إنهيار الإمكانات البشرية..

اليمن: الحوثيون يجبرون السجناء على القتال في صفوفهم

الحوثيون يرغمون السجناء على القتال

عدن

في مؤشر قوي على دخول ميليشيا الحوثي في حالة استنزاف بشري مع تصاعد معركة الحديدة وانهيار دفاعات المتمردين على أكثر من جبهة، لجأت الجماعة الشيعية الموالية لإيران إلى إجبار السجناء للقتال في صفوفها.

وبعد تورطها في تجنيد الأطفال، قامت ميليشيا الحوثي في أحدث حلقة من حلقات الإجرام، باقتحام سجن الحديدة المركزي في وقت متأخر من مساء الخميس لنقل المساجين لجبهات القتال بعد أن واجهت تمردا من المعتقلين الذين رفضوا الخضوع لأوامر مسلحيها.

وبحسب مصادر من الحديدة، قتل سجين وأصيب عشرات آخرون في عملية النقل القسري للمساجين.

وقال مصدر محلي فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية إن "عملية الاقتحام جاءت بسبب رغبة مليشيات الحوثي في نقل المساجين الموقفين بقضايا مختلفة، لجبهات القتال".

وتابع "لكن الأمر قوبل بالرفض من قبلهم (المساجين)، قبل تنفيذ عملية الاقتحام".

وأوضح أن "سجينا مسنا يدعى محمد البيشي لقي مصرعه بطلق ناري في رأسه، جرّاء عملية اقتحام نفذتها مليشيات الحوثي على السجن المركزي بالحديدة".

وأوضح أن عشرات السجناء أصيبوا بالاختناق بسبب القنابل المسيلة للدموع التي أطلقتها المليشيات أثناء عملية الاقتحام، مشيرا أن "حالة بعضهم تستدعي العلاج السريع لإنقاذ حياتهم".

وقال سكان محليون على مقربة من السجن في أحاديث منفصلة إن حرائق اندلعت من داخل السجن، عقب أعمال الفوضى والشغب التي شهدها على خلفية اقتحامه من قبل الحوثيين.

وذكروا أن ألسنة اللهب تصاعدت من اتجاهات مختلفة، فيما منعت المليشيا الانقلابية سيارات الإسعاف من الدخول إلى السجن، لإنقاذ المصابين.

وقالت الناشطة الحقوقية هدى الصراري إن جماعة أنصار الله (الحوثي)، تحرق السجن المركزي بمدينة الحديدة.

وأضافت في تغريدة على صفحتها بتويتر "بعد رفض السجناء الخروج من سجنهم، فإن حياة المئات منهم باتت في خطر داخل زنازينهم، إذا استمر الحريق في التهام ما تبقى من السجن".

لكنها لم تشر إلى محاولة نقل الميليشيا السجناء كرها للقتال في صفوفها، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بنقلهم (السجناء) إلى سجون أخرى.


ولميليشيا الحوثي سجل حافل في ارغام الناس على القتال في صفوفها تحت تهديد السلاح وسبق لها أن أرغمت طلاب والموظفين والحكوميين على الخروج للقتال، متخذة أشد العقوبات في وجه المعارضين لها.

ومنذ 13 يونيو/حزيران تنفذ القوات الحكومية بإسناد من التحالف العربي، عملية عسكرية لتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر من مسلحي الحوثي وسيطرت على المطار فيما تواصل تقدمها تدريجيا لتحرير الميناء دون نية التوغل في المناطق السكنية لتجنب وقوع قتلى في صفوف المدنيين.

لكن الأنباء الواردة من الحديدة تؤكد أن ميليشيا الحوثي تتحصن داخل المباني السكنية وتتخذ من سكانها دروعا بشرية.

كما تشير الأنباء ومصادر محلية إلى أن الحوثيين يحفرون خنادق ويقيمون سواتر ترابية تحسبا لأوسع هجوم بإسناد إماراتي.

ويشهد اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام حربا بين القوات الحكومية مدعومة بالتحالف العربي من جهة، وبين المسلحين الحوثيين المدعومين من جهة ثانية والذين يسيطرون على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء في انقلاب العام 2014.