حالة ترقب..

أبوريدة يرغب في التعاقد مع مدرب أجنبي

في انتظار قائد جديد

عماد أنور

لا يزال اتحاد الكرة مستمرا في فتح قنوات اتصال مع عدد من المدربين الأجانب لتولي مهمة القيادة الفنية لمنتخب مصر خلفا للأرجنتيني هيكتور كوبر الذي رحل وجهازه المعاون، بعد خروج المنتخب مبكرا من المونديال.

ويبدو أن مجلس إدارة اتحاد الكرة اختار الطريق السهل، ويركز على الصخب بشأن اختيار مدرب جديد بدلا من تقديم مقترحات لتطوير الكرة المصرية، والتخلي عن نغمة حصر الإنجاز في التأهل إلى المونديال بعد غياب 28 عاما.

وغطى ملف المدرب الجديد للمنتخب على جميع الأولويات، وتباينت الآراء حول هويته لأن الغالبية ملّت أداء كوبر الدفاعي مع الفراعنة، والخالي من جماليات كرة القدم الفنية والتي لا تعترف إلا بالأهداف. ويؤيد فرق من الخبراء ضرورة إسناد المهمة للمدرب المحلي، كونه الأكثر دراية بطبيعة اللاعب المصري، بينما يرى فريق آخر أن الأفضلية للمدرب الأجنبي.

انحياز للأجنبي

حسم اتحاد الكرة الأمر بالانحياز للمدرب الأجنبي، وتسلم عضو المجلس حازم إمام ملف المدرب الجديد، وقال هاني أبوريدة رئيس الاتحاد في تصريحات له “لا بد أن يكون المدير الفني مناسبا لمنتخب مصر من الناحيتين الفنية والمادية، للبناء على ما وصلنا إليه خلال الفترة الماضية بعد المشاركة في كأس العالم”.

ويسعى إلى إنهاء هذا الملف بشكل سريع، مع ارتباط المنتخب بالتصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2019 في الكاميرون، ويواجه منتخب النيجر في سبتمبر المقبل، وتم تحديد ميزانية للتعاقد مع المدرب الجديد على أن يتحمل اتحاد الكرة جزءا منها، وتتكفل بالباقي الشركة الراعية، وتم تشكيل لجنة من كبار خبراء الكرة في مصر لمناقشة الأسماء المطروحة واختيار الأنسب منها فنيا، شريطة أن يكون سبقت له المشاركة في كأس العالم.

هناك عدد من المرشحين لتولي المهمة، أبرزهم الفرنسي هيرفي رينارد، وهو يمتلك خبرة في تدريب المنتخبات الأفريقية

هناك عدد من المرشحين لتولي المهمة، أبرزهم الفرنسي هيرفي رينارد، وهو يمتلك خبرة عريضة في تدريب المنتخبات الأفريقية، وقاد زامبيا إلى الفوز بأمم أفريقيا 2011، ثم ساحل العاج إلى حصد اللقب عام 2015، وصعد بالمغرب إلى كأس العالم لأول مرة منذ 20 عاما، لكن رينارد يقترب بشدة من تدريب المنتخب الجزائري.

وضمت قائمة المرشحين أيضا الهولندي فان مارفيك، وهو من حقق مركز الوصيف في مونديال 2010 مع منتخب هولندا، والبلجيكي هوغو بروسالذي وقاد الكاميرون إلى الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 على حساب منتخب مصر، فضلا عن البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي قاد ثلاثة منتخبات لكأس العالم هي كوت ديفوار 2010، والجزائر 2014، واليابان 2018.

أما على صعيد المدربين المحليين، فإن حسام حسن المدير الفني لفريق نادي المصري البورسعيدي، وحسام البدري المدير الفني السابق للأهلي، هما أبرز المرشحين لتولي المهمة، غير أن أبوريدة مصمم على استقدام مدرب أجنبي، ما يقف عائقا أمام تولي المدرب المحلي للمهمة، وهي رغبة ناجمة عن محاولة تجنب حدوث انقسامات بين أعضاء المجلس على هوية المدرب وجهازه المعاون.

عن سمات مدرب منتخب مصر المطلوب، يقول أسامة عرابي لاعب الأهلي السابق، إن فكرة المدرب المحلي جيدة، مستشهدا بمشاركته ضمن منتخب الفراعنة في مونديال 1990 بإيطاليا، تحت قيادة الراحل محمود الجوهري، الذي صعد إلى المونديال وفاز بلقب أمم أفريقيا في نسخة 1998، وكانت جيدة في نظره. وأضاف لـ”العرب” أن المدرب المحلي يجيد التعامل نفسيا مع اللاعب المصري، وبإمكانه حثه على تقديم أفضل ما عنده، ولن يحدث ذلك إلا مع مدرب صاحب شخصية صارمة ويمتلك جرأة في التعامل.

يميل اللاعب المصري إلى توظيف مهاراته، لكنه قد يتكاسل في تطوير إمكانياته بصورة جيدة، ما لم يجد دوافع حقيقية وطنية، وهو ما يحتاج إلى شخصية محلية تستطيع أن تغرس فيه هذه الروح. وقد نجح كل من الجوهري وحسن شحاتة في توظيف هذه المسألة بجدارة، وحققا نتائج طيبة مع المنتخب المصري أفضل من أي مدرب أجنبي تولى قيادته.

حالة ترقب في الأوساط الكروية  المصرية لإعلان اسم المدير الفني الجديد للمنتخب

وأوضح ضياء السيد، مدرب المنتخب الوطني سابقا، لـ”العرب” أن المدرب المصري نجح والأجنبي فشل، والعكس أيضا حدث، لكن على اتحاد الكرة أن يحدد أهدافه قبل استقطاب مدير فني جديد، وهو يفضل التعاقد مع مدرب جيد صاحب فكر متطور، والابتعاد عن نغمة من هو الأفضل؛ المصري أم الأجنبي؟

قاعدة نجاح

لا توجد قاعدة تحدد نجاح مدرب محلي أو أجنبي مع أي منتخب، وبالنظر إلى تاريخ المونديال فإن المنتخبات التي نالت اللقب بداية من منتخب أوروغواي في النسخة الأولى وحتى منتخب فرنسا في النسخة الأخيرة، تحقق الإنجاز تحت قيادة مدرب محلي.

قبل أن يعتلي منتخب “الديوك” منصة التتويج تحت قيادة الفرنسي ديدييه ديشان، حقق المنتخب الألماني لقب نسخة عام 2014 تحت قيادة المدرب الوطني لواخيم لوف، ومن قبله الإسباني دل بوسكي مع منتخب إسبانيا في 2010، وكذلك الإيطالي مارسيلو ليبي مع منتخب بلاده في نسخة 2006، والبرازيلي فيليب سكولاري مع منتخب السامبا في مونديال 2002.

لكن بعض النقاد الرياضيين يرون أن المدرب الأجنبي أفضل في حالة مصر الآن، شريطة أن يجيد توظيف إمكانيات اللاعبين المتواجدين حاليا دون الدفاع أو الهجوم فقط، فضلا عن امتلاك المرونة في إدارة المباريات بشكل جيد، سواء كانت ضد خصم قوي أو متواضع، وإجادة قراءة كل مباراة بصورة فنية والتدخل لتغيير النتيجة في أي وقت.