معركة تحرير الحديدة..

تقرير: معركة الحديدة تقترب والحوثي يبحث عن طوق للنجاة

مركبة عسكرية تابعة لقوات العمالقة الجنوبية خلال معارك تحرير الحديدة (اليوم الثامن)

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

مع استمرار التحضيرات العسكرية للقوات المشتركة بإسناد من القوات الاماراتية بالساحل الغربي، استعداداً لمعركة فاصلة تنهي أي تواجد للمليشيات الانقلابية في مدينة الحديدة، سعى الانقلابيون الحوثيون الى بث الدعوات للمطالبة بوقف الهجوم المحتمل عليهم بالمدينة الواقعة غربي اليمن.

ونشرت وكالة ‘‘سبأ‘‘ بنسختها الحوثية تصريحات نسبتها لمصدر مسئول في وزارة خارجية الانقلابيين طالب فيها ‘‘المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن ومجموعة الـ19 الراعية لعملية التسوية السياسية باليمن، للاضطلاع بمسؤولياتهم في حفظ السلم والأمن الدوليين والضغط باتجاه وقف التصعيد في الساحل الغربي، وتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات السلام والمتمثلة بإنهاء العدوان ورفع الحصار تمهيدا للدخول في عملية تسوية سياسية شاملة‘‘. حد قوله.

وبعث المصدر تهديدات ضمنية في سياق تصريحاته بعد أن الهجوم على المليشيات في الحديدة وميناءها ‘‘يمتد أثره على تهديد أمن واستقرار المنطقة وخط الملاحة الدولية في منطقة جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب‘‘. في محاولة من المليشيات لإثناء الهجوم العسكري الكبير على أهم موقع استراتيجي يسيطرون عليه في اليمن، والمتمثل بميناء الحديدة، أكبر مصادر دخل المليشيات.

ودأبت مليشيات ايران في اليمن على تهديد الملاحة الدولية واستهداف السفن المارة بمقربة من شواطئ اليمن، وقد استهدفت أكثر من مرة سفن نفطية واغاثية وسفن مراقبة دولية على المياه اليمنية، الأمر الذي فرض على التحالف العربي والمجتمع الدولي دعم الجهود الرامية لكف التمادي الحوثي على الملاحة الدولية.

وقالت مصادر خاصة لمراسل ‘‘اليوم الثامن‘‘ بمدينة صنعاء، أن حالة من الإرباك تعيشها المليشيات الانقلابية الايرانية بعد تيقنها من اقتراب لحظة الهجوم العسكري على مدينة الحديدة وبدأت باتخاذ خطوات اجرائية لمحاولة التصدي للهجمة، حيث تفاقم الخلاف وسط قيادات الصف الأول في المليشيات الايرانية بما يخص تداعيات الهجوم على الحديدة وموقف القيادات منه.

وكان وزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتي طالب في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي ‘‘تويتر‘‘ المجتمع الدولي بأن يضغط على الحوثيين لإخلاء الحديدة وترك الميناء سليما. مضيفاً ‘‘احتلال الحوثيين غير القانوني للحديدة في الوقت الحالي يطيل أمد حرب اليمن. تحرير المدينة والميناء سيوجد واقعا جديدا ويأتي بالحوثيين إلى المفاوضات‘‘.

وأفادت وكالة ‘‘رويترز‘‘ أن قرقاش قال ‘‘أمهلنا مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتين جريفيث 48 ساعة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة‘‘. مزيداً ‘‘ننتظر رده. مهلة الثماني والأربعين ساعة تنتهي خلال ليل الثلاثاء والأربعاء‘‘. وذلك في مقابلة أجرتها لو فيجارو الفرنسية مع قرقاش. بحسب ‘‘رويترز‘‘.

وعلم مراسل ‘‘اليوم الثامن‘‘ من مصادره في مدينة الحديدة، أن المليشيات الحوثة وسعت من انتشارها العسكري في المناطق القريبة من مسرح العمليات القتالية، واستقدمت مزيد من الافراد والعناصر والآليات التابعة لها الى المدينة، إضافة الى بناءها حواجز أمنية إضافية وحفر خنادق بمحيط مطار الحديدة منذ خمسة ايام.

ووصلت تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات المشتركة الى مديرية الدريهمي برفقة المئات من المقاتلين من القوات المشتركة، إضافة الى تعزيزات أخرى اتجهت نحو المناطق الجنوبية من مدينة الحديدة، والتي تقع على أطراف مديرتي زبيد والجراحي، حيث من المتوقع أن يجري الهجوم على محورين لتشتيت قوى الإنقلابيين.

وذكر مصدر عسكري من قوات طارق صالح في الساحل الغربي أن قواتهم تحصلت على دعم عسكري جديد، ونشرت مقاتلين اضافيين تم استقدامهم الاسبوع الماضي من معسكرات التدريب الى جبهات القتال الميدانية. مشيراً الى أنهم سيشاركون في المعركة المتقدمة نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية.

ويواصل مشرفو المليشيات وقاداتها جولاتهم في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، في محاولة منهم للدفع بمعنويات المواطنين وإرسالهم الى جبهات القتال، غير أن أغلب هذه الجهود ذهبت سدى بحسب مصادر مطلعة. فيما التقت قيادات من الصف الأول يوم أمس بقيادات قبلية فرضت عليها إرسال أبناءها الى الساحل الغربي دون قيد أو شرط.

وفتحت المليشيات الحوثية عبر وسائل اعلامها، خاصة الاذاعات المحلية تغطية خاصة بهذا الشأن، واصلت من خلالها حث الناس على التوجه للساحل الغربي وبث انتصارات كاذبة لمقاتليها لمحاولة رفع معنوياتهم المنهارة.

ولا يستبعد أن تبدأ الهجمات العسكرية باتجاه الحديدة خلال الساعات القادمة، خاصة وأن المؤشرات على الأرض تثبت أن أمر الحديدة وميناءها صار محسوماً لصالح التحالف العربي والقوى اليمنية المناهضة للمليشيات الايرانية.