تحليل "اليوم الثامن"

اليمن: المشكلة والحل ومستقبل التحالف

قوات التحالف العربي في اليمن

نبيل العوذلي (عدن)

قواسم مشتركة تجمع اليمن والمملكة العربية السعودية اهمها الدين والعروبة وكونهما ركنان اساسيان في الجزيرة العربية ناهيك الترابط الكبير بين الدولتين والشعبين مما يجعل امنهما مشترك وأي احداث في اي دولة لها ثرها وانعكاسها على الدولة الاخرى وبقية دول الجزيرة العربية

اذا ما تحدثنا عن العلاقة السياسية بين اليمن والمملكة العربية السعودية فنحن نحتاج مجلد كامل نسرد فيه العلاقات الثنائية سواء مع اليمن الجنوبي او الشمالي او اليمن الواحد

علاقة منذ بدايتها تشهد تحسن وتدهور ومرت بمنعطفات خطيرة وصول الى ما نشهده الان من حرب طاحنة في اليمن تدخلت معها المملكة لتقود تحالف عربي لمواجهة تحديات لا يمكن لدول الجزيرة ان تكون بمنأى عن تأثيرها وانعكاساتها

وبالحديث عن المشكلة او تشخيص المشكلة في اليمن لن نجدها في الحرب الدائرة الان وانما هي نتيجة طبيعية لحقبة طويلة من الفشل المتراكم

الجميع يعلم ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح كان حليف مهم لدول الخليج منذ بداية حكمه وهو يعمل على تكديس ثروته ويمارس الخديعة والمكر والاغتيالات وإثارة الاقتتال القبلي وانتج دولة هشة ينخرها الفقر والفشل فعانى منها اليمنيين بالدرجة الاولى وانتقل ضررها وخطرها للجوار

لم تكن جماعة الحوثي الا واحدة من ادوات صالح وها هم في الاخير بعد تمثيلية 6 حروب يتجهو معاً للانقلاب على الدولة وتهديد اليمن والمنطقة والابحار في فلك المشروع الايراني

تحرك الحوثي وصالح اشعل حرب اشترك فيها التحالف بقيادة السعودية ورغم كل الامكانيات الا ان الحسم لم يتحقق بعد فأين تكمن المشكلة ؟

المشكلة ليس في شخص صالح وانما تتعدد اشكالها وتصل الى الشرعية ذاتها

ان المشكلة هنا هي في التشخيص فالاعتماد على الاشخاص او الاحزاب و القبائل هو اعتماد ورهان فاشل

هناك تناقضات كبيرة يجب ان تؤخذ بالحسبان دعونا ننظر الى حليف الشرعية في الشمال سنجد انه بقيادة علي محسن الاحمر الذي كان هو وحزب الاصلاح على خلاف كبير مع هادي ولديهم جيش خارج سلطة وقيادة القائد الاعلى للقوات المسلحة

أي انهم هم ايضاً كانوا انقلابيين  !!

ان المشكلة ليس في اسقاط هادي او عودته للقصر الجمهوري فقد وصل باتفاقية خليجية وعودته بطريقة مختلفة لا تعني انتهاء الخطر سيتكرر الانقلاب وستضطر دول الخليج لعاصفة حزم اخرى

لا يمكن لهادي ان يحكم الشمال وعندما وافقت الاطراف على توليه ارادوه رئيس شكلي وتوهم الجميع ان بإمكانهم السيطرة عليه

الرئيس هادي جنوبي نعم لكنه لا يمثل الجنوب ضمن تقاسم للسلطة متفق عليه بين طرفي الوحدة ليجعل من المساس به يهدد الوحدة

لقد كان رئيس توافقي بين اطراف جميعها من شمال الشمال حمل الرئيس هادي مشروع الاقاليم المتعددة ورغم ان فكرة الاقاليم اتت ضمن جهود حل القضية الجنوبية الا انها انتقلت لتكون حل لقضية تهامة والجند وسبأ واصبح الجنوب فيها كتهامة وغيرها

لم تحمل الاقاليم حل لقضية الجنوب كما انها مثلت تهديد لوحدة  الشمال ذاته فقضية الجنوب بعد الاقاليم لن تنتهي لكن المؤكد ان الاقاليم ستؤسس لصراع جديد في الشمال وربما في الجنوب

حلفاء التحالف او الجناح الشمالي في التحالف لا يؤيد الاقاليم فجميعهم يعودون الى ما يسمى اقليم ازال ويرون انه اقليم معزول ودون موارد كما ان التأثير السياسي لصنعاء على الاقاليم الثلاثة سينتهي

في المقابل سكان ومواطني الاقاليم الثلاثة لم يدافعوا او يستبسلوا لاجل مشروع الاقاليم فانقسموا بين جناحي  ازال الشرعي والانقلابي ومن هنا نجد ان الرهان على ابناء هذه المناطق رهان فاشل كونهم غير مؤثرين

وباختصار ان الحسم العسكري حال تحقق سيفرض مشروع الاقابيم المتعددة لهذا نجد مساعي حثيثة لافشاله

هذه هي المشكلة والحل يكمن في الاقليمين متى ما اصدر الرئيس قرار يفرض الاقليمين كامر واقع ستتغير المعادلة

حتى قبائل حزام صنعاء ستتعاون اكثر مع هكذا قرار فقد نجد مناوئين للحوثي وصالح لكن لن نجد مؤيدين لمشروع الاقاليم المتعددة

لابد من التعامل مع لوبي علي محسن او لوبي ازال كأمر واقع وعلى العكس التعامل معهم مباشرة بكل وضوح وشفافية سيغضب ايران التي ترى ان استمرار الحرب يعمق التخندق الطائفي شأنه شأن التفجيرات التي افتعلتها ايران في العراق

لهذا نجد الاعلام الايراني والمحسوب عليه يجعل من الحرب الدائرة مادة للتأجيج وبث السموم  لكي تدفع الزيدية وهم المؤثرين في شمال اليمن تدفعهم نحو المشروع الايراني كجبهة واحده

الاقليمان هما مفتاح الانتصار للتحالف والشرعية ان لم يكن مفتاح الانتصار الكامل سيكون سبب في تحقيق نصف انتصار

فابعاد الجنوب بموارده وموقعه ومساحته عن خطر صنعاء يعزز التوازن والاستقرار

فبعد انتهاء عاصفة الحزم عاجل او آجل  يبقى التحالف بحاجة الى حليف قوي في اليمن وهنا لا نقصد شخص او حزب وانما شعب وكيان

اذا لم يتحقق الحسم بعد فرض الاقليمين وكانت هناك تطورات سياسية او تسويات فبكل تأكيد سيكون الجنوب واقع لا يمكن تجاوزه والقفز عليه سنجد هناك تسويات جنوبية شماليه او حرب شمالية جنوبية اذا ما سقطت ورقة الشرعية !

الاقليمين ليس حل لمشكلة الحرب القائمة ففي حال عادة الشراكة بين الجنوب والشمال سنجد ان مفهوم الشراكة يعود بعد ان سقط بسقوط وحدة الشراكة بين عدن وصنعاء

كما ان الجنوبيين يرون في الجيش والامن قوات عدوانية وبهذا لن يتحقق الامن الا بوجود أمن وجيش جنوبي في الاقليم الجنوبي

نضف لذلك ان وجود الجنوب ككيان يمتلك قراره وشؤونهم سيدفه القوى في الشمال الى الاهتمام بالمواطن الشمالي بعد ام كانت كل الجهود الحكومية والحزبية تصب لصالح الدفاع عن وحدة هشة

الشيء الاهم ان الانقلاب على الاتفاقية الخليجية سبقة انقلاب على اتفاقية الوحدة ونجد ان التوقيع ليس مهم لدى صالح الذي وقع اتفاقية الحدود مع المملكة العربية السعودية 

تغييب الجنوب واخفاء وجود هويته وكيانه وعدم الاعتراف بحدوده يأتي بحجج تاريخية لم يسمى اليمن الكبير  حجة الحق التاريخي وعدم الاعتراف بالحدود دفعت العراق لاحتلال الكويت

اليمن لم يكن دولة وانما جهة تضم الكثير من الدول كالشام  من هنا نجد ان عودة الجنوب ككيان على حدوده  فكما يعيد الشراكة هو ايضاً يعيد احترام الحدود والكيانت السياسية

وسنجد ان اعلام الحوثي وصالح يتحدث عن اليمن الكبير الذي لا يعترف بالحدود والاتفاقيات ويرون انه يمتد الى نجران وجيزان فإسقاط هذه المفاهيم يأتي من الجنوب .

من جهة أخرى نتذكر هنا ان التحالف العربي اشتركت فيه كل دول الخليج ما عدا عمان الذي فضلت اتخاذ موقف مختلف تجاه الحوثيين رغم انهم جماعة وليدة وهنا نتساءل اذا ما حكم الحوثيين لفترة طويلة إلى اي حد يمكن للعلاقة بين صنعاء ومسقط ان تتطور وهنا نجد ان وجود الجنوب في الوسط ونافذة الخليج في الحدود الجنوبية للجزيرة امر مهم للغاية على المدى البعيد.

في الاخير حل الاقليمين ينهي اي صراع مستقبلي ويعزز فرص الانتصار الكامل وفي اقل الاحوال يحقق نصف انتصار كما انه مصلحة استراتيجية لأمن الخليج والمملكة بالذات ومع عودة شركاء الوحدة للشراكة والبناء يمكن لليمن ان يعود آمن مستقر فاليمن القائم الان او جمهورية 22 مايو الفاشلة يجب ان تستبدل بدولة اتحادية تقوم على اسس سليمة  ولهذا انعكاسه علي اليمنيين والمنطقة.