رغم حالة الإحباط من الخروج..

إعلام روسيا يشيد بمنتخبها ويصفه بـ«بطل القلوب»

المنتخب الروسي شارك الجماهير الاحتفال أمس في موسكو (أ.ف.ب)

وكالات (لندن)

وصفت وسائل الإعلام الروسية لاعبي منتخب روسيا بأنهم أبطال القلوب بعد نهاية مشوار الفريق في كأس العالم عبر الهزيمة 3/ 4 أمام كرواتيا بضربات الجزاء الترجيحية في دور الثمانية للمونديال.
وبلغ منتخب روسيا دور الثمانية للمونديال للمرة الأولى منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، رغم أن المؤشرات كانت تشير إلى أن الفريق الروسي سيودع البطولة مبكراً عقب أدائه الهزيل في المباريات الودية التي سبقت كأس العالم. وكتبت صحيفة «سبورت إكسبريس»: «إنهم أبطال قلوبنا».
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل شهر واحد كانت الجماهير الروسية ستضحك إذا أخبرتهم بأن منتخب بلادهم سيصل إلى دور الثمانية في كأس العالم.
وذكرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا»: «إنه أمر مؤسف ولكن شكراً لكم... القصة ليس متعلقة بكرة القدم، هي تخص 23 رجلاً، ومدربين وأشخاصاً آخرين أصبحوا فريقاً واحداً وتحرروا من التوقعات التي تنبأت بفشلهم».
ومن جانبها، أكدت صحيفة «موسكوفسكي كومسومولتس»: «منتخبنا الوطني خسر لكننا فخورون به». ويشعر ستانيسلاف تشيرتشيسوف مدرب منتخب روسيا بإحباط وفخر في الوقت ذاته بعد مشوار غير متوقع لبلاده في البطولة.
ودخلت روسيا البطولة وهي صاحبة أقل تصنيف في المنتخبات المشاركة، لكنها خالفت التوقعات تماماً وأطاحت بإسبانيا، بطلة العالم 2010، في دور الـ16 وكانت على أعتاب بلوغ قبل النهائي.
وقال تشيرتشيسوف إن منتخب بلاده يشعر بالإحباط بسبب الخسارة أمام كرواتيا بركلات الترجيح، عقب التعادل 2 - 2 في الوقت الأصلي ثم الإضافي.
وأضاف: «أعتقد أن أهم شيء يتعلق بكيفية خروجنا... يكون من الأفضل أن نخرج ونحن نشعر بالفخر. لم تكن لدينا أي فرصة للفوز بكأس العالم وبكل تأكيد نحن نشعر بالحزن لكننا أظهرنا قوتنا». وأهدر فيودور سمولوف أول ركلة ترجيح لروسيا بعدما أنقذها الحارس دانييل سوباشيتش، لكن رغم أن إيغور أكينفييف حارس روسيا تصدى لمحاولة ماتيو كوفاتشيتش فإن آمال أصحاب الأرض انتهت بعد ركلة مهدرة من ماريو فرنانديز.
وقال تشيرتشيسوف إن منتخب روسيا، الذي كان يحتل المركز 70 في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) قبل البطولة، يجب أن يتطلع إلى التحسن في المستقبل.
وأضاف: «منذ أول لحظة توليت فيها مسؤولية هذا الفريق كنت أدرك كيف سنمضي. أعتقد أننا نجحنا، لكنه حان الوقت لخطوة إضافية للأمام».
وأكد مدرب روسيا أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل المباراة وبعدها أيضاً، وقال: «بوتين اتصل بي وهنأني على تقديم مباراة جيدة جداً. لقد أبلغناه أننا نشعر بالإحباط وقال إنه يجب علينا أن نواجه الحاضر ونقطع الخطوات المقبلة في مسيرتنا».
وأكد دينيش تشيرشيف، صاحب الهدف الأول لروسيا في الدقيقة 31 بتسديدة متقنة من خارج المنطقة، أن الفريق بذل قصارى جهده.
وقال اللاعب الذي رفع رصيده إلى 4 أهداف بالبطولة: «لقد حاولنا. أعتقد أن الفريق كله قدم 100 في المائة من مجهوده لكن هذا لم يحدث. أعتقد أن ركلات الترجيح مثل ضربة الحظ. تسجيل 4 أهداف شيء جيد، لكن إذا لم نتأهل فهي بلا فائدة». وأضاف: «أنا فخور أني سجلت الأهداف، لكن أهم شيء هو مساعدة الفريق. لم نتمكن من الفوز وأنا محبط». وعقب الخروج، أعلن المدافع المخضرم سيرغي إيغناشيفيتش ولاعب الوسط ألكسندر ساميدوف اعتزال اللعب الدولي مع منتخب روسيا.
ويرى إيغناشيفيتش (38 عاماً) أن الاعتزال في مصلحته، مشيراً إلى أنه قرار صعب. وقال: «لم أكن أتخيل إنهاء مسيرتي في هذه اللحظة المشرقة». ويرغب إيغناشيفيتش مدافع سسكا موسكو في التحول إلى مجال التدريب.
كما أنهى ساميدوف (33 عاماً) لاعب سبارتاك موسكو مسيرته الدولية، وقال: «أرى أنها اللحظة المناسبة للرحيل».
وأضاف: «إنه أمر محبط، لقد أظهرنا أن بإمكاننا الشعور بالفخر لأننا لعبنا بشكل قوي، أعتقد أن القوام الأساسي للفريق سيبقى، وأثق أن الفريق قريباً سيمضي خطوة للأمام». وعاد المنتخب الروسي إلى موسكو أمس من سوتشي ليظهر في ساحة للمشجعين وسط العاصمة من أجل توجيه الشكر للجماهير التي دعمته طوال مشواره بالمنافسات.
وأصدر الفريق بياناً أمس قال فيه: «من المهم بالنسبة للفريق أن يوجه الشكر للجماهير على دعمها، من دونهم كان من المستحيل أن نحقق مثل هذه النتائج».
ووجه لهم الدعوة للاحتفال: «يا أصدقاء تعالوا، نحن في انتظاركم... نحن فريق معاً».
وتأهل منتخب روسيا لدور الـ16 بحلوله وصيفاً للمجموعة الأولى برصيد 6 نقاط من الفوز على السعودية 5/ صفر وعلى مصر 3/ 1 والخسارة أمام أوروغواي صفر/ 3.
وفي دور الـ16 فازت روسيا على إسبانيا 4/ 3 بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/ 1.
وشاركت روسيا في كأس العالم 7 مرات تحت اسم المنتخب السوفياتي في أعوام 1958 و1962 و1966 و1970 و1982 و1986 و1990 وشاركت في البطولة للمرة الرابعة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي بعد أن تأهلت للبطولة في أعوام 1994 و2002 و2014.
وكانت أبرز نتيجة سابقة للمنتخب السوفياتي في كأس العالم هو حصد المركز الرابع في نسخة 1966، ولكن منذ تفكك الاتحاد السوفياتي لم يسبق أن تخطى الفريق الروسي دور المجموعات، قبل أن يتخطى الفريق كل العقبات ويصل إلى دور الثمانية في النسخة الحالية من البطولة.