تذوق إبداعات..

المبدعون في عدن: حاضرون وإن غابوا!!

المبدعون

رفقي قاسم
سألته أين أنت وأين إبداعك الرائع أيها المتألق؟ أجابني بإيجاز الدراسة والعمل أخذا كل الوقت، هنا تذكرت الوزير المثقف الأستاذ عبدالله باذيب، حدث يوما وهو صاعدا إلى مكتبه سمع صراخا واتجه إلى ناحيته وهناك وجد فنانا كبيرا وموظفا استقطع من راتبه جزءًا بسبب غيابه، فدعاهما إلى مكتبه وصب فنجان شاهي وقدمه للفنان الكبير قائلا له: تذوق واهدأ، وقعد على كرسيه ملتفتا إلى الموظف المعني قائلا: المبدع لا يُغيِب فهو حاضر وإن غاب فهو حاضرٌ بغيابه.
قد يسأل سائل من هو المبدع؟؟ باعتقادي كل إنسان مبدع بأي مجال هو يبدع فيه، ومن هذه المجالات المعروفة الكتابة والشعر والرسم والصناعة وفي كل مناحي مجالات الحياة، ومواقع الابداع كثيرة أيضا في بيته في معمله في تصميماته في فناء داره في الحديقة فوق الجبل في الساحل أو في المصنع، المهم حيث ما يوجد المبدع ذاته ويخرج ما في جوانحه وهواجسه وبأي مجال فهو هناك. وقد وجدت بصفحة الشاعر المتألق عبدالله حمادة لفيفاً من الشعراء الرائعين ومنهم زهير السيلاوي وعمر كرنو وخلدون الصالح وأسامة المحوري وسعيد المحثوثي  ومحمود المس وتالا الخطيب وعلي كريم السالمي وعلي سلطان ومحمد عبدالباري وصالح آل مانعة وفؤاد العنابي، وغيرهم من الأقطار العربية تقريبا كثيرون لم نسمع عنهم ونتذوق ما يبدعون وينتجون!! فلماذا إذن بسبب الحضور والغياب يمنعوننا من تذوق إبداعات من ذكرنا وغيرهم بأريحية وشفافية مطلقة وقد نتوقع حضورهم في مواقع عملهم لا يبدعون لا ماديا ولا معنويا، لأنهم لا يجدون روحهم هناك وذاتهم!!

فهل يوجد إنسان مثقف مثل الوزير المرحوم الأستاذ عبدالله باذيب في العالم العربي من يعي هذا الأمر ويتعامل بهكذا ذوق وأسلوب راقٍ!! وقد يسأل البعض وإن لم يبدع؟؟ نرد ونقول لنا الظاهر وظاهرهم الإبداع والمبدع عادة لا يكذب ولا يغش، وإن غاب الإبداع فعليه الحضور مثله مثل أي أثاث المكتب وحينئذ يُحاسب على الغياب والحضور إلا من وهن منه العظم وأصابه، لا سمح الله، داء الزهايمر، وأعتقد أنه في هذه الحالة معفي قانونا وصحيا.
سؤال في ذهني يراودني كيف يتعاملون في الغرب مع هكذا موضوع وأقصد الإبداع والمبدعون، هل لقارئ عزيز يوضح لي كيف يتعاملون معهم؟ مع تقديري للمبدعين ورحم ربي الإنسان المثقف الأستاذ عبدالله بايب..