سكة مفروشة بالأساطير

البحث عن قبر النبى يوسف الصديق

قبر يوسف

وكالات (القاهرة)

قام 1200 مستوطن إسرائيلى، صباح اