سيناريوهات انتحارية..

تقرير: ماذا يعني تحرير مدينة الحديدة التهامية؟

قوات العمالقة الجنوبية خلال مواجهات مع الانقلابيين في الساحل الغربي لليمن

الحديدة

اقتربت القوات المشتركة من مطار الحديدة، وسط غارات مكثفة لمقاتلات، وبوارج التحالف العربي، على مواقع الحوثيين الموالين لإيران، الذين قال سكان محليون في شارع صنعاء، وسط المدينة إنهم اختفوا من الشوارع واحتموا بأسطح المنازل والفنادق، واتخذوا من المدنيين دروعاً بشرية.

وقالت مصادر عسكرية لـ24 إن "عملية النصر الذهبي هدفها استعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي، لما يمثله من أهمية استراتيجية على مستقبل الحرب في اليمن".

وتمثل استعادة الحديدة، ومينائها أهمية استراتيجية مهمة في الحرب باليمن، وتضع نهاية للحصار المفروض على السكان، الذي أوقع عشرات الضحايا أغلبهم أطفال جراءَ المجاعة التي اجتاحت الحديدة منذ العام الماضي.

ويعدُ ميناءُ الحديدة بالنسبة للحوثيين شريان الحياة، وتحريرهُ يعني قطع أي إمداد عسكري من إيران للمليشيات من أسلحة وصواريخ، ناهيك عن تأمين الملاحة الدولية ومنع أي استهداف لسفن الاغاثة، وإنقاذ السُفن التي تحمل مساعدات إغاثية ويحتجزها الحوثيون في الميناء.

من ناحية أخرى، كشفت مصادر يمنية أن ميليشيا الحوثي الانقلابية بدأت بالفرار من شوارع الحديدة، اليوم الأربعاء، مع إعلان القوات اليمنية بإسناد التحالف العربي لدعم الشرعية، عملية عسكرية لاستعادة المدينة الواقعة غربي اليمن، من قبضة الميليشيات التابعة لإيران.

وحسب قناة الإخبارية السعودية، جاء الفرار الجماعي لميليشيات الحوثي من المدينة الإستراتيجية، بالتزامن مع تقدم قوات الشرعية باتجاه مطار الحديدة ومينائها، فيما أسر الجيش اليمني عشرات المسلحين من الميليشيات الحوثية، أثناء التقدم نحو المطار.

وقالت قناة "سكاي نيوز عربية"، الأربعاء، إن قوات المقاومة المشتركة تتقدم بثبات على جبهة مدينة الحديدة، وسط انهيارات في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية.

وأوضحت القناة على لسان مصادر عسكرية أن تقدم القوات المشتركة، بدعم من التحالف العربي، يقابله مواجهات "لا تذكر من ميليشيات الحوثي المنهارة" من جراء الضربات القاصمة التي تلقتها منذ صباح الأربعاء.

وصعّدت القوات المشتركة، خلال الساعات الماضية، من هجماتها على مواقع وتجمعات الحوثيين في الحديدة، وذلك في إطار الاستعدادات لحسم معركة تحرير المدينة الواقعة على الساحل الغربي في اليمن.

وأكدت المصادر نفسها أن "حال من الهلع تشهده صفوف ميليشيات الحوثي بسبب تخلي القيادات عن المسلحين"، ما دفع عددا كبيرا من الانقلابيين إلى الفرار "من ساحات المعارك من دون قتال".

واللافت، أن "التقدم العسكري ضد الحوثيين تم باستخدام أقل من 20 بالمئة من القوة المجهزة للمعارك"، وفق المصادر التي أشارت إلى أن "ميليشيات الحوثي ستنهار تماما حين استكمال استخدام القوة الكاملة المعدّة ضدهم".

وعمدت "قيادات في الميليشيات إلى قطع الاتصالات بمسلحيها في الحديدة وتركتهم من دون توجيهات"، الأمر الذي ضاعف من الانهيارات في صفوف العناصر الحوثية على أرض المعركة، هو ما سيسرع من عملية تحرير المدينة ومينائها.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد خالد المنسي، إن معركة التحرير ستكون ضربة قاصمة لمليشيات الحوثي الإيرانية، بسبب أهمية المنفذ البحري للمتمردين.

وتوقع المنسي، في اتصال هاتفي مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن يلجأ الحوثيون إلى زرع الألغام في مداخل المدينة، من أجل إعاقة تقدم المقاومة اليمنية المشتركة.

ولم يستبعد الخبير العسكري حرب عصابات من قبل المتمردين داخل أحياء المدينة، ونشر القناصة أعلى المباني، إلا أن تلك المحاولات اليائسة لن تمنع تقدم القوات المشتركة. 

وتعمل القوات اليمنية على محاصرة ميليشيا الحوثي في محيط المدينة، التي تعد الشريان الرئيسي لإمداد الحوثيين بالأسلحة القادمة من إيران.

وتتقدم قوات المقاومة بغطاءٍ جوي ومدفعي من تحالف دعم الشرعية، الذي يقصف مواقع وتحصينات ميليشيا الحوثي، مكبداً الانقلابيين خسائر فادحة.