نجوم الزمن الجميل يتحدثون (اليوم الثامن):

كيف أدخلت الوحدة اليمنية رياضة الجنوب في نفق مظلم

رياضة الزمن الجميل ذكريات الماضي وحسرات الحاضر المر

دنيا حسين فرحان

الرياضة في الزمن الجميل كانت أحدى أهم الدعائم التي تقوم عدن والمحافظات الجنوبية عموما , وتحديدا كرة القدم كان الاهتمام فيها بالملاعب والاندية واللاعبين اساسا لكل من يعتلي كرسي السلطة , وكان النشاط الرياضي في أوج ازدهاره كتصدرها للطابور الصباحي كل يوم في عموم المدارس , ولم تخلو أي مناسبة وطنية أو فعالية مجتمعية من تواجد العروض الرياضية أو المباريات الودية التي كانت تتهافت عليها الجماهير الغفيرة من رجال ونساء.

 

دخلت الرياضة بعد الوحدة منعطفا تاريخيا ونفقا مظلما انحسرت نتج عنها انحسار الاشياء الجميلة والاسماء الرياضية الكبيرة ولم يتبقى منها سوى ذكريات الزمن الجميل وحسرات على حاضر أصبحت فيه الرياضة مجالا يرى بالمجهر , بعد أن كان تاريخا اسطوريا يحكى في الكتب وعلى السنة كل من عاصر ذلك الزمن.

 

ما هي أسباب تدهور رياضة كرة القدم ؟؟ ومن هو المتسبب الأول لوصولها الى هذا المستوى؟؟ سؤالا طرحناه على بعض نجوم كرة القدم في الزمن الجميل

 

 

يقول نجم التلال والمنتخب الوطني سابقا شرف محفوظ :

 

الأسباب كثيرة فمنذ القدم كان هناك فرق كبير بين الأندية في الشمال والجنوب.

 

الأندية الجنوبية وتحديدا في عدن كانت تستند الى الدولة ومخصصاتها بشكل متساوي ومنظم وكبير جدا والدولة هي الراعي للرياضة وكرة القدم.

 

أما في الشمال كانت تعتمد على التجار ورجال الأعمال في الدعم وتوفير كل تحتاجه الأندية.

 

■ أما بعد الوحدة …

 

ضاعت أندية عدن والمؤسف أن لندية عدن مسلمه نفسها للوضع الحاصل وبسبب عدم وجود المخصصات المالية أصبحت تشحت من أجل الحصول على المال.

 

لكن إذا تعمدت الدولة في خططتها الرياضة ووضع ميزانية خاصة بها لن تظل الأندية تحت رحمة رجال الأعمال.

 

اذا اردنا التخلص من هذه المشكلة يجب أن تسلم الأندية الى شركات راعية بشكل اساسي لها فلن تحتاج الى طلب الدعم أو حتى جزء بسيط من المال لعمل بطولة أو دوري.

 

ووصول مستوى كرة القدم في اليمن وعدن تحديدا الى هذا السوء في مراحل تاريخ الرياضة في عدن هما اتحاد الرياضة اليمني ووزارة الشباب والرياضة ونحملهم نحن كرياضيين كامل المسؤولية في تراجع مستوى كرة القدم.

 

 

 

الكابتن حسين فرحان الجناح الطائر للتلال والمنتخب الوطني سابقا :

 

السبب الرئيسي في تدهور رياضة كرة القدم الاهمال من قبل السلطات فلم يعد هناك اهتمام كالسابق بالأندية ولا بالملاعب ولا بإقامة الفعاليات الرياضية بشكل مستمر وحتى لاعبو الاندية او المنتخب الوطني الحاليين يتم اختيارهم وفقا لصلة القرابة او المجاملة وليس لأدائهم العالي او مهاراتهم الفردية لذلك اصبحوا يبعثون على المال فقط ولا توجد لهم اي طموح لتطوير الفريق وتمثيلة بشرف في مختلف المسابقات الدولية والعالمية وهذا ما يفسر خروجنا من الادوار الاولى.

 

وللأسف الشديد نحن اللاعبون القدماء الذي لنا تاريخ كروي طويل واحرزنا الكثير من البطولات للنادي والمنتخب لم يتم استدعاء الكثير منا في أي مناسبة رياضية أو تكريم أو حتى ترشيحنا لمنصب اداري أو للتدريب بل قاموا بوضعنا على الهامش واعطوا كل الصلاحيات لأشخاص بعيدون تماما عن الرياضة.

 

على سبيل المثال نادي التلال كان من أكبر واعرق الاندية على مستوى الجزيرة العربية ها هو اليوم يصارع من أجل البقاء في دوري الدرجة الاولى ولم تعد توجد فيه أي انشطة رياضية مختلفة كالسابق أو على الاقل ترميم المبنى واستقطاب الكوادر الشابة للالتحاق بالنادي اصبح هذا النادي اليوم في حال يرثى له.

 

نحمل كامل المسؤولية للسلطات المعنية ونناشد وزارة الشباب والرياضة أن تعيد ترتيب اوراقها واكتشاف أين يوجد الخلل والفجوة التي تسببت في وصول الرياضة الى هذا الحال واصلاحها ومحاسبة الفاسدين وكل من يسعى لأنهاء تاريخ الرياضة في عدن والجنوب والعودة بها تدريجيا الى سابق عهدها.

 

 

 

الكابتن الموهوب محمد حسن البعداني لاعب نادي شمسان والمنتخب الوطني سابقا ومدرب شباب المنصورة حاليا

لو نتكلم عن تدهور كرة القدم في عدن فقط بعد أن كانت عدن رائدة فيها... الأمر يطول شرحه ولكن باختصار شديد هناك شقين يتحملان وزر هذا الأمر والشق الأول يعود الى قادة الدولة حيث تم صرف كثير من الملاعب الشعبية لتجار لتحويلها سكني تجاري وتم بهذا العمل قطع الشريان المربوط بين الحارة والنادي بعد كان كل لاعبين الأندية يأتون من الملاعب الشعبية ومن المدارس.. ولم يكتفوا بذلك بل اصدر قرار صادم بإلغاء مادة التربية البدنية في المناهج الدراسية يعني الأمر ممنهج للقضاء على الرياضة وكرة القدم بالذات.. كذلك الصراع السياسي بين المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح الذي أنتقل إلى الأندية وجعلها محطة عبور فقط ينطلق منها رئيس النادي إلى البرلمان

وهذا الأمر شق قاعدة النادي الجماهيرية وأخلنا في صراع حزبي خبيث دمر كل الترابط الاجتماعي في صفوف جماهير أنديتنا..

بعدها يأتي دور قياداتنا الرياضية والتي للأسف أصبح الاستثمار الشخصي في الأندية مقدماً على مصلحة النادي.. بل إن أغلبهم صار نسخة كربونية من رئيس الاتحاد العام لكرة القدم وشيخه العيسي وأمين عامه د. حميد شيباني.. باختصار قيادات أنديتنا الأن الغالبية العظمى منها لا يهمها كيفية النهوض بأنديتها بقدر ما يهمها العائد المادي الذي يكسبه هو وزمرته وليذهب النادي للجحيم.. من يقودنا اليوم بعضهم لصوص والأخر مزور وذاك لا يملك قراره.

 

الكابتن جميل سيف تمباكو لاعب نادي الجزيرة والمنتخب الوطني سابقا :

 

التهميش الحاصل للأندية واللاعبين الكبار هو اساس المشكلة لم يقدر أي لاعب قدم للمنتخب والنادي ولم يعطى له الحق بتدريب أي نادي أو حتى منصب اداري الكثير من اللاعبين العملاقة اختاروا البقاء في منازلهم لعدم اعطائهم الفرص بل منحها لأصحاب المصالح وهم اللذين عبثوا بالرياضة ودمروها ووصلنا الى هذا الوضع المزري الذي نأسف عليه جميعنا.

 

 

الكابتن المتألق عبدالله مكيش لاعب ومدرب نادي حسان السابق :

 

الرياضة في الزمن الجميل بدأت بشكل منظم وكان هناك اهتمام كبير بالأندية الرياضية وحرص شديد من اللاعبين على اعطاء النادي حقه وبدل مجهود كبير لإحراز النادي او المنتخب بطولات وكؤوس.

 

لكن بعد الوحدة تغير مجرى الاحداث وعادت الرياضة الى الوراء فقد كان هناك مخطط متعمد لتدمير الاندية وذلك بتسليمها لأشخاص يتبعون احزابا معينة وليس لهم اي علاقة بالرياضة تحت ستار رجال الاعمال الذين سيقومون بدعم النادي , واصبحت المتاجرة باللاعبين وبيعهم كالوباء الذي انتشر في معظم الاندية وتسبب بضعف اداءها وابعدها تماما عن الاضواء , اضافة الى المحاباة في اختيار اللاعبين الملتحقين بالأندية وحتى المنتخب الوطني لم يعد اختيارهم فيه على اساس المهارات والاداء الجميل بل اصبح بالمجاملة وللأسف الشديد وصلنا الى هذه المرحلة الصعبة بعد ان كنا في قمة الترتيب في كرة القدم والمجال الرياضي عموما.