الإعلام في مهمة محاربة التفكك..

تقرير: "النخب".. ودورها في تعزيز التماسك الاجتماعي

الأمن في سباق للحد من الظاهر الدخيلة على عدن

دعاء نبيل

أكد استطلاع اجرته مراسلة (اليوم الثامن) مع نخب اجتماعية وثقافية في العاصمة عدن على ضرورة تعزيز التماسك الاجتماعي في عدن.. محملين الإعلام مهمة محاربة كل الظواهر الدخيلة على المجتمع في عدن، وهي الظواهر التي يقول من استطلعنا آرائهم "إنها ساهمت في تفكك المجتمع.

وتعيش عدن اليوم حالة من التفكك الاجتماعي ولاشك ان هناك مشكلة كبيرة باتت تعاني منها عدن ,هناك حالات سطو وسرقة واغتصاب للأطفال وخطف الفتيات ..يحدث لأول مرة في مدينة  الامن والسلام وهو ما يؤكد ام مشكلة كبيرة باتت تعاني منها عدن وبحاجة الى حلول جذرية لهذه المشاكل التي تهدد المجتمع وتنال من القيمة الانسانية والمجتمعية ومن التعايش السلمي الذي عرفت به عدن اعرق مدينة في الجزيرة العربية.

وداد البدوي: مجتمعا لم يفهم التعديدة

وكان أول المتحدثين السيدة وداد البدوي وهي رئيس مركز الاعلام الثقافي CMC "إن كثيرا من القضايا كانت سببا في التأثير السلبي على المجتمع ومنها قضية انقطاع الراتب والعوامل الاقتصادية  التي تأثرت بها الأسرة اليمنية بشكل كبير".

 وترى البدوي "أن  التعددية من أبرزها ما خلق مشاكل اسرية هي التوجهات التي تشكلت خلال السنوات الأخيرة وافرزتها الحرب , اما ما يتعلق بالتعددية فإنها للأسف خلقت  مشاكل اسرية كثيرة كوننا لم نفهم التعددية في اطارها السليم الديمقراطي بل ذهبنا الى التعصب الاهوج والتمترس الغير مبرر خلف شخصيات وتيارات دون ان نكون منصفين في تبعتنا وعقلانية في توجهنا".

وأكدت "أن هذا للأسف لدى الشريحة الاقل تعليم بل لدى الجميع حتى المعلمين والاعلى تعليما".

 وتضيف :" لعل ذلك راجع للفهم المغلوط للتعددية والممارسات الخاطئة في التعددية التي اصبحت اشبة بالتبعية العمياء , وفي كل الحالات هذا يعد تطرف ورفض للأخر وعدم القبول بما هو مختلف".

وهنا تبرز ( البدوي ) "اهم الأدوار التي يجب على  الصحفي ان يلعبها بدور ايجابي في خلق ثقافة القبول بالأخر  والانتصار للتعددية وتهيئة الناس لان يكونوا مختلفين تجمعهم مصالح عامة , وان لا يذهب لتأجيج هذا الخلاف حتى تفرق بين أبناء الاسرة  الواحدة وتكون سبب لخلافات بين الاب وابنة او الزوج وزوجته او الاخوة" .
وتردف بقولها : الصحفي يوضح لماذا التعددية وكيف يجن ان تمارس وكيف تخدم  الجميع بما فيهم من هو ضد التوجه الذي انت فيه ويجعل من التعددية  واضحة للجميع وبأنها للتحفيز على التنافس من اجل الاخر وليس لتكون سبب الصراعات  والمشاكل .

اليافعي: تغذية الطائفية خطر على المجتمع

اما السيد محمد عبد الرب اليافعي  وهو امام مسجد في عدن، فقد أكد "ما يبدد التماسك المجتمعي هو تغذية الطائفية وبث روح الحقد والكراهية , وكذلك الشمولية والاقصاء وعدم القبول بالتنوع والتعدد والاعتراف بالأخر المختلف والتعايش معه".

