نقل المركز المقدس من صنعاء إلى مأرب..

تحليل: دولة مارب الإخوانية.. ابعاد ومطامع قطرية   

قوات عسكرية إخوانية في قلب صحراء مأرب

القسم السياسي

-"يوليو تموز" الجاري، شهد حدثا اعلامياً، جعلت منه وسائل إعلام يمنية يمولها رئيس الحكومة الشرعية ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، من بينها صحيفة تابعة للأخير انتقلت للصدور من مأرب وأخرى إلكترونية تمولها الدوحة، حدثا كبيرا، لكن سرعان ما انهار امام سؤال "هل يمتلك هادي سلطة على قرار على حكومة مأرب؟.

فكانت الاجابة الوحيدة، "مأرب دولة داخل دولة، يحكمها الإخوان وتمولها السعودية وقطر، وكل طرف يسعى ان يكسب ود الامبراطورية الجديدة.

مأرب الجديدة التي تمحور الحدث حولها،  وصفها اعلام الدوحة بـ "سنغافورة اليمن"، بينما تقارير أخرى بررت عملية النهب المنتظم لموارد الجنوب التي تذهب إلى خزينة مركزي مأرب، في حين لم يكن مركزي عدن إلا كذبة أخرى لوهم اسمه "مدن محررة من الحوثيين الموالين لإيران".

وبين مركزي مأرب وعدن، بات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لا يمتلك من القرار المالي لليمن شيئاً، ففي الشمال، نفوذ إخواني جعل من الشرعية سلما للوصول إلى حلم الامبراطورية الإخوانية، في حين أن عدن تعاقب في محاولة لتركيعها لمصلحة النفوذ الإخواني ولكن بأدوات جنوبية "أحمد العيسي وجلال هادي واخرين".

مأرب التي باتت تسحب من تحت ايدي قبائلها الشرسة لمصلحة النفوذ الزيدي الهارب إلى قلب الصحراء بدعوى النزوح والهرب من الهيمنة الحوثية، لكن تلك القيادات الزيدية التي تتحكم في مأرب (بلباس الإخوان) ما هي الا عملية تمدد جديدة لهيمنة زيدية لم تستطع المتغيرات على الأرض ان تنال منها.

في مأرب، صحراء تحكمها إلى وقت قريب قبائل الشوافع، باتت اليوم تحت حكم قوى النفوذ الإخوانية تدعي مناهضة الحوثيين، ولكنها في ذات الوقت زيدية، لم تخض اي حرب حقيقية ضد الحوثيين الذين لا يزالوا يحتلون جزء مهم من عاصمة سبأ وهي بلدة صرواح الاستراتيجية.

وبين الامبراطورية الجديدة والاطماع القادمة لمملكة سبأ في السيطرة على الجنوب، بعد أن أصبحت مأرب مركزا مقدسا للزيدية، بدلاً عن صنعاء، تساءلت محرر (اليوم الثامن) " من أين لمأرب ايرادات"، حتى نفسر كيف يمنح أحمد عبيد بن دغر عاصمة سبأ الحق في ان تكون مواردها لها، لا بد مم شرح الاسباب التي أدت الى الاطاحة بأحمد سعيد بن بريك الجنرال العسكري الذي كان محافظا لحضرموت وطالب بتسليم منفذ الوديعة للمحافظة الجنوبية الكبرى.

فالمحافظ السابق لحضرموت اطيح به لسبب انه طالب بموارد منفذ الوديعة.

كشفت تقارير اخبارية ومعلومات صحافية عن قيام سلطان العرادة حاكم مأرب بنهب ايرادات مالية من منفذ الوديعة الجنوبي، فيما قال صحافي ان 17 مليار ريال يمني تذهب شهرياً إلى خزينته.

وتتعترف حكومة بن دغر ان حكومة مأرب ترفض توريد أي اموال الى خزينة البنك المركزي في عدن، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه امام الرأي العام لمعرفة من اين تجني مأرب تلك الأموال.

ويعتقد مهتمون ان الحكومة الشرعية تدعم قيام دولة في مأرب، في حين تحارب قيام أخرى في عدن عاصمة البلاد المؤقتة، حيث تبرر حكومة بن دغر السبب الى انه جاء نتيجة خشيتها من ان ذلك قد يشجع على انفصال الجنوب.

وقال مسؤول حكومي ان محافظ مأرب سلطان العرادة يخزن اموال ضخمة جمعها من ايرادات منفذ الوديعة الجنوبي والتابع لمحافظة حضرموت دون ان يرودها الى البنك المركزي في عدن.

وبررت صحف يمولها بن دغر السبب في عدم توريد ايرادات مأرب الى مركزي عدن، إلى اعمال التقطع التي قد تتعرض لها في الجنوب في حال وفكرت حكومة مأرب ارسالها إلى عدن.

ورفض مسؤولون حكوميون في عدن تلك التقارير الاخبارية التي قالوا ان الهدف منها شرعنة النهب لإيرادات منفذ الوديعة الجنوبي وتوريده إلى خزائم مأرب.

وقالت صحيفة اخبار اليوم التابعة للجنرال علي محسن الأحمر، والتي اعيد اصدارها من محافظة مأرب اليمنية ان مأرب اصبحت سنغافورة اليمن، وانها تمتلك ميزانية ضخمة قادرة على جعلها مدينة متقدم تمتلك كل مقومات التطور.

وكشق صحافي يمني عن ما وصفه بحجم الفساد بين العرادة وحميد الاحمر، الزعيم الإخواني المقيم في تركيا، وعن سعي القوى الزيدية والإخوانية في مأرب لشراء ذمم شيوخ القبائل، حتى تتمكن هذه القوى من الهيمنة على أشرس القبائل اليمنية واخضاعها تحت الترغيب والترهيب.

وتحدث الصحفي محسن الكثيري المرادي عن فساد مهول يمارسه محافظ مأرب “سلطان العرادة” لإيرادات المحافظة البالغة أكثر من 17 مليار ريال يمني شهرياً.

وقال الكثيري، إن الجميع يعرف أن إيرادات مأرب لا تورد إلى البنك المركزي في عدن وقد كان البعض ينكر ذلك حتى أوضح ذلك رئيس مجلس الوزراء في حكومة (...) “بن دغر” وكشف ذلك علانية.

وأشار إلى أن “إيرادات مأرب تستخدم في شراء ذمم بعض مشائخ مأرب ويتم صرف مبلغ مالي لهم من شركة محسن الخضر للصرافة”، مضيفاً أن بأن المبلغ يختلف من شيخ لآخر”.

وقال أن “شركة الخضر هي المخول في بيع الغاز والنفط وهذا يخالف كل القوانين”، مؤكداً بأن “بعض القادة العسكريين والسياسيين في مأرب يستلموا مبالغ من الخضر، حيث يقوم الخضر بتغيير العملة من الريال اليمني إلى الريال السعودي والدولار، ويضع ذلك في عدت حسابات منها حساب باسم صندوق البيت الذي هو حساب العرادة وحساب باسم المهندس وحساب باسم الشركة وحساب بإسم الكهرباء”.

وأضاف “بعد ذلك يقوم العرادة بصرف مبالغ مالية كبيرة لبعض القيادة في الدولة منهم نائب الرئيس ورئيس الوزراء وغيرهم، وتكون المبالغ لهم بالدولار، بعد ذلك يقوم القيادي في جماعة الإخوان محسن الخضر بنقل مبالغ مالية كبيرة من اليمن إلى سلطنة عُمان ثم قطر وتركيا”.

واكد الكثيري ان عملية النهب الأكبر في تاريخ اليمن تحدث على هذا النحو “شهرياً”.. مفيداً أنه كذلك يتم توريد مبالغ مالية إلى دبي في شركة الخراز انتركس التي يتشارك فيها الخراز ومحافظ مأرب، بعد وصول الأموال إلى تركيا يتم الاستثمار بإسم القيادي الإخواني حميد الأحمر، وهذا من أجل لا يعرف احد عن فساد العرادة واستثمارات الخارج.

وكشف الكثيري أن “آخر استثمار للعرادة في تركيا مصنع حديد يتشارك فيه العرادة وحميد الأحمر وآخرين، مؤكداً بان “تكلفة المصنع 80 مليون دولار”.

وختم محسن الكثيري مقاله بالقول: “يظن العرادة ان الاستثمار في الخارج و بأسماء أشخاص تجار دون ان يظهر إسمه قد لا يعرف أحد بحجم الفساد او انه نهب الثروة، ولكن الان عرف الجميع اين تذهب إيرادات مأرب”، مطالباً الفار هادي بتغيير محافظ مأرب العرادة وسرعة محاسبته.

وما كشفه المرادي لا يعدو كونه معلومات بسيطة من مطامع بناء امبراطورية في قلب الصحراء اليمنية، فمأرب التي باتت تمتلك جيشا كبيرا قد لا يهدد الجنوب وحده بل قد تكون له مطامع في السيطرة على اراضي سعودية، خاصة وان هناك ادعاء يمني بأن السعودية تحتل أراضي يمنية، وقد لوح الإخوان بذلك على ضوء الجدال القطر السعودي، بأنهم قد يذهبون إلى اعادة ترسيم الحدود اليمنية السعودية واستعادة نجران وجيزان وعسير التي يقول اليمنيون إنها اراض تابعة لليمن واستولت عليها السعودية.

وإطالة امد الأزمة بين قطر وجيرانها وفي طليعة ذلك السعودية قد  يدفع بمأرب كورقة ضغط للدوحة على الرياض، وهو ما يعني ان جيش مأرب الذي بني بأموال سعودية ويمتلك ترسانة أسلحة سعودية ضخمة قد يصبح على حدود المملكة في مسعى لاستعادة اراضي يمنية، فالإخوان عبروا عن رغبتهم في استعادة اراضي سعودية يقولون إنها يمنية، وجاءت هذه الرغبة في خضم الصراع السياسي والإعلامي بين الرياض والدوحة.

تسعى قطر إلى بناء امبراطورية عسكرية وسياسية في اليمن، ضمن مطامع الإمارة الصغيرة التي دخلت في تحالفات مع إيران وتركيا، وتسعى لإنجاح تحالفا بين الإخوان والحوثيين.

فالإخوان في مأرب لا تهمهم معركة استعادة صنعاء، بقدر ما يهمهم السيطرة على شبوة وحضرموت واسقاط عدن في يد قوات عسكرية تدين بالولاء للتنظيم الدولي.

وقد اكدت العديد من التقارير أن الإخوان ارسلوا قوات عسكرية بشكل سري إلى عدن، في حين ان العديد من القواعد العسكرية في العاصمة باتت تدين او تتبع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، كما ان تاجر النفط الإخواني أحمد صالح العيسي بات هو الأخر يمتلك قوات عسكرية لأول مرة، يمتلك فيها تاجر قوات عسكرية رسمية مدرجة ضمن وزارة الدفاع.

لكن ما يمكن الاشارة إليه، هو ان مأرب التي تصفها صحف الإخوان بـ "سنغافورة اليمن"، ليست إلا بلد تحكمها الطائفية والمناطقية، فقد رفضت حكومة مأرب صرف رواتب قوة عسكرية جنوبية في المحافظة الخاضعة لسيطرة الإخوان، حيث تفيد معلومات من هناك أن الإخوان فشلوا في تأطير افراد هذه القوى ضمن التنظيم، على الرغم من استبدال قائدهم.

قال عسكريون جنوبيون إن حكومة مأرب رفضت صرف رواتب كتيبة جنوبية، منذ يناير الماضي، دون أن تبدي الاسباب حيال ذلك، فيما ترك عسكريون جنوبيون المحافظة الخاضعة لسيطرة الإخوان وعادوا إلى بلادهم، عقب رفضهم التأطير في حزب التجمع اليمني للإصلاح.

وقال مصدر عسكري "إن قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب والتي يشرف عليها حاكم المحافظة سلطان العرادة رفضت تسليم رواتب كتيبة 101 المشكلة من عسكريين ينتمون إلى محافظات الجنوب وأغلبهم من محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس عبدربه منصور هادي، منذ يناير الماضي".

وقال ضابط في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب "إن الكتيبة التي شكا جنودها من عدم حصولهم على مرتباتهم، يعود إلى سبب عدم قبول الكثير من الجنود التأطير السياسي في اطار حزب الإخوان".. مشيرا إلى أن قائد الكتيبة السابق ويدعى  عبدالباري جابر  (أبو أنور)، وهو معلم وقيادي في حزب الإصلاح، فشل في تأطير الجنود من خلال محاضرات مكثفة، تحثهم على أهمية الالتحاق بتنظيم الإخوان المسلمين، بدعوى محاربة الروافض والشيعة".

وأكد المصدر ان قيادة الجيش في مأرب إقالة جابر وعينت بديلا عنه قيادي إخواني يدعى عبدالرحمن العولقي، وهو وسلفه ينتميان إلى الجنوب".

وقال "إن ألوية عسكرية كبيرة في مأرب يقودها قادة بعضهم صنفتهم الخزانة الأمريكية على قوائم الإرهاب، مؤكدا ان ذلك يضع قوات مأرب كلها في خانة القوات غير الوطنية.

وعبر جنود عن استيائهم من ممارسات الإخوان في مأرب.. مناشدين الرئيس عبدربه منصور هادي التوجيه لقيادة الجيش في عدن لاستيعابهم ضمن قوات الجيش في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة.

وكشف جندي في كتيبة أخرى عن تلقيهم محاضرات تحريضية على القوى الجنوبية، وتصف المطالبين باستقلال الجنوب بأنهم خارجون عن الدين الإسلامي.

وساهمت الحرب التي افتعلها الحوثيون في بناء قوات عسكرية لتيارات سياسية ابرزها تيار الإخوان المسلمين المحسوب على قطر.

والاحد.. نظم افراد الكتيبة تظاهرة امام قيادة المنطقة العسكرية الثالثة لكنها قوبلت بقمع وحشي من قبل قوات شرطة عسكرية جلبها رئيس اركان المنطقة العسكرية في مأرب الذي تلفظ على افراد الكتيبة الجنوبية بألفاظ عنصرية وجهوية.

 اعتقلت قوات الشرطة العسكرية في مأرب اليمنية عسكريين جنوبيين عقب تنفيذ اعتصام طالبوا فيه بصرف رواتبهم المتوقفة.


وكانت اليوم الثامن قد نشرت خبرا عن رفض حكومة مأرب صرف رواتب افراد كتيبة جنوبية، قبل ان يتعرض جنود للملاحقة بدعوى انهم من سرب الخبر للصحيفة.

وقال مصدر عسكري "إن افراد كتيبة 101 الجنوبية في مأرب نفذت اعتصاما امام قيادة المنطقة العسكرية الثالثة للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ يناير الماضي، قبل ان تقوم قوات الشرطة بفضل الاعتصام وتطويق افراد الكتيبة والشروع في تنفيذ عملية اعتقال واسعة".

وقال شاهد عيان "إن ثلاثة من افراد الكتيبة تعرض لضرب مبرح على يد افراد الشرطة العسكرية قبل ان يأخذوهم إلى معتقل سري".

وقال مصدر في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب "إن افراد الكتيبة 101 وجلهم من محافظة أبين مسقط رأس الرئيس هادي يطالبون منذ ثمانية أشهر برواتبهم، دون ان يتم صرفها".

وقال جنود في الكتيبة ان قائد المنطقة العسكرية الثالثة، أكد لهم ان أمر صرف رواتبهم ليس بيده وانما بيد نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ووزير الدفاع الجنرال محمد المقدشي.

ونصح ضباط في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة الجنود الجنوبيين بمغادرة عدن والعودة إلى بلادهم.

ويؤكد هذا الاجراء ان مأرب، أصبحت دولة داخل اليمن ولكن بلباس إخواني طائفي، فالإخوان نسخة أخرى مشابهة للحوثيين الذين يحكمون صنعاء، ويسعون إلى اقامة دولة خاصة بالأقلية الحوثية الشيعية، ونجاح هذه المطامع يعني هزيمة مدوية للتحالف العربي وللسعودية تحديدا التي مولت بناء جيش إخواني في مارب على أمل مواجهة الحوثيين وهو ما لم يحصل.