تحرير تهامة..

تقرير: ما هي الأهمية الاستراتيجية لتحرير الحديدة؟

القوات المشتركة خلال تقدمها صوب مطار الحديدة

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

تقع مدينة الحُدَيْدَة على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي (226) كيلو متراً. وتعد من أجمل المدن اليمنية وهي مركز محافظة الحديدة .
ويشكل سكان الحديدة ما نسبته (11%) من إجمالي سكان الجمهورية اليمنية تقريباً، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز، وعدد مديريات المحافظة (26) مديرية، ومدينة الحديدة مركز المحافظة. وتعد الزراعة النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، حيث تحتل المركز الأول بين محافظات الجمهورية في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية وبنسبة تصل إلى (28.6%) من إجمالي الإنتاج، ومن أهم المحاصيل الزراعية الخضروات والفواكة والأعلاف فضلاً عن نشاط الاصطياد السمكي، بحكم أن المحافظة تطل على شريط ساحلي طويل غني بالأسماك والأحياء البحرية كماً ونوعاً. والنشاط التجاري في الحديدة متميز من خلال عمليتي (الاستيراد والتصدير) لثاني ميناء رئيس للجمهورية اليمنية هو ميناء الحديدة والذي حولته المليشيات الحوثية لتهريب الأسلحة وتحصيل الإيرادات لتعزيز قدراتها القتالية وفرضت حصار محكم عَلى اليمنيين من خلال عملية التحكم فيه .


* لماذا تحرير الحديدة:


تشكل عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها الحيوي ركنا أساسيا في الحل السياسي للأزمة اليمنية، كونها تتوافق مع أهداف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الرامي إلى إنهاء الأزمة في هذا البلد الذي دمرته ميليشيات الحوثي الإيرانية.
 فهدف العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات المقاومة المشتركة ضمن التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية، هو إجبار ميليشيات الحوثي الإيرانية على الامتثال لقرار مجلس الأمن، الذي اتخذ تحت الفصل السابع في أبريل عام 2015. 
وطالب القرار الدولي في أحد بنوده الحوثيين بالكف عن اللجوء للعنف، وسحب قواتهم من جميع المناطق التي سيطروا عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء، ووقف الأعمال التي تعد من الصلاحيات الحصرية للحكومة اليمنية الشرعية.
كما ألزم الحوثيين بالامتناع عن أية استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة، بما في ذلك الاستيلاء على صواريخ أرض-أرض ومخازن أسلحة تقع في مناطق محاذية للحدود أو داخل أراضي دولة مجاورة. 

من منفذ للسلاح إلى ميناء للإغاثة

وستسهم استعادة ميناء الحديدة في وقف عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ التي تستخدمها الميليشيات في تدمير اليمن وتهديد الدول المجاورة، وهو ما ينص عليه ذات القرار الدولي الذي دعا إلى "منع توريد أو بيع أو نقل أسلحة للمتمردين والكيانات والأفراد الواقعين تحت العقوبات".
كما ينص القرار على "تيسير إيصال المساعدات الإنسانية على نحو سريع وآمن دون عوائق، وإلى تيسير قيام الدول المعنية بإجلاء المدنيين من اليمن".
 وسيؤدي بسط سيطرة الشرعية على ميناء الحديدة بمساعدة القوات المشتركة إلى تدفق غير مسبوق للمساعدات الإغاثية وبالتالي تخفيف المعاناة الإنسانية، لملايين اليمنيين.
ومنذ سيطرتها على الحديدة ومينائها عام 2014، قامت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، باحتجاز وقطع الطريق أمام عشرات السفن المحملة بمساعدات إنسانية للشعب اليمني.
 
 وفي شهر إبريل الماضي وحده، احتجز الحوثيون 19 سفينة إغاثية ومنعوها من تفريغ حمولتها، وهو ما يلقي الضوء على حجم المساعدات الممنوع دخولها لإغاثة السكان الذي يرزحون تحت سلطة الميليشيات ويواجهون الجوع والأمراض.
ويعد ميناء الحديدة شريان الحياة لأكثر من 8 ملايين يمني، فعبره تمر معظم الواردات وإمدادات الإغاثة، للملايين في محافظات الحديدة وتعز وصعدة وصنعاء، قبل أن يسقط بقبضة الحوثيين عام 2014.
وقد حولته الميليشيات المتمردة إلى أحد أبرز مصادر تمويلها، بالإضافة إلى استخدامه لإدخال الأسلحة والصواريخ الباليستية المهربة من إيران، وكافة وسائل الدعم اللوجستي كما استخدمته قاعدة لانطلاق عملياتها الإرهابية عبر البحر فضلا عن نشر الألغام البحرية.

