مساع لضرب علاقة أبوظبي بتونس..

تقرير: كيف تسعى قطر لضرب العلاقة بين الإمارات وتونس

الإعلام القطري يوظف محاولة انقلاب مزعومة في تونس لخدمة أجندته السياسية

العرب

 تسير العلاقات الإماراتية التونسية بعكس ما تريده البعض من الأطراف الداخلية والإقليمية الساعية إلى ضرب هذه العلاقات التي تصفها أبوظبي بـ”الجيدة”.

وأكد سفير الإمارات لدى تونس، سالم عيسى القطام الزعابي، أن أمن تونس واستقرارها هو من أمن واستقرار الإمارات، وحذّر من أن هناك من يسعى إلى ضرب العلاقات بين البلدين التي وصفها بالجيدة.

وقال خلال لقاء جمعه الخميس، مع عدد من الصحافيين التونسيين، بعد أيام قليلة من الضجة التي أثارها مقال للصحافي الفرنسي المثير للجدل نيكولا بو حول “محاولة انقلاب مزعومة في تونس”، إن العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وتونس جيدة وتتطور باستمرار.

وأشار في هذا السياق إلى حرص بلاده على المضيّ قُدما في تنفيذ مشاريعها الاستثمارية بتونس، رغم الروتين الإداري الذي ما زال يشكل عائقا أمام تطوير البعض منها.

وقال إن المشروع الاستثماري لمجموعة أبوخاطر في البحيرة بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة ما زال ينتظر إسراع الحكومة التونسية بتسوية كافة الإجراءات حتى يرى النور.

ولفت في المقابل إلى أن الإمارات العربية تعتزم توظيف نحو 600 مدرس تونس، كما أن الشركة العربية للطيران تعتزم فتح خط جوي لها بين أبوظبي وتونس.

وبعد أن أعاد التأكيد على أن الإمارات لا تتدخل في الشأن الداخلي لتونس، حذّر الدبلوماسي الإماراتي من أطراف تسعى إلى ضرب العلاقات بين بلاده وتونس.

  • سالم عيسى القطام الزعابي: العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وتونس جيدة وتتطور باستمرار

وقال إن “هدف ما أثير في البعض من وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي حول محاولة انقلابية في تونس، وضلوع الإمارات فيها، هو ضرب العلاقات بين بلاده وتونس، وبين تونس والسعودية”.

وشدد في هذا السياق، على ضرورة “البحث عن من يقف وراء هذه الحملة وهذه المزاعم”، وذلك في إشارة إلى وسائل الإعلام القطرية، وخاصة منها قناة “الجزيرة” التي شنّت حملة حول انقلاب مزعوم في تونس كان سيُنفذه وزير الداخلية المُقال لطفي براهم بدعم إماراتي وسعودي.

وأقال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، في 6 يونيو الجاري، لطفي براهم من منصب وزير الداخلية بعد ثلاثة أيام من غرق مركب مهاجرين قُبالة سواحل تونس في حادث قتل فيه ما لا يقل عن 84 شخصا وفقد عشرات آخرين، وهو ما وظفه الصحافي الفرنسي لنسج رواية محاولة الانقلاب.

وكان لطفي براهم قد فنّد ما جاء في مقال الصحافي الفرنسي المثير للجدل، كما أكد انه سيُقاضي كافة الأطراف التي سعت إلى الترويج لمثل هذه الزوبعة، وخاصة منها قناة “الجزيرة” القطرية.

وجاءت هذه الحملة الإعلامية مع تصاعد الحديث عن عودة الدفء للعلاقات التونسية الإماراتية، وهو ما تجسد باللقاء الذي جمع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على هامش قمة الظهران التي انعقدت بالسعودية أبريل الماضي.

وكانت البعض من الأطراف حاولت استغلال قرار إماراتي تم اتخاذه في ديسمبر الماضي لاعتبارات أمنية، لإرباك العلاقات الثنائية عبر تأويل مناف للحقيقة وافتعال للإشاعات.

وقالت الإمارات حينئذ إن بحوزتها معلومات أمنية تفيد بإمكانية قيام تونسيات أو نساء حاملات لجوازات سفر تونسية بتنفيذ عمليات إرهابية، وتم وقف الرحلات المشتركة إلى ما بعد بداية العام الجديد وزوال المخاوف الأمنية.

ويقول مراقبون إن هذه الحملات تهدف بالأساس إلى الزجّ بتونس داخل صراع المحاور والاستقطاب الإقليمي، خاصة بعد اتخاذها موقف الحياد من الأزمة الخليجية.

ويرى هؤلاء أن تصدّر حركة النهضة للمشهد السياسي أربك علاقات تونس بعدّة دول ومن بينها السعودية والإمارات، في حين اكتفت الدول التي تقف وراء الحركة بتقديم الوعود.

وتعيش تونس على وقع أزمة اقتصادية حادّة منذ سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث لم يساهم حلفاء حركة النهضة إلا في مزيد تعميق الأزمة وهو ما يعكسه إغراق السوق التونسية بالمنتجات التركية ما تسبب في الإخلال بالميزان التجاري بشكل غير مسبوق.

وتطرّق الدبلوماسي الإماراتي خلال لقائه مع الصحافيين التونسيين، إلى تطورات عملية “النصر الذهبي” التي أطلقتها قوات التحالف العربي لتحرير ميناء الحديدة من سطوة ميليشيات الحوثي.

وأكد أن هذه العملية جاءت بناء على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية، واعتمادا على قرارات مجلس الأمن الدولي.