التجارب السينمائية..

عمايري يحضر في ثلاثة أفلام سينمائية دفعة واحدة

"نهري بحري".. عزلة اختيارية لم تدم طويلا

نضال قوشحة

يقدّم الفنان السوري عبدالمنعم عمايري جهدا خاصا في الآونة الأخيرة في مجال الفيلم السينمائي، خاصة الروائي القصير منه، وذلك بعد أن ثبّت قامته الفنية كأحد أهم أعلام الفن السوري والعربي عموما، من خلال ظهوره في العشرات من الأدوار الدرامية، خلال سنوات مسيرته الفنية التي تزيد عن العشرين عاما، أوجد من خلالها المكانة الهامة في أذهان الناس، فعمايري صوّر منذ فترة وجيزة فيلمين قصيرين، وهو يتجه حاليا لإنهاء تصوير الثالث، والذي يفترض أن يكون قبل نهاية شهر يوليو الجاري.

الفيلم الأول الذي صوّره عمايري هذا الموسم كان من إنتاج شركة إماراتية عن نص ألفه الفنان مهند قطيش، كما قام بإخراجه أيضا، وحمل عنوان “في مطعم صغير”، وهو يندرج تحت مسمى “الميوزيكال”، حيث امتد العمل بدقائقه الثلاثة عشرة، ليحمل في تفاصيله لغة سينمائية خاصة، تقوم على نصوص شعرية ألفها نورالله قدورة بينما ألف الموسيقى رضوان نصري.

والفيلم ينحو نحو لغة تجديدية في تقديم فيلم سينمائي، دون الاعتماد على نص فيه حوار وصراع شخصيات وتصاعد درامي، بل إن العمل قدّم حالة فنية خاصة تتشكل في ثيمات فنية قدّمها صناعه من خلال أفكار جاءت مادتها شعرية وموسيقية عبر التلحين، ليصنع لهذه التوليفة مهند قطيش تمازجا فنيا فريدا لعمل سينمائي يهدف من خلال لغة الموسيقى الصوتية والسينما البصرية للولوج بالجمهور نحو فضاءات إبداعية مغايرة، وسيعرض الفيلم قريبا، وهو من بطولة عبدالمنعم عمايري وديمة الجندي.

أما الفيلم الثاني فأتى بعنوان “خلل” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وهو فيلم من تأليف وإخراج السدير مسعود، يعرض لمسارات الناس الموجعين في لحظات هاربة من أتون الحرب التي تعصف ببلادهم، من خلال حكاية رجلين بسيطين، هما سائق سيارة أجرة وفرّان (خبّاز) بسيط، تجمعهما لحظة عابرة نزقة، إثر سقوط قذائف على مدرسة فيها مجموعة من الأطفال، فيندفعان ليكونا في المكان الخطأ، أو بعبارة أدق في التوقيت الخطأ، حيث يصيبهما خلل ما في مسار حياتهما لتبدأ فصول المأساة بينهما.

عمايري يحضر في ثلاثة أفلام سينمائية قصيرة دفعة واحدة، وهي "في مطعم صغير" و"خلل" و"نهري بحري"
 

ومن خلال ذاك الخلل في التوقيت وأيضا في المكان الذي يفرضه القدر، سيرتبط مصيرهما معا، عبر ألم مشترك جمعهما لأول مرة، وشارك عمايري في الفيلم الفنان السوري قاسم ملحو.

أما الفيلم الثالث الذي قدّمه فكان “نهري بحري”، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما أيضا، وتأليف سامر محمد إسماعيل، ويقدّم فيه عمايري شخصية صياد سمك بسيط وموجوع، يعيش في شبه عزلة عن فضائه الذي يكون فيه، على ضفة أحد المراكب التي يقتات منها، يتعرّف على فتاة قادمة من منطقة الرقة السورية، لتبدأ بينهما قصة حب، سرعان ما تواجه بالعقبات والمتاعب التي يجترحها هذا المكان في هذا الظرف الإنساني الطارئ الذي يعيشه وطنهما.

ومن خلال هذا المكان المفترض، المحاط بالماء من كل مكان، يقدّم عمايري شخصية المحب الذي يشكل حالة خاصة من نسيج المجتمع السوري بما يحمله من توافقات وتضاد، وشارك العمايري في الفيلم كل من: مريم علي، سهير صالح والطفلة ساندي جنوب.

وفي خزينة الفنان عبدالمنعم عمايري العديد من التجارب السينمائية الهامة التي سبق وأن قدّمها، كانت الأولى عام 1997 من خلال الفيلم الشهير “نسيم الروح” إنتاج المؤسسة العامة للسينما وتأليف وإخراج عبداللطيف عبدالحميد، إلى جانب كل من النجمين بسام كوسا وسلاف فواخرجي، كما عمل لاحقا في العديد من الأفلام التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما وتعامل مع المخرج جود سعيد في فيلمي “صديقي الأخير” و”رجل وثلاثة أيام”، كما قدّم دورا هاما في فيلم “العاشق” لعبداللطيف عبدالحميد مع الفنانة ديمة قندلفت، والذي جسّد فيه دور مخرج سينمائي، يقدّم أعمالا إبداعية في ظل ظروف طارئة، وتتأرجح حياته في تماس مريع بين الماضي والحاضر.