*دفع العملية السياسية:

وبينما تحتاج أي مفاوضات سياسية إلى موقف عسكري واضح على الأرض، فإن استعادة المدينة الاستراتيجية وحرمان المتمردين من أهم مصادر تمويلهم وتسليحهم سيدفعهم إلى طاولة المفاوضات من الأجل التوصل إلى حل سياسي يتوافق في الأساس مع القرارات الدولية.
وأفشل الحوثيون منذ انقلابهم على السلطة الشرعية، مساعي الأمم المتحدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، معتمدين على الدعم الإيراني المتمثل في الإمدادات اللوجستية والأسلحة المهربة.
وقد نص القرار 2216 على دعوة جميع الأطراف اليمنية لا سيما الحوثيين إلى الالتزام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن وتسريع المفاوضات للتوصل إلى حل توافقي والتنفيذ الكامل للاتفاقات المبرمة والالتزامات التي تم التعهد بها لبلوغ هذا الهدف والتعجيل بوقف العنف.
وتساهم المكاسب الميدانية التي حققها الجيش الوطني اليمني والمقاومة المشتركة بمساندة التحالف العربي لدعم الشرعية، في إجبار الحوثيين على الدخول في المسار السياسي بإشراف الأمم المتحدة بما يضمن إعادة الاستقرار إلى اليمن.


* تحرير الحديدة كمطلب شعبي وانساني

ينشد اليمنيون بشكل عام وأبناء الحديدة بشكل خاص الخلاص من المليشيات الحوثية التي أصبحت تتحكم بمصائرهم ويمكن ملاحظة الهبة الشعبية والحفاوة التي استقبل بها أبناء الحديدة القوات المشتركة وحجم الانضمام لابنائها للمشاركة في هذه القوات للتخلص من الحوثيين .
ويمثل تحرير ميناء الحديدة بمثابة فك للحصار على اليمنيين بشكل عام.
كما يمثل ذلك تحريراً لمزارع وممتلكات أبناء المحافظة الذين تم السيطرة على مزارعهم وممتلكاتهم بالقوة وتحولت لمكان لإيواء مقاتليها والتصرف بعائداتها.
وقد خرج الالاف من أبناء الحديدة لاستقبال القوات المشتركة وعبروا عن فرحتهم بالاحتفالات في جميع المدن المحررة بالمحافظة .
لذلك فان استمرار الحوثيين بالسيطرة عليها يمثل عقاب انساني لابنائها ومخالفة لقرارات مجلس الامنً التي كان ولازال الحوثيين يرفضونها كما يرفضون اَي حلول سياسية يتم بموجبها تسليم الميناء وفك الحصار عن اليمنيين.

* البعد الإقليمي والدولي:

1-مثل وجود الحوثيين في الحديدة تهديداً للامن والسلم الإقليمي والدولي وخلال الفترة الماضية استهدفت ناقلات للنفط وتم تهديد حركة التجارة العالمية ومازالوا يعلنون بشكل واضح استهدافهم لأمن باب المندب واستخدام سيطرتهم على الميناء كنمفذ لايصال الأسلحة المرسلة من ايران .
وقد سجلت التقارير الدولية وتم ضبط عشرات من شحنات الأسلحة من قبل التحالف العربي والقوات الدولية والتي كانت في طريقها اليهم .
2- يمثل تحرير الحديدة امر مهم لإيقاف تدفق الارهابين وتوسع نشاطهم خصوصاًوان هناك أطراف تسعى لجعل الشريط الساحلي من الصومال الي اليمن مكان للفوضى والعبث والقرصنة والتهريب والعمليات الإرهابية.


* ان المجتمع الدولي ينتظر منه اليمنيون في الحديدة ان يكون العون له لتخليصه من المليشيات الحوثية وان يقف الي جانبه خصوصاً وان هذه المليشيات قد سيطرة على مزارعه الخاصة وزرعت في أراضيه الزراعية الألغام والمتفجرات وفجرت عشرات المنازل لابناء الحديدة وحولت ايرادات الميناء والمدينة من اجل تعزيز وجودها عسكرياً وقامت بعمليات اختطاف وتعذيب وسجن للمئات وفرضت عَلَيْه نمط حياة لا تليق بالانسان وتمثل انتهاكاً للقوانين الدولية الانسانية .
* ان عمليات التجنيد الإجبارية واستخدام المدنيين كدروع بشرية انتهاكات يومية يجب ان لا يسكت عنها المجتمع الدولي وعليه ان يكون موقفه حازماً ولصالح أبناء الحديدة الذين يتوقون للخلاص من المليشيات الانقلابية.