ويرى بدوره : ان دور الصحفي هو بث ثقافة القبول بالأخر واليقين بحتمية الاختلاف والتنوع والاستعداد لتقبل الاخر كما هو , وانها ثقافة الاقصاء والاستبداد

لينا الحسني: المجتمع ضحية الاشاعات

من ناحيتها، قالت الناشطة الحقوقية لينا الحسني وهي رئيس مؤسسة أكون "يظل اختراع الاشاعات وترويجها من اهم القضايا المؤثرة على التماسك المجتمعي  حيث ان نشر الاشاعات يخلق واقع غير مستقر لا يخلو من الصراع والذبذبة وعدم التماسك فكما يقال تنتشر الاشاعة قبل ان تنتعل الحقيقة حذائها ونحن الان في مجتمع ذو فضاء مفتوح تسري الإشاعة فيه سريعا جدا وتؤدي للبغض والتناحر .

ومن الدور الكبير الذي قدمته الصحفية (الحسني) لـ(اليوم الثامن) "يعد للصحفي دورا مهما في مثل هذه القضايا حيث أن من واجبه ان يضع حدا لهذه الاشاعات وان لا يكون سبب في خلقها او انتشارها وترويجها".

وتضيف "من الادوار على الصحفي واجب نقل الواقع بحذافيره دون زيادة او نقصان وتحري المصداقية لتجنب نشر الاخبار الغير صحيحة التي تؤجج الصراعات وتشعلها". .

منى هيثم: عدن تعاني من مشكلة أمنية

السيدة منى هيثم - وهي ناشطة سياسية تقول لـ(اليوم الثامن) "من أبرز  القضايا  على المجتمع هي الأمن .. الأمن,  قضية برزت اثارها على الوضع الحالي وتجلت مظاهرها السلبية  من الجانبين , من جانب الدولة ومن جانب افراد المجتمع ونتج عنها انفلات امني واضح ".

وقالت "من أبرز الاسباب للانفلات الامني في عدن هو عدم وجود رؤية امنية وخطة استراتيجية موحدة ,والتشكيلات الأمنية المتعددة التي تشكلت بعد تحرير عدن لدواعي متشابكة ومتشابهة  المهام ادت الى الازدواج في الادارة والقيادة الامنية في عدن".

تطرح منى وجهه نظرها قائلة " لذا بات من المهم اولا  دمج كل تلك التشكيلات الامنية في جهاز امني وطني واحد العقيدة والولاء والإدارة له وبسبب اللامبالاة من قبل الكثير من افراد المجتمع تجاه خطورة  الانفلات الأمني والأعمال والعادات الدخيلة على عدن ورضوخ البعض لأعمال العنف والاتجار في السلاح الغير قانوني وحمل السلاح الغير منظم  واستخدامه بشكل عشوائي وغير مسؤول من المدنيين والعسكريين في عدن جعل مسألة الأمن بنظر افراد المجتمع من مسؤولية الدولة فقط  الأمر الذي ساعد على خلق فوضى في عدن وانتشار الجريمة بمختلف انواعها ودرجاتها".

وأضافت "كما ندرك انه في الوقت الراهن وبسبب اوضاع الحرب يعتبر دور الصحفي مهم جدا في ترسيخ اسس وقواعد الأمن والوعي بها ونبذ كل السلوكيات والاعمال التي تروج حمل السلاح والاتجار به خاصة وان مدينة عدن واهلها يرفضون هذه العقلية المؤمنة بقوة السلاح والتخاطب بالسلاح".

انيس عبدالله: غياب دور الإعلام

ويشارك منسق المنظمات الدولية بمحافظة عدن (انيس عبدالله ) : الرأي للأستاذة للناشطة (منى هيثم) حيث يقول : اهم القضايا والتي برزت على الساحة بالآونة الاخيرة  هي قضية الأمن لعدم وجود رؤية وخطة أمنية شاملة ولكن العكس فهناك عكس سير واضح للخطط والتشكيلات الامنية مما ادى الى تشتت الأمن بعدن وتعدد الجريمة بجمة الأشكال دون العقاب .

ومن جهته يلقي الضوء الغائب على الصحفي لإظهار دوره والقيام بدوره كصحفي بالتوعية وكشف التلاعب ومن دوره ايضا الحفاظ على مسار اي قضية مجتمعية".

ويدعو كافة الوسائل الاعلامية والتي تقع عليهم مسؤولية كبيرة في التوعية من خطر العنف والتطرف الاجتماعي التي بات منتشر جدا مما ادى الى عدم القبول بالأخر  ودعا كافة المنظمات وايمة المساجد على غرس مفاهيم جديدة للتعايش السلمي".