الكونغرس الأميركي..

تقرير: جدل حول تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية

من لم يكتو بإرهاب الإخوان

واشنطن

أعادت لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأميركي مساعي تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية إلى الواجهة بالتركيز على مخاطر وجود الجماعة كتنظيم دولي على مصالح الولايات المتحدة وأمنها، وضرورة وضعها تحت المجهر، قاطعة بذلك مع وجهة النظر التي تؤجل حسم الملف بالمزيد من التحري بشأن أنشطة الجماعة قبل اتخاذ أي خطوة.

وعقدت اللجنة جلسة استماع الأربعاء لـ”بحث التهديد الذي تشكله جماعة الإخوان المسلمين على الولايات المتحدة ومصالحها وكيفية مواجهتها بفعالية”.

وقال عضو اللجنة رون ديسانتيس، والذي ترأس جلسة الاستماع، إن الإخوان المسلمين “منظمة إسلامية مسلحة لها جماعات تتبعها في 70 دولة”، معتبرا أن بعض هذه الجماعات تصنفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية.

جودي هايس: التهديد الذي يشكله الإخوان داخل الولايات المتحدة لا يمكن تجاهله

وأشار ديسانتيس وهو نائب جمهوري عن ولاية فلوريدا إلى أنه “من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل تهديدا جديا للأمن القومي للولايات المتحدة ومصالحها.. هناك حاجة لبحث الطريقة المثلى لمواجهة هذا التهديد، لكن تجاهله ليس مقبولا”.

وأضاف أن “وجهات النظر المختلفة” في الولايات المتحدة حيال جماعة الإخوان المسلمين، لا ينبغي أن تكون “عائقا لمواجهة خطرها”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أدرجت حركة حماس الفلسطينية وحركتي “لواء الثورة” و”حسم” المصريتين المرتبطتين بالجماعة، على قائمة المنظمات الإرهابية.

ويشير خبراء في الإرهاب ومحللون إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قطعت مع التجاهل الذي كانت تعتمده إدارة باراك أوباما في التعاطي مع الملفات الحساسة وذات التأثير المباشر على الأمن القومي الأميركي، خاصة ما تعلق بالإرهاب والجماعات أو الدول الداعمة له.

ولفت هؤلاء إلى أن إدارة ترامب وضعت ملف الإرهاب كأولوية لها وهي تنسق مختلف مواقفها مع حلفاء مختلفين، خاصة في الشرق الأوسط حيث تكثف الجماعات المتطرفة من أنشطتها، مؤكدين أن واشنطن لا شك أنها حصلت على ملفات بشأن أنشطة الإخوان وخطرهم من دول حليفة سبق أن صنفت التنظيم جماعة إرهابية مثل مصر والسعودية والإمارات.

وتوقعوا أن يضغط البيت الأبيض على حلفاء آخرين في المنطقة لمراقبة أنشطة الجماعة وخطرها على الأمن الإقليمي وتهديدها للمصالح الحيوية الأميركية في الشرق الأوسط، خاصة أنها تنظيم عابر للدول وذو صبغة عالمية.

وشدد النائب الجمهوري جودي هايس في جلسة الاستماع على أن التهديد الذي تشكله جماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة أو خارجها لا يمكن تجاهله. وأضاف أن “جماعة الإخوان لا تزال حية ترزق، وهناك الكثير من الجماعات التي خرجت من عباءتها موجودة هنا في الولايات المتحدة”.

ومن الواضح أن الإدارة الأميركية الحالية صارت تمتلك صورة أوضح عن سجل جماعة الإخوان المسلمين قياسا بإدارة أوباما، خاصة بعد لجوء الجماعة، أو فروع منها إلى العنف في مصر ردا على ثورة شعبية أطاحت بها في 30 يونيو 2013. كما ساعدت تقارير أجرتها دول مثل بريطانيا عن الإخوان في التشجيع على خطوة أميركية في ذات السياق خاصة أن التنظيم تثار حوله الكثير من الشكوك بسبب إمبراطوريته المالية الكبيرة، وسيطرته على منظمات كثيرة تتكلم باسم الجالية المسلمة وتسهل عليه تنفيذ خططه والتخفي عن أعين المراقبة.

واعتبر زميل معهد هدسون للأبحاث هيلل فرادكين أن مبدأ الأخوة في جماعة الإخوان المسلمين يحتم عليها أن تكون عالمية وأن تمثل تهديدا أيضا، لافتا إلى أنها لجأت اليوم إلى تركيا وقطر، و”سنظل نترقب ما يمكن لها فعله في هذه المواقع الجديدة”.

وحث نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية جوناثان شانزر على ردع تركيا وقطر، معتبرا أن الدعم المالي واللوجستي الموجه إلى شخصيات مختلفة من جماعة الإخوان وفروعها المحلية يقوض عمل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والفاعلين الآخرين في معركة الأفكار والأيديولوجيات.

وقال إنه يجب على الولايات المتحدة التأكيد على ذلك في حوارها مع الدوحة وأنقرة، وأن توضح لهما أن علاقات الاستثمار والمبيعات العسكرية والمزايا الأمنية قد تتعرض للخطر إذا ما استمرتا في دعم الجماعة.