معركة الحديدة..

اليمن: زخم شعبي يواكب تطورات معركة تحرير الحديدة

معركة الحديدة تدخل مرحلة حاسمة عسكريا

أبوظبي

يترقب سكان الحديدة البسطاء بكثير من الأمل قيام القوات المشتركة المدعومة من قوات التحالف العربي بإزاحة كابوس ميليشيات الحوثي الجاثم على صدورهم منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2014. وأثارت التطورات الميدانية الأخيرة؛ المتمثلة في إنهاء سيطرة الميليشيات الإيرانية على مطار الحديدة الدولي واقترابها من الميناء الذي يعد الثاني في البلاد، والذي لا يبعد عن المطار سوى عشرة كيلو مترات، أجواء واسعة من التفاؤل الشعبي باقتراب التحرير الكامل للحديدة، والتخلص النهائي من هيمنة الميليشيات الانقلابية، التي حولت حياة سكانها البسطاء البائسة أصلاً إلى جحيم من المعاناة اليومية، التي توجت بإعلان المحافظة الساحلية التي تمثل سلة غذاء اليمن إلى مدينة منكوبة. 

واعتبر الناشط الاجتماعي في منطقة «المراوعة بالحديدة عبد الحفيظ أحمد المترب، في تصريح ل«الخليج»، أن تحرير الحديدة من سيطرة الحوثيين يمثل بداية لإعادة الحياة إلى المدينة وسكانها، معتبراً أن السنوات الماضية منذ منتصف شهر أكتوبر 2014 تعد الأسوأ والأكثر بؤساً في تاريخ المدينة المعاصر. 
وأشار المترب إلى أن الحوثيين فرضوا بسيطرتهم على الحديدة أجواء نفسية قاتمة، وهو ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق لحالات الانتحار، وفقدان العديد من الأشخاص الاتزان النفسي إلى جانب زيادة معدلات الجرائم الجنائية كالقتل والسرقة. 
من جهته، أكد عثمان محمد عبده شديوة وهو ناشط متعاون مع منظمة «هود» أشهر المنظمات المحلية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن، في تصريح 
ل«الخليج»، أن ميليشيات الحوثي اعتمدت في تعاملها مع سكان الحديدة خلال السنوات الماضية منذ سيطرتها على المدينة على أسلوب الاستخفاف والامتهان النفسي والمعنوي والتعاطي بالكثير من التعالي مع المجتمعات المحلية، التي تتسم بالبساطة والطيبة المفرطة، وهو فرض أجواء عامة من الشعور المشترك لدى السكان بكراهية الحوثيين، والرغبة في الخلاص من سيطرتهم القسرية. 
ونوه شديوة إلى أن الحديدة لم تشهد في تاريخها انتهاكات جسيمة ومتعمدة للحقوق العامة والحريات سوى خلال السنوات الماضية منذ سيطرة الميليشيات عليها بقوة السلاح، معتبراً أن معركة تحرير المدينة التي انطلقت بدعم من قوات التحالف وعلى رأسها الإمارات تحظى بدعم وزخم شعبي، كونها بالنسبة لسكان المدينة معركة مصيرية، ومفترق طرق بين الحياة أو الموت.