سد فجوة الإنتاج..

ترامب يتهم أوبك برفع أسعار النفط

مخاوف من تعطل الامدادات من إيران وفنزويلا تلقي بظلال ثقيلة على الأسواق

واشنطن

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الأربعاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالتسبب برفع أسعار النفط.

وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها ترامب أوبك في محاولة للضغط على المنظمة لرفع إنتاجها ما يتيح مفاقمة تخمة المعروض النفطي وبالتالي تراجع الأسعار عن مستواها الحالي الذي تعتبره دول أوبك مقبولا مقارنة مع كان عليه في منتصف العام 2014 حتى العام 2016، حيث سجلت الأسعار انهيارا كبيرا فاق 50 بالمئة.

وبدأت أسعار النفط في التعافي تدريجيا منذ إقرار أوبك ومنتجون من خارجها اتفاقا لخفض الإنتاج للضغط على المعروض النفطي في الأسواق.

وأنهى تدخل أوبك اضطراب الأسعار وأعاد نسبيا التوازن للسوق العالمية، لكن الرئيس الأميركي اعتبر أن أوبك تعمدت خفض الإنتاج لرفع الأسعار ما يرفع فاتورة استهلاك الوقود في الولايات المتحدة.

 وقال ترامب في تغريدة نشرها بعد عودته من سنغافورة في ختام قمة تاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون "أسعار النفط مرتفعة جدا، أوبك تقوم بذلك مجددا. هذا ليس بالأمر الجيد"، فيما أبدى منتجان كبيران هما السعودية وروسيا رغبتهما في بحث زيادة الإنتاج خلال الاجتماع المقبل للمنظمة في 22 يونيو/حزيران في فيينا.

وقبل تغريدة الرئيس الأميركي، سجلت أسعار النفط تراجعا بالنسبة للبرميل المرجعي في لندن وكذلك لبرميل مرجعية نيويورك متأثرة بتأكيد الوكالة الدولية للطاقة رفع الإنتاج السعودي.

وسعر البنزين الذي يؤثر كثيرا على السكان في الولايات المتحدة يبلغ متوسط 2.909 دولارا للغالون (حوالى 3.8 ليتر) فيما كان 2.329 دولارا قبل سنة بحسب الأرقام التي جمعتها المؤسسة الوطنية لأندية السيارات.

ورأت وكالة الطاقة الدولية أن انخفاض الإنتاج النفطي في إيران وفنزويلا قد يجبر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا على أن تقرر في وقت لاحق من الشهر الجاري، زيادة إنتاجها.

وقالت الوكالة إنه حتى مع سد فجوة الإنتاج التي نجمت عن إعادة الولايات المتحدة عقوباتها على إيران والأزمة السياسية في فنزويلا، سيبقى سوق النفط على الأرجح معرضا للتقلبات العام المقبل.

ويعقد وزراء النفط في دول أوبك اجتماعهم في 22 يونيو/حزيران في فيينا.

وكانت أوبك وروسيا قررتا في 2016 خفض الإنتاج سعيا لرفع الأسعار بعد هبوط حاد في أسعار النفط بسبب تخمة في الإنتاج العالمي.

لكن وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها أشارت إلى احتمال حدوث تغيير في هذا الاتفاق، استنادا إلى بيانات من الدول المصدرة للنفط وتعليقات محللين في الأسابيع الأخيرة.

وقالت في تقرير "استعرضنا سيناريو وليس توقعات، يشير إلى أن إنتاج هاتين الدولتين (فنزويلا وإيران) قد يصبح أقل بـ1.5 مليون برميل يوميا عن إنتاجهما الحالي".

وتابعت "لتعويض هذه الخسائر، نقدر أن دول أوبك في الشرق الأوسط قد تزيد إنتاجها في الأجل القصير بشكل طفيف بنحو 1.1 مليون برميل في اليوم وقد يكون هناك إنتاج أكثر من روسيا على رأس الزيادة المدرجة للدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك في 2019".

وحذرت الوكالة من أنه أيا تكن نتائج اجتماع أوبك فإن "السوق سيكون متوازنا بشكل بسيط العام المقبل، وضعيفا أمام ارتفاع الأسعار بشكل أكبر في حال حدوث انخفاض أكبر".

وأضافت "ندعم كافة الجهود لخفض الاضطراب في الإمدادات الذي، كما يظهر التاريخ، لا يخدم مصلحة المنتجين ولا المستهلكين".