لكرة القدم..

رئيس الاتحاد التونسي يقصي المتمردين ويؤجل الحسم

يجب التريث

مراد البرهومي

لن تكون الاستمرارية في العمل الفني شعار المنتخب التونسي خلال الفترة القادمة، حيث باغت نبيل معلول مدرب “نسور قرطاج” خلال كأس العالم الجميع، واختار “الهروب” من تلقاء نفسه قبل المحاسبة، حيث آثر فسخ العقد الذي يربطه بالاتحاد التونسي إلى غاية 2022 مفضلا العودة للتدريب في الدوري القطري، هذا الأمر دفع القائمين على اتحاد الكرة لتشكيل لجنة فنية لتقييم المشاركة التونسية في المونديال وإعداد برنامج مفصل لتفسير أسباب الإخفاق الذي ميز هذه المشاركة.

بيد أن الموضوع الأكثر أهمية الذي استأثر باهتمام الاتحاد التونسي خلال الفترة الأخيرة هو إيجاد البديل المناسب القادر على قيادة المنتخب الأول وإعداده بالشكل المطلوب استعدادا للرهانات القادمة وأهمها استكمال المباريات المتبقية المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية. وفي هذا السياق تعالت الأصوات وكثرت المقترحات لاختيار الفني الأنسب لقيادة “نسور قرطاج”، القادر على المحافظة على بعض المكاسب التي تحققت في الفترة الماضية وتحسين المستوى العام بالشكل الذي يضمن لهذا المنتخب المراهنة بقوة على لقب أمم أفريقيا المقبلة.

تسويق للمحلي

مباشرة بعد قبول اتحاد الكرة استقالة المدرب السابق نبيل معلول، تباينت الآراء والمقترحات بخصوص الخليفة المحتمل لمعلول والمدرب الأنسب لتولي هذه المهمة، حيث يعتبر بعض الخبراء أن المدرب التونسي يبقى الأجدر حاليا لتدريب المنتخب التونسي خاصة وأن التجارب السابقة مع مدربين أجانب لم تكلل بالنجاح على غرار ما حصل مع البلجيكي جورج ليكنز والبولندي الفرنسي هنري كاسبارجاك، فضلا عن ذلك يعتبر شق كبير من المحللين والمتابعين للشأن الكروي التونسي أن التعاقد مع مدرب أجنبي إثقال لكاهل الاتحاد التونسي، وهو أمر يكلف دفع مبالغ كبيرة للغاية في صورة التعاقد مع مدرب بمواصفات عالمية.

تم اقتراح العديد من المدربين على غرار الفرنسي ألان جيراس الذي يتمتع بخبرة كبيرة في أفريقيا وكذلك صبري اللموشي

وبرزت على الساحة أسماء بعض المدربين التونسيين الذين تم “التسويق” لهم وتبني فكرة التعاقد مع أحدهم ليكون على رأس الجهاز الفني للمنتخب التونسي، حيث طفا على الساحة اسم المدرب الحالي لفريق الوداد البيضاوي فوزي البنزرتي إذ يعتبر البعض أن خبرة هذا الفني ونجاحاته السابقة مع عدة أندية ومساهمته على امتداد سنوات طويلة في رسم عدد كبير من التتويجات تجعله الأقرب منطقيا لتولي هذه المسؤولية بعد اكتسابه تجربة كبيرة للغاية تجعل “شيخ” المدربين التونسيين قادرا على ضمان النجاح في صورة تدريبه المنتخب التونسي.

وذهب شق آخر إلى تقديم مقترح يقضي بتكليف المدرب سامي الطرابلسي بهذه المهمة، خاصة وأنه سبق له الإشراف على “نسور قرطاج” وحقق بعض المكاسب، فضلا عن ذلك فإن أنصار المدرسة التونسية يعتبرون الطرابلسي من المدربين الشبان الأكفاء ونتائجه خلال السنوات الأخيرة مع فريق السيلية القطري تعتبر إيجابية وتمنحه “شرعية” العودة للإشراف على المنتخب التونسي.

ميل للأجنبي

حالة الجمود والصمت التي أصابت اتحاد الكرة دفعت بعض المحللين في تونس إلى حث مجلس إدارة الاتحاد إلى كسر حاجز السكوت والإعلان عن الشروط التي يجب أن تتوفر لدى المدرب المنتظر لنسور قرطاج، وفي هذا الصدد دافع عدد كبير من الخبراء عن فكرة التعاقد مجددا مع مدرب أجنبي يكون بمقدوره حسن توظيف قدرات ومهارات اللاعبين التونسيين، حجتهم في ذلك أن أغلب اللاعبين المنتمين للمنتخب التونسي يشاركون في الدوريات الأوروبية وعدد منهم نشأ بعيدا عن تونس، الأمر الذي يفرض التعاقد مع مدرب أجنبي لديه فكر تدريبي “أوروبي” ويحسن التعامل مع هؤلاء اللاعبين. وقد تم اقتراح عدد من المدربين على غرار الفرنسي ألان جيراس الذي يتمتع بخبرة كبيرة في مجال تدريب المنتخبات الأفريقية وكذلك مواطنه صبري اللموشي، كما تم اقتراح بعض الأسماء الأخرى المتخصصة بتدريب فرق ومنتخبات القارة السمراء.

يجب التفكير في مستقبل "نسور قرطاج" خاصة وأنه سيكون على موعد منتظر ضمن نهائيات كأس أمم أفريقيا العام المقبل

وحسب مصادر مقربة من اتحاد الكرة فإن التوجه السائد حاليا يقضي بالتعاقد مع مدرب أوروبي، خاصة وأن التقييم الأولي للمشاركة التونسية في المونديال أكدت أن الوصول إلى مستوى عالمي جيد يجيز للمنتخب التونسي مقارعة “الكبار” يتطلب بالضرورة جلب مدرب أجنبي قادر على إحداث “ثورة” حقيقية في منتخب “نسور قرطاج”.

الحسم بيد الرئيس

تمر الأيام وتتالى، ولا جديد يذكر في هذا الموضوع، إذ يبدو أن وديع الجريء رئيس اتحاد الكرة منشغل بفض “خصومته” مع عدد من أعضاء الاتحاد الذين رفضوا طريقة قبول استقالة المدرب السابق للمنتخب نبيل معلول، فأصدروا بلاغا ينددون من خلاله بـ“ديكتاتورية” الجريء وعدم استئناسه بآراء كافة الأعضاء، هذا الأمر دفعه إلى تجميد عضوية أربعة أعضاء اعتبرهم متمردين عن الاتحاد، قبل أن يلتفت بعد ذلك إلى ملفات أخرى تتعلق بالتحضير لبداية منافسات الدوري الممتاز في الموسم الجديد.

بالمقابل فإن ملف المدرب المنتظر للمنتخب التونسي مازال معلقا والحسم فيه قد يتأجل إلى وقت لاحق في انتظار العثور على “العصفور النادر”.

وأشارت بعض الأطراف إلى أن المباراة القادمة للمنتخب التونسي خلال شهر سبتمبر القادم ضد منتخب النيجر ضمن تصفيات أمم أفريقيا قد يكون خلالها مراد العقبي الذي عمل مساعدا ضمن الجهاز الفني في مونديال روسيا المدرب الأول مؤقتا في تلك المباراة.