دروس المونديال..

تقرير: ما المستفاد من توديع روسيا لمونديال 2018؟

مونديال روسيا

دنيا حسين فرحان
مونديال روسيا حمل في جعبته العديد من الأشياء التي لم تكن في الحسبان فكل توقعات الجماهير الرياضية لم تكن في محلها أولها خيبات المنتخبات العربية التي تأهلت وحملت آمال الجماهير العربية التي سافرت إلى روسيا لتهتف للمنتخب من مدرجات الملاعب الروسية فوجدنا نتائج المباريات ثقيلة كجليد روسيا وأبرزها مباراتي المنتخب السعودي في افتتاحية المونديال أمام روسيا صاحبة الضيافة والمنتخب التونسي أمام الشياطين الحمر البلجيكيين , وظل المنتخب المغربي يحارب من أجل عمل شيء يذكر له في ذاكرة المونديال لكن جاءت الرياح لبما لا تشتهيه سفن المغاربة والفراعنة هم أيضا خرجوا دون أني يكون لصلاح أي دور في تأهل منتخب مصر كما كان يفعلها بالريدز ليفربول عندما عبر بهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
حتى المنتخبات التي كانت مرشحة بقوة للفوز باللقب وجدناها تودع المونديال من دوري المجموعات وأبرزها المنتخب الألماني حامل الكأس في النسخة الماضية فلم يتوقع أحد أن يقدم هذا الأداء الضعيف ولا أن يظهر اللاعبون بشبح يلبس فانيلة المنتخب الألماني المعروف بالماكينات.
حال ألمانيا كحال المنتخبات الكبرى فالأرجنتين لم تنفعها عظمة ميسي ولا حتى البرتغال التي تحمل أفضل لاعب في العالم كريستيانو , والأرجواي هي الأخرى ودعت المونديال من بوابة فرنسا التي بقيت تصارع إلى أن وصلت لنصف النهائي ولم تشفع نجوم البرازيل لمنتخبها الذي كان المرشح الأقوى لرفع كأس العالم بروسيا لكن كرة القدم هي وحدها من لديها القرار في من يبقى ومن يرحل.
مشاعر الجماهير الرياضية في كل انحاء العالم امتزج فيها الحزن مع الحسرة والألم مع الدهشة ولم تصدق ما يحدث في مونديال روسيا بعد رحيل أكبر المنتخبات العالمية ونجومها الذي تعول عليهم كثيرا ووصفت كأس العالم بروسيا بالمونديال البارد كالدولة التي تستضيفه.
مربع الذهب تبقى فقط لأربع فرق أوروبية خالصه في إشارة واضحة لتطور مستوى الكرة الأوروبية مقارنة بالقارات الأخرى ولم تبقي شيء لمنتخبات أمريكيا اللاتينية ولا قارتي أسيا وأفريقيا ولسان حال المنتخبات الكبرى ونجومها يقول باي باي روسيا , كرة القدم علمتهم درسا قاسيا وأصبح العالم يدرك أن هناك فرق صغيرة يمكنها أن تكبر يوما ما وتصارع الكبار بل وتتغلب عليهم وتكسر شوكتهم التي ظلت في حلوق عدة منتخبات وسببت لها عقدة دامت لسنوات طويلة.
هذا حال كرة القدم فالبقاء دائما للأقوى ولن تنفع الأسماء ولا التاريخ ولا حتى الأرقام أرض الملعب هي فقط من ستفصل بين المتخاصمين ومن ستحدد الفائز في نهاية اللقاء , أما من سيخسر سيودع أي بطولة بالدموع والحسرة لأن كرة القدم لا تعترف سوى بمن يبتسم في النهاية.