الفصائل الفلسطينية ترد بقصف المستوطناتي

شهيدان بغارات إسرائيلية عنيفة على غزة

الدخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي على مدينة رفح في قطاع غزة

جريدة الاتحاد

استشهد فلسطينيان في غارات جوية إسرائيلية بعد ظهر أمس على قطاع غزة استهدفت -على غرار تلك التي سبقتها فجرا- مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وذلك غداة احتجاجات أمس الأول على الحدود بين القطاع وإسرائيل أوقعت شهيدين وأكثر من 200 جريح في صفوف الفلسطينيين.

وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أمس استشهاد فتيين فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مبنى في غرب مدينة غزة.

وقال القدرة «استشهد الطفلان أمير وليد النمرة (15 عاما) من غزة ولؤي كحيل (16 عاما) جراء اصابتهما في الغارة الاسرائيلية على مبنى الكتيبة غرب مدينة غزة».

وتصاعد التوتر منذ بعد ظهر أمس الأول مع احتشاد آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية للقطاع في تحرك احتجاجي أطلقوا عليه اسم «جمعة خان الأحمر»، تيمناً بقرية بدوية في الضفة الغربية المحتلة تعتزم إسرائيل هدمها.

وزعم جيش الاحتلال أن المتظاهرين قذفوا جنوده بقنابل يدوية وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة وإطارات مطاطية مشتعلة وحجارة، ما أسفر عن إصابة جندي بانفجار قنبلة يدوية.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، باستشهاد فلسطينيين، أحدهما أمس الأول، والآخر أمس متأثراً بجروح أصيب بها، نتيجة القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي التي استخدمتها قوات الاحتلال.

ومنذ 30 مارس، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة «مسيرات العودة» لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجروا منها في عام 1948 لدى إقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عقد. وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين بنيران الاحتلال منذ بدء التظاهرات، إلى 141 على الأقل. ولم يُقتل أي إسرائيلي.

وفجر أمس، شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على القطاع، بالتزامن مع إطلاق مقاتلين فلسطينيين عشرات قذائف الهاون والصواريخ باتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للحدود.

وزعم جيش الاحتلال، أن الغارات جاءت «رداً على أعمال إرهابية خلال أعمال شغب عنيفة، وقعت على طول الحاجز الأمني أمس، تُضاف إلى الهجمات اليومية ضد الأراضي الإسرائيلية عبر إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة».

وبحسب مصدر طبي فلسطيني، أُصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متوسطة نتيجة الغارات على رفح في جنوب القطاع.

وبعد الظهر، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات جديدة على أنحاء متفرقة من القطاع، استهدفت مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وأنفاقاً في رفح، بحسب مصادر أمنية فلسطينية. وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ «طائرات الاحتلال مستمرة في شن غارات جوية منذ الفجر وحتى عصر أمس على مواقع عدة للمقاومة الفلسطينية في كل من رفح وغزة، ووسط قطاع غزة وشماله»، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وألحقت أضراراً جسيمة. وقال المصدر إن غارات على الحدود بين قطاع غزة ومصر استهدفت أنفاقاً.

وكان جيش الاحتلال زعم في بيان أنه استهدف في غاراته فجراً نفقين لحركة حماس ومواقع مخصصة لإعداد بالونات حارقة، أُطلقت باتجاه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح أنّ نظام القبة الحديدية اعترض ست قذائف صاروخية أطلقت من غزة، بينما بلغ عدد القذائف التي استهدفت المستوطنات الإسرائيلية 31. ولم يُفد عن وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، في بيان، إن «التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو والرد عليه بقوة، يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية في إدارة الصراع وتوصيل الرسالة».

واعتبر أنّ الهجمات الفلسطينية تهدف إلى «ضمان تشكيل حالة توازن ردع سريعة وكافية لإجبار العدو على وقف التصعيد، وعدم التمادي في الاستهداف»، مضيفاً أن «حماية شعبنا والدفاع عنه، مطلب وطني وخيار استراتيجي».

وتبرر إسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضد المتظاهرين بأنها تدافع عن حدودها، متهمة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بمحاولة استخدام الاحتجاجات كغطاء لتنفيذ هجمات.

وتفرض إسرائيل حصاراً مشدداً برياً وبحرياً وجوياً على قطاع غزة منذ أكثر من عقد، تاريخ سيطرة حركة حماس على القطاع. وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر منذ سنوات، لكن تفتحه استثنائياً للحالات الإنسانية في فترات متباعدة. وتقوم «حماس» ومجموعات فلسطينية أخرى، بحفر أنفاق بين القطاع والخارج، تقول إسرائيل إنها تستخدم لنقل الأسلحة، لكن يتم من خلالها أيضاً نقل مواد وسلع أخرى إلى القطاع المحاصر.

وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع.