة لم تحققها أي قوات غيرها".

 ولفت اليافعي إلى ان احادث المطار كشفت عن وجود قوات كبيرة تملك عتادا ضخما، ولا تقع تحت سيطرة الدولة.

وأوضح اليافعي في منشور على فيس بوك " كان الهجوم خلال الفترة الماضية على الحزام الامني انه مليشيا خارج سيطرت الدولة، وهو اكثر الوحدات عملاً وتنظيماً، وحقق مالم يحققه عفاش خلال سنوات وبشهادة الكثير، لنكتشف اليوم ان معنا الوية كاملة خارج اطار الدولة ومعها دبابات واسلحة ثقيلة ومسكوت عنها".

وأضاف اليافعي " باختصار الحل هو اخضاع كافة الاجهزة الامنية لإدارة امن عدن وكافة الوحدات العسكرية للمنطقة الرابعة وخلط الوحدات مع بعضها وتأسيس قوات امن وجيش على اساس وطني وليس مناطقيا او تبعا لاشخاص".

 

ويعتقد ناشطون وسياسيون جنوبيون أن ما يحصل في بلادهم هو نتاج الفتوى التكفيرية التي اصدرها وزير العدل في حكومة صالح قبل اجتياح الجنوب منتصف تسعينات القرن الماضي.

واعتقدت الناشطة الجنوبية عفراء الشهري ان فتوى حرب 1994 باتت تستخدم كورقة سياسية أكثر من ان تكون دينية".

 وأوضحت عفراء لـ(اليوم الثامن)" اذا كان على فتوى( التكفير ) فأظن انه يستعملوها كورقة سياسية اكثر مما تكون دينية بسبب تشدد الديني في بلادنا مع جهل التفاصيل الدينية

 والاصلاح متمسك بهذه الورقة رغم انه يعلم تماما انه افتراء وكذب على الجنوبيين، حيث اننا وفي ظل الاحتلال البريطاني وبعده الحزب الاشتراكي كان هناك تمسك بكثير من الدين ومكارم الاخلاق في الجنوب بعكس ما اشيع عنا".

 وقالت " الاصلاح متمسك بهذه الورقة رغم انه يعلم تماما انه افتراء وكذب على الجنوبيين لمنح انفسهم حق محاربتنا والبسط على اراضينا والسيطرة على المراكز الحساسة والمهمة لدينا".

وأضافت " اذا كان الرئيس هادي حقيقة يريد التخلص من الاصلاح وايقاف المد الاصلاحي في الجنوب عليه بإيقاف الدعم المادي وحصر واقصاء الشخصيات المهمة والفعالة الاصلاحية من مرافق الدولة والرتب الحساسة ومفاصل الدولة الاساسية".

من جهته، أكد السياسي بكر أحمد ان " الاصلاح لا يختلف عن المخلوع او الحوثي في موقفهم الثابت تجاه الجنوب، فهم يعتبرونها قطعة ارض تابعة لسلطتهم، انها النظرة الاصيلة النابعة من الهضبة في شمال الشمال".

وأضاف بكر لـ(اليوم الثان)" قادة الاصلاح والحوثي والمخلوع كلهم من منطقة حكمت اليمن بالتخلف والدين وبكثير من الدماء وسيظل الجنوب بالنسبة لهم الدجاجة التي تبيض ذهبا".

وعن هادي ، قال بكر "حاليا هادي من الواضح انه غارق في تحالفه مع الاصلاح، انهم يطوقونه من كل جانب واخشى ان لم يتغدى بهم فهو سيكون على مأدبتهم في العشاء".

وقال الناشط أحمد السنسل" حزب الاصلاح لم يلغ الفتوى الدينية ضد شعب الجنوب صيف 1994م ، الحزب ولم يعلن حتى الاعتذار للجنوبيين عن ما حدث لهم بسبب الفتوى فكيف له  يفكر ان يلغيها ، الفتوى لازالت قائمة ولن يتم الغاءها، مادام حزب الاصلاح على وجه التحديد يسعى لإبقاء الجنوب تحت هيمنتهم وسيطرتهم ، 'ولن يتم ذلك إلا في حاله إبقاء الفتوى من اجل استخدامها تحت مسيمات دينية اخرى مثل ماحدث مؤخرا من اطلاق شعارات تكفيره ضد الجنوبيين، ومن خلال الحرب الاعلامية التحريضية التكفيرية  المستمرة ضد شعب الجنوب الى اليوم تؤكد لنا ان هذه الفتوى لازال يعمل بها الى اليوم".

وأضاف لـ(اليوم الثامن)" الرئيس هادي وحزب الاصلاح الاخواني هم شركاء رئيسين في ادارة اليمن اليوم ، واعتقد ان عبدربه منصور هادي هو يعمل بقصد او بدون قصد على مساعدة المد الإخواني عبر حزب الاصلاح لإعادة سيطرتهم على الجنوب، من خلال افساح المجال لهم عبر بعض المناصب في حكومة الشرعية التي تتخذ عدن عاصمة مؤقتة لليمن".