فسحة أمل..

مسابقة مواهب تضيء درب اللاجئين في المغرب

برامج ترفيهية للاجئين

العرب

 ارتسمت علامات الفرح على محيا آرتر عندما أعلنت لجنة من أربعة حكام انتقاءه للمنافسة في المراحل النهائية لمسابقة “مواهب” التي تنظمها المفوضية العليا للاجئين في المغرب، بعدما برع في أداء رقصة “كوبي ديكالي” الأفريقية الشهيرة.

يتنافس هذا اللاجئ الآتي من الكاميرون في هذه المسابقة مع موسيقيين وشعراء وممثلين هواة أو محترفين جمعهم اللجوء في المغرب. ويتحدر المشاركون من بلدان مختلفة مثل ساحل العاج أو الكاميرون أو سوريا أو فلسطين أو ليبيا.

ويقول آرتر (27 سنة) الذي يعيش في المغرب منذ سنتين، “لا أتوقع الكثير من هذه المسابقة، لكن مجرد الرقص أمام جمهور يفرحه ما أقدمه يمنحني السعادة”، وهو ما لم يكن متاحا له في بلاده.

ولم يفقد آرتر آماله في تحقيق حلم الوصول إلى أوروبا، وفي انتظار تحقيق ذلك  يجد هذا الشاب الكاميروني في الرقص رفقة أفراد فرقته الفنية “لي فانتاستيك” تسلية “تنسيه” قساوة الغربة.

وتذكر المسؤولة في المفوضية العليا للاجئين في المغرب مالغوجاتا براتكرايش بأن اللاجئين “عاشوا مآسي في طريق هجرتهم من بلدانهم التي تركوها هربا من حروب أو من تعرضهم للاضطهاد، ولذلك تمثل هذه المسابقة لهم متنفسا يخرجهم من هذا الواقع الصعب، فضلا عن تمكينهم من لقاء أشخاص جدد والترويح عن النفس”.

وتشير براتكرايش إلى أن من أهداف المسابقة “تغيير الصورة النمطية الشائعة وسط المجتمع حول اللاجئين، وليس هناك أفضل من الفن لتحقيق هذا الهدف باعتباره لغة كونية”. وفتح باب التباري أمام كل اللاجئين المسجلين بالمغرب.

واختارت لجنة التحكيم التي تشرف على المسابقة 9 متبارين للمنافسة في المراحل النهائية، وفتحت أمامهم أبواب مقر جمعية تهتم للمهاجرين كي يقوموا بالتمارين اللازمة استعدادا للحفل الختامي. ومن بين هؤلاء المتنافسين يستعد محمود (23 سنة) اللاجئ المتحدر من قطاع غزة لعرض مسرحية كتب نصها صديقه محمد (23 سنة) ويشاركه أداءها.

ويعبّر محمود عن سعادته بالمشاركة في المسابقة “التي تمثل فرصة جيدة للقاء الناس واكتشاف ثقافات بلدان أخرى بدل أن نظل جالسين في البيوت”. وتجمع المتأهلون للمشاركة في الحفل الختامي هذا الأسبوع بأحد فنادق العاصمة الرباط الفخمة، حيث نظم الحفل تزامنا مع اليوم العالمي للاجئين، ليقدموا عروضهم أمام حوالي مئة مدعو من مسؤولين رسميين ودبلوماسيين.

ووقفت عبير اللاجئة السورية أمام القاعة لتؤدي إحدى روائع أم كلثوم ترافقها أنغام عازف عود مغربي. وتعيش هذه الأم مع أطفالها الثلاثة وزوجها في مدينة طنجة (شمال) منذ خمس سنوات، حين اضطرتها ظروف الحرب في سوريا لمغادرة بلدها بحثا عن ملاذ آمن. ولا تخفي عبير سعادتها بالغناء أمام الجمهور، وإن خلفت أجواء القاعة الفخمة حسرة في نفسها.