أوكتار متهم بقيادة عصابات إجرامية للجنس والتجسس

اعتقال "داعية الراقصات" صديق أردوغان

عدنان أوكتار

وكالات
أعلنت السلطات التركية عن اعتقال الداعية الإسلامي عدنان أوكتار، المعروف شعبيا بأنه "داعية الراقصات" الذي كان صديقا مقربًا من أردوغان، للاشتباه بقيادته لعصابة إجرامية.
وداهمت الشرطة التركية فجر يوم الأربعاء، منزل أوكتار في اسطنبول واعتقلته بعد مواجهة قصيرة مع حراسه. واعتقلت الشرطة أيضا أكثر من 234 من أتباعه في خمس محافظات تركية.
وقالت مصادر أمنية، إن من بين التهم الموجهة لهؤلاء الملاحقين، تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسيا، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري.
ومن التهم، أيضا، استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية من أجل الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب، من خلال تنظيم "عدنان أوكتار".
وتساءل مراقبون ما إذا كان اعتقال عدنان أوكتار محاولة من دائرة الرئيس التركي الضيقة لإبعاد أية شبهات حول علاقات الصداقة التي كانت تربطه مع الرئيس، وخصوصا مع تولي اردوغان ولاية رئاسية جديدة، كان أوكتار أحد المروجين لها.
برنامج تلفزيوني
وكانت السلطات التركية أوقفت برنامجه التلفزيوني في شهر فبراير الماضي قائلة إنه يعتدي على حقوق النساء. وكان أوكتار يظهر في برنامجه التلفزيوني يرقص مع نساء يرتدين ملابس مثيرة وفاضحة.
وقالت هيئة رقابية على التلفزيون إن برنامج أوكتار التلفزيوني جمع فيه بين مناقشة أمور عقائدية والرقص "وهو ينتهك الدين والمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة".
ويقدم أوكتار برامج حوارية على قناته التلفزيونية (إيه9) يناقش فيها ما يزعم أنها قيم إسلامية ويرقص أحيانا مع شابات ويغني مع شبان، وقد لقب بـ"داعية الراقصات"!.
صديق الرئيس
وتقول مجلة (نيوزويك) الأميركية في تقرير لها عن أوكتار إن الشائع في تركيا، هو أن أوكتار كان صديقًا شخصيًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وداعما حقيقيا له، لكن هذه العلاقة شهدت تحولات على ما يبدو.
ومن تأكيدات دعم أوكتار لأردوغان، تغريداته على موقع التواصل (تويتر) خلال الحملة الانتخابية لأردوغان، حيث كتب في إحدى التغريدات: "دعونا نجعل رئيسنا السيد أردوغان زعيمًا لِأمتنا مرة أخرى ليس مع 55-60 ٪ ولكن على الأقل 70 ٪ من الأصوات، إن شاء الله. رئيسنا هو شخص مجتهد، مفعم بالحيوية ومخلص ليست لديه أي طموحات دنيوية. إنه رجل الأناضول. إنه واحد منا. تحركاته ، ومُهِمَّتُه ، ومثله العليا تُطَمْئِن جدا 
وتصف بعض المصادر عدنان اوكتار بأنه مفكر مسلم، الف 300 كتاب حول العلوم والاعجاز العلمي في القرآن والمسائل الايمانية. ويعرِّف أوكتار نفسه بأنه "مناصر ومدافع عن حرية التفكير والسلام والمحبة، وأنه حليف لليهود".
ويقول: "نحن تقريبا مجموعة الأصدقاء الوحيدة التي تقوم بتبليغ الدين بطريقة تتوافق مع العقل والمنطق والوصول إلى الشباب. جميع الشبان يحبون -بمحبة وعن طيب خاطر -الإسلام المُبيَّن في القرآن من خلال خطاباتنا".
هارون يحيى
وحسب موسوعة (ويكيبيديا)، فإن أوكتار والمعروف باسم هارون يحيي (بالتركية: Harun Yahya) هو كاتب وباحث تركي مسلم ولد في أنقرة عام 1956 وعاش فيها حتى عام 1979 عندما انتقل لإسطنبول حيث التحق بكلية الفنون الجميلة في جامعة المعمار سنان.
وخلال سنواته الجامعية، قام ببحوث مفصلة في الفلسفة المادية والايديولوجية السائدة التي تحيط به، قام بإنشاء مؤسسة البحث العلمي في تركيا.
وتركز كتابات أوكتار على تفنيد وتكذيب نظريات التطور والارتقاء والنشوء وبيان تناقضها حسب رأيه. كما يركز في كتاباته أيضا على موضوعات الماسونية والصهيونية والإلحاد.
قضايا قانونية
وفي عام 1991 تم إلقاء القبض على عدنان أوكتار بتهمة حيازته لمادة الكوكائين واستجاب للتهمة بنظرية مؤامرة مفادها ان مخبرين سريين زرعوا الكوكائين في طعامه، وعلى موقعه الشخصي ربط أوكتار بين هذه المؤامرة وبين كتاب كان يؤلفه في ذاك الوقت عن تاريخ الماسونية. ويقول إن نتيجة الفحص الطبي اثبتت وجود نسبة عالية من المخدرات في دمه.
وفي عام 1999 تم القاء القبض على عدنان أوكتار بعد عدة فضائح وتهم غطاها الاعلام التركي، وتم اتهامه باستخدام التهديد لتحقيق مصالح شخصية وإنشاؤه مؤسسة غير قانونية لأغراض إجرامية، وإحدى الشكاوى كانت من عارضة الأزياء التركية ابرو سيمسك Ebru Simsek التي تعرضت للابتزاز ومن ثم الافتراء بإنها بائعة هوى عبر رسائل فاكس ارسلت لمئات الصحف والقنوات التلفازية لانها رفضت "ممارسة الجنس" مع عدنان اوكتار.
واستمرت المحاكمة عامين قام معظم المشتكين فيها خلال تلك الفترة بسحب شكواهم بعد تعرضهم للتهديد وتم إطلاق سراحه في النهاية بينما حكم على إثنين من أعضاء منظمته بالسجن لمدة سنة.
وفي عام 2008 وفي لائحة اتهامات المدعى العام والتي تم توثيقها من قبل صحيفة (جمهوريت) ذكرت اللائحة ان عدنان أوكتار استخدم عضوات من منظمته لاغراء العلماء الشباب من العوائل الغنية مع وعد بالجنس مقابل حضور بعض المناسبات.
وبحسب اللائحة، فإن احدى الضحايا فرض عليها ان تضاجع ستة عشر رجلاً، وتم تصوير المضاجعات وأعطيت الأشرطة لأوكتار وأي عضوة تفكر في ترك المنظمة كانت تهدد بنشر الاشرطة الفيديوية. 
وفي مايو 2008 حكمت المحكمة على عدنان اوكتار و17 عضوًا من مؤسسته بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ويشار إلى أن سكرتيرته الشخصية حين سئلت عن فلسفتهم اجابت: "ممارسة الجنس يا عزيزي".
أطلس الخلق
يعتبر عدنان أوكتار كتابه: "أطلس الخلق" أفضل عمل له خلال حياته المهنية ككاتب. وهو يحاول في هذا الكتاب ان يثبت ان الأحافير تؤيد ما يسميه نظرية الخلق لانها بحسب زعمه تتماثل تماماً مع الأنواع التي تعيش حالياً.
وكان أوكتار وزع آلاف النسخ من كتابه مجاناً لمدارس وباحثين ومؤسسات وجامعات أوروبية وأميركية وترجمه لعدة لغات. وفي آواخر شهر يناير من عام 2007، انتشر الكتاب في فرنسا على نطاق واسع وأحدث ضجة إعلامية كبيرة فأصدرت وزارة التعليم بياناً يقول: "طلبنا منهم ـ تقصد مديري المدارس ـ الاحتراس، لأن هذا الكتاب يتناول نظريات لا تتماشى مع ما يتعلمه الطلبة... تعليمنا يعتمد على نظرية النشوء والارتقاء. وهذه الكتب ليس لها مكان في مدارسنا".