حقيقة فبركة..

رامز تحت الصفر ركيك يجذب الجمهور

متى يصل رامز إلى الصفر

سارة محمد

عاد الجدل حول مصداقية برامج المقالب التي يقدّمها رامز جلال، بعدما أكد عدد ممن شاركوا علمهم بهذه المقالب قبل التصوير، لكن هناك فئة تنفي علمها وتؤكد أنها وقعت ضحية.

ومع تكرار المقالب كل عام، بدأت مصداقية البرنامج تتراجع، وأصبح الحديث بين جمهوره حول ردود الأفعال المصطنعة التي يقوم بها البعض من النجوم خلال تجسيدهم لمشاهد الانهيار والإغماء جراء التصرّفات القاسية التي يتعرضون لها.

ويقول البعض إنه لتدارك أزمة الانفعالات المصطنعة لجأ رامز إلى الاستعانة بوجوه جديدة كلاعبي كرة القدم والفنانين الصاعدين، مثل ياسمين صبري وريم مصطفى وشباب مسرح مصر كنوع من إضفاء المصداقية للابتعاد عن الوجوه المتكررة في برامجه والتي بات أداؤها مصطنعا.

ولم يترك رواد مواقع التواصل الاجتماعي هفوات برامج رامز جلال تمر بسهولة، خاصة الأخير (رامز تحت الصفر) ويجسد فيه شخصية المدير الفني لمنتخب مصر لكرة القدم هيكتور كوبر، فهناك تحليلات دقيقة أكدت “فبركة” العمل.

تعرض البرنامج لموجة من السخرية بسبب “المكياج” الذي خضع له رامز ليكون شبيها بكوبر لخداع الضيوف. ورغم سوء التنكر، إلا أن أغلب النجوم صدقوا أنهم أمام المدير الفني لمنتخب الفراعنة، بشكل فضح النجوم بمعرفتهم بالمقلب قبل وقوعه.

كانت المخرجة إيناس الدغيدي، ضمن ضحايا برنامج “رامز تحت الأرض” الذي عرض العام الماضي، وتحدثت لـ”العرب” عن تجربة مشاركتها به، مؤكدة أنها كانت على علم بكل شيء قبل التصوير، قد تكون في البداية وقعت ضحية بعد استخدام رامز جلال الإعلامي اللبناني نيشان كوسيط للإيقاع بالفنانين من خلال اتفاقه على تسجيل حلقات لبرنامج جديد يعرض خلال شهر رمضان، منوهة إلى أنها علمت بالحقيقة قبل التصوير ووافقت بإرادتها لعدة أسباب.

وأضافت الدغيدي لـ”العرب”، “من ضمن تلك الأسباب، المعاملة الجيدة التي يجدها أي فنان يشارك في البرنامج من قبل شركة الإنتاج، فهم لا يرفضون أي طلب، والعائد المادي كبير بفضل الإعلانات التي تأتي للبرنامج وهي ضخمة جدًا، كما أنني تغيبت عن الشاشة منذ سنوات ووجدتها فرصة للظهور مجددًا، والحقيقة أن الحلقة حققت صدى كبيرا للدرجة التي جعلت الجمهور في الشارع لا يذكر من تاريخي السينمائي الطويل إلا هذه الحلقة”.

وتؤكد الدغيدي، أنها لا ترى إهانة في “الديباجة الساخرة” التي يقدمها في مقدمة البرنامج لأي من ضحاياه. وتوضح لـ”العرب”، “اللعبة أصبحت مفهومة ومتفق عليها”.

والديباجة التي يقدمها رامز في مقدمة البرنامج، نوع من الفنتازيا التي يستمتع الجمهور بها لما يقدمه من مادة دسمة للكوميديا والسخرية، مع فشل أغلب البرامج الكوميدية في جذب الجمهور لها، ويعتمد فيها على إلقاء مقدمة للتعريف بنجم الحلقة عن طريق السخرية من شخصه وشكله وأعماله.

ويرى الممثل المصري بيومي فؤاد، أن هناك منطقا للأمور في مسألة المعرفة بالمقلب قبل التصوير، لأن هناك فنانين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما، لا يجوز أن يكونوا ضحية مقلب ما، لأنها من ممكن في النهاية أن تتسبب في أزمة قلبية، في حين أن الكثير من النجوم الشباب ولاعبي كرة القدم بالفعل لا يعلمون شيئا عن حقيقة المقلب.

ويحكي فؤاد لـ”العرب”، تجربته في برنامج “رامز بيلعب بالنار” قبل عامين، وشارك فيها بعد مطاردة من فريق عمل البرنامج، قائلا “منذ عامين كنت في المغرب وهاتفني معد تليفونيا واتفق معي على المشاركة في البرنامج بعد أن طمأنني بعدم وجود خطورة لكنه لم يفسر إن كان هذا البرنامج لرامز جلال أم لا”.

وأضاف “بعد الانتهاء من تصوير الحلقة وقعت على موافقتي بعرضها بكل ما جاء فيها، لكن لم أكن أعرف بهذه الديباجة المهينة المقدمة لي في بداية الحلقة، والتي تسخر مني”.

ويبدي فؤاد امتعاضه قائلا “أتعجب من هذه الإهانة التي تتنافى مع أخلاق رامز جلال بصفته محبا وخلوقا مع زملائه، لكنه للأسف اضطر لعمل ذلك لجذب الجمهور الذي بات يحب هذه السخرية، والحقيقة أنني تعرضت لغدر في الأمر، وحزنت كثيرًا لأجله ومكثنا بعد ذلك فترة في خصام”.

ويرفض بيومي فؤاد، مثل هذه النوعية من برامج المقالب، مبديًا تعجبه من حصدها على مشاهدات عالية مما يدفع مقدمها لإعادتها في كل عام، مؤكدا أن المشكلة في الجمهور ذاته الذي بات يستمتع بخروج الفنان عن لياقته وإهانته وغيرها من الأفعال، وفي النهاية الجمهور يبحث عن الترفيه ولا يهمه معرفة إذا كان الفنان ضحية أم لا.

ويروي الموسيقار حلمي بكر لـ”العرب”، الذي وقع ضحية رامز جلال ضمن برنامجه “رامز قرش البحر” قبل أربعة أعوام، أن الشاعر أيمن بهجت قمر كان السبب في الإيقاع به ولم يكن يعرف بالمقلب حينها.

ويشير بكر، إلى أنه رغم هذه الإهانة الجسدية التي تعرض لها وكان لا بد أن يعوض عنها ماديا إلا أنه لم يتقاض عنها شيئا، رغم وعود تلقاها بالتعويض من مقدم البرنامج رامز جلال.

وينوه بكر إلى أن هذه البرامج باتت تقدم إهانة كبيرة لكل من يشارك فيها، وتبقى المادة المدفوعة بـ”الدولار” متحكمة في المشاركين، سواء كانوا على علم أم على جهل، بهذه المقالب.

ومع أن رامز جلال بات لكثيرين معروفا بعدم مصداقية مقالبه، إلا أنه لا يزال يحظى بجماهيرية كبيرة في نسب المشاهدة، خصوصا من الفئات الاجتماعية البسيطة التي تستقطبها هذه المشاهد بين الإهانة والسخرية ما يشير لوجود أزمة تتمثل في انحدار المستوى الفكري والثقافي للمجتمع الذي يتحصل على ابتسامته من إهانة الآخر.

ويُهاجَم نجوم شاركوا في البرامج رامز جلال، لكنهم يظهرون مجددا في برامجه، وهو ما يرجّح وجود اتفاق مسبق ومقابل مادي كبير يعوّض تقبل المقدمة الساخرة.

مع ارتفاع نسب المشاهدات لبرامج رامز جلال، فإن المشهد يشير إلى استمراره، لكنها ستضعه في مأزق أكبر في المستقبل، وإما أن تقضي عليه تمامًا ويبدأ في اللجوء لعدد من نجوم الصف الثاني والثالث لملأ الفراغ، وهو ما بدأ فعله مؤخرا أو أنه يمحو اسمه من ذاكرة المشاهد كممثل لأن جميع أعماله السينمائية تعرضت للخسارة.