شيخ حاشد في وجه السيد..

تقرير: صادق الأحمر بصنعاء.. إخواني في حماية حوثية زيدية

الزعيم القبلي صادق الأحمر في أخر ظهور له بصنعاء

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

نشرت وسائل إعلام إخوانية صورة للزعيم القبلي والإخواني صادق بن عبدالله الأحمر نجل مؤسس تنظيم الإخوان في اليمن، وهو يتوسط مجموعة من اليمنيين، قالت تلك الوسائل أنهم مهنئون توافدوا لمنزل الشيخ الأحمر لتهنئته بعيد الفطر المبارك.

وقال الموقع الرسمي لتنظيم الإخواني في اليمن إن "الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر أدى صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين في العاصمة صنعاء، قبل ان يستقبل جموع المهنئين بعيد الفطر المبارك في منزله بصنعاء، تقدمتهم شخصيات قبلية ووجاهات اجتماعية.

وأتى ظهور الأحمر شيخ قبيلة حاشد الذي تركه الحوثيون في صنعاء، بعد ان اعطوه الأمان بعدم التعرض له، فيما عرف بوجه السيد؛ وهو مصطلح اطلقه الحوثيون لقيادات إخوانية، منحت الأمان من قبل زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

وكان الحوثيون الذين اجتاحوا صنعاء في أواخر سبتمبر (أيلول) 2014م، قد منحوا زعيم قبيلة حاشد الأمان من الملاحقة، على الرغم من انه كان من المطلوبين للجماعة الموالية لإيران بأعتباره أحد زعماء تنظيم الإخوان الذي احتل الحوثيون معظم منازل قادته في صنعاء، غير انهم منحوا وجه السيد لصادق الأحمر.

واحتل الحوثيون منازل خصومهم في صنعاء، بما في ذلك منازل قادة تنظيم الإخوان المسلمين، الذين ينتمون إلى محافظات اليمن الشافعي، فيما تقول مصادر إنهم لم يعترضوا قيادات الإخوان المنتمين إلى الهضبة الزيدية وعلى رأسهم صادق الأحمر الذي ظهر مؤخرا في صنعاء.

وتقول مصادر يمنية لـ(اليوم الثامن) "إن قيادات إخوانية وصحافيين إخوان يقيمون  في صنعاء، منذ ما قبل الانقلاب، دون ان يعترضهم أحد من الحوثيين، وبعضهم لجأ إلى العمل في قنوات ووسائل إعلام حوثية تمولها إيران".

ويقول الإخوان ان الحوثيين يعتقلون أحد قادتهم وهو محمد قحطان، غير ان تسجيلا بثه اعلاميون يمنيون بين أن قحطان معتقلاً لدى الإخوان وليس الحوثين، حيث تضمن التسجيل مكالمة هاتفية بين الزعيم الإخواني حميد الأحمر والمبعوث الأممي الاسبق جمال بن عمر.

وتهم الأحمر قحطان بالتمرد على توجهات الحزب، وهو الأمر الذي فسر حينها أن قحطان كان رافضا لأي تحالف بين الإخوان والحوثيين عقب احتلال الإخوان لمحافظة عمران شرق صنعاء، في الـ7 من يوليو 2014م.

واقتحم الحوثيون منزل زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر الذي يعد الرجل الأول في تنظيم الإخوان بعد خلافته لوالده المؤسس لفرع التنظيم في اليمن، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.

ومنح الحوثيون الأمان للأحمر، ضمن ماعرف بـ"وجه السيد"، كما ظهر في تسجيل مرئي بثه الحوثيون لاحقاً.

ويقيم العديد من قادة وزعماء الإخوان، غير ان شركات ورؤوس أموال للإخوان حافظ عليها الحوثيون ولم تتعرض للنهب، وفي طليعتها شركة سبأ فون للاتصالات التي يملكها الأحمر حميد.

وظهر الأحمر صادق لأول مرة، منذ الانقلاب، بالتزامن مع دعوه وجهت من المكتب السياسي للحوثيين، طالبت الإخوان بالتوقف عن القتال في صف حكومة هادي والبدء في فتح صفحة جديدة، غير ان تقارير إخبارية يمنية اعتبرت تلك الدعوة الحوثية ما هي الا تمهيد لما تم الاتفاق عليه بين قطر وإيران اللتين ترعيان الإخوان والحوثيين.

مارس الحوثيون جرائم بشعبة بحق معارضين لهم في صنعاء، خلال السنوات الماضية، وطالت تلك الجرائم اعتقال وتعذيب ناشطين وصحافيين بعضهم محسوبون على الإخوان، لكن ليسوا من الهضبة الزيدية، كما يصفها حقوقيون.

فالحوثيون لم يعتدوا على املاك الجنرال العسكري ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر في صنعاء، وهي املاك تقدر قيمتها بمليارات، والتي ظلت في حماية نجله محسن المقيم في صنعاء.

كما يدير الإخوان مراكز تجارية ومطابع في صنعاء، لم تتعرض لأعمال السطو من قبل الحوثيين، الأمر الذي تفسره مصادر يمنية بأن الحوثيين لم يعتدوا على اي من املاك القيادات الإخوانية الزيدية.

ظهور صادق الأحمر في صنعاء، وسط حماية مسلحة من عناصره، ربما يؤكد ان الحرب التي يشنها الحوثيون على اليمن، هي طائفية بامتياز وتستهدف اليمنيين الذين لا ينتمون للمذهب الزيدي.

وأكد مصدر قبلي في صنعاء إن الحوثيين استطاعوا استمالة القبائل إلى صفهم، قائلا "قبائل صنعاء لا يمكن لها ان تقاتل في صف الشرعية او انها تعيد تحالفها السابق مع السعودية، والرياض تدرك انه لا يمكن لها ان تخلق اي حليف مع قبائل شمال الشمال الزيدية، بعد وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان الرجل الأول للرياض في اليمن.

تسعى قطر إلى محاولة شرعنة الانقلاب الحوثيين، من خلال الدفع بتنظيم الإخوان للدخول في صفقة سياسية تنهي الحرب ويدخل بعدها الطرفان في حكومة وحدة وطنية تزيح كل الاطراف الرافض للانقلاب والإخوان معاً.

واعترضت قطر بشدة على معركة الحديدة، وطالبت بوقف القتال وترك المدينة الساحلية بيد الحوثيين الموالين لإيران.