استقبال تاريخي لأبطال العالم..

ديشامب يحدد موقفه من الاستمرار مع فرنسا

التاريخ يعيد نفسه

موسكو

استقبلت فرنسا لاعبي منتخب بلادها لكرة القدم واحتفلت بتتويجهم بلقب كأس العالم 2018 إثر فوزهم على كرواتيا في موسكو، وإحراز لقب المونديال للمرة الثانية في تاريخها بعد تتويج أول على أرضها عام 1998. وعاد اللاعبون إلى بلادهم حاملين الكأس الذهبية التي يبلغ وزنها 6.175 كلغ، منها 4.9 كلغ من الذهب الخالص، في مشاهد أعادت التذكير باحتفالات زين الدين زيدان وبقية زملائه بالكأس نفسها في يوليو 1998.

وبعد الاحتفال تحت الأمطار الغزيرة لملعب لوجنيكي، درة تاج الملاعب الروسية الـ12 التي استضافت المونديال منذ 14 يونيو، كان الاحتفال الفرنسي تحت الشمس الساطعة للعاصمة الفرنسية التي غصت شوارعها، من الشانزيليزيه إلى شان-دو-مارس ومحيط قوس النصر، بعشرات الآلاف من الفرنسيين الذين رقصوا على إيقاع النصر.

وكان للاحتفال مع المشجعين طعم مختلف، بحسب ما أكد اللاعبون أنفسهم بعدما تمكنوا مـن رسـم النجمـة الثانية على قميصهم الأزرق.

وقال المدافع لوكاس هرنانديز “لا زلنا لا ندرك ما حققناه، إنه أمر كبير جدا، عندما وصلنا إلى باريس، كنا ندرك جميعا ما فعلناه. أريد الاحتفال مع كل الفرنسيين”. وعلى امتداد المدن الفرنسية، طغت الاحتفالات باللقب على كل ما عداها منذ إطلاق الحكم الأرجنتيني نستور بيتانا صافرة النهاية، وتحقيق المنتخب الفرنسي فوزا كبيرا على كرواتيا الصغيرة التي كانت تمني النفس بتحقيق أول لقب في تاريخها، بعد بلوغها المباراة النهائية للمرة الأولى أيضا.

وغصت شوارع باريس والمدن الفرنسية الأخرى، إضافة إلى المقاهي والحانات والشرفات، بالمحتفلين على وقع أبواق السيارات والمفرقعات النارية وترداد هتافات “لقد فزنا! لقد فزنا!”، و”(نحن) أبطال، أبطال العالم!”.

تحية الأبطال

كان أبرز المحتفلين في الشوارع، الجيل الفرنسي الشاب الذي لم يختبر فرحة مونديال 1998 بنفسه، ولم ير وجوه ديشامب وزيدان وغيرهم ترسم على قوس النصر، وهو ما تكرر الأحد مع وجوه كيليان مبابي الذي اختير أفضل لاعب شاب في البطولة، وأنطوان غريزمان وبول بوغبا وزملائهم.

وستكون أمام الجيل فرصة الاحتفال بالتشكيلة الشابة للمنتخب، ومدربها ديشامب الذي أصبح ثالث شخص فقط في تاريخ كرة القدم، يتمكن من إحراز لقب كأس العالم كلاعب (1998) ومدرب. وقال ديشامب “إنه إنجاز رائع جدا. أنا سعيد حقا بهذه المجموعة، لأننا بدأنا من بعيد، ولم يكن الأمر سهلا دائما، ولكن بفضل العمل، والاستماع… ها هم هنا على قمة العالم لمدة أربع سنوات”.

و“أيضا”، “السعادة الأبدية”، “لقد جاء يوم المجد”، “رأسنا في النجوم”: عينة من عناوين الصحف الفرنسية، والتي حيت كل لاعبي المنتخب المتوجين ببطولة العالم في كرة القدم للمرة الثانية في تاريخ فرنسا بعد 1998.

“أمس، اليوم وغدا (نأمل ذلك) نحن فخورون كوننا فرنسيين، من خلال هذا الفريق الذي يجمعنا ويمثلنا”، عبارة هلل بها دانيا ميراز في صحيفة “كورييه بيكار”. أما في “ليبيراسيون”، فقد حيا لوران غوفران المدرب ديدييه ديشامب “صاحب السياسة العظيمة في كرة القدم على المستطيل الأخضر وخارجه”، الذي “أعد (الفريق) جيدا، وقاده بحنكة، ومكن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من الاحتفال، وخصوصا في يوم العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو، بإطلاق الألعاب النارية بألوان العلم الفرنسي”.

وأضاف الكاتب محتفلا “لقد جلب المجلس الدستوري للتو الجزء الثالث من الثلاثية الوطنية، الأخوة في القانون الوضعي. لقد فهم اللاعبون الرسالة. وباتت كرة القدم تشكل الجمهورية، وهذا خبر سار”. أما بالنسبة إلى سيباستيان جورج، فقد كتب في “إيست ريبوبليكان” عن “النجاح الباهر للاعبي المنتخب الأزرق، في الجمع بين أبناء البلاد وقد ساعدت المحن التي تعرض لها الفرنسيون في السنوات الأخيرة في تأمين اللحمة”.

أما روبير فيليبين فقد أمل في صحيفة “لا مانش” في أن يؤدي انتصار المنتخب الأزرق “الذي يتم الاحتفال به بكل بساطة، إلى ترجمة الحاجة إلى اللقاء، وأن نعيش الحدث (الانتصار) جميعنا، وبالتالي الخروج من الانغلاق وأن نلتقي كفرنسيين متساوين وفخورين بهويتنا”.

الاستمرار مع فرنسا

حدد ديديه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، موقفه من إمكانية الرحيل عن تدريب الديكة، بعد التتويج بلقب بطولة كأس العالم. وقال ديشامب، في تصريحات نقلتها صحيفة ليكيب الفرنسية “لن أسير على خطى إيمي جاكيه، مدرب فرنسا في 1998، وأستقيل، أنا مستمر في قيادة الفريق، لدي عقد حتى 2020 وأنا احترمه”. وأضاف “من المخطط أن أبقى مدربا لفرنسا، وبالتالي سأفعل ذلك، سأهرب لعدة أسابيع، ولكنكم سترونني مرة أخرى”. وختم ديشامب حديثه بقوله “لم يكن الجميع لطيفا معي، لكن هذه هي كرة القدم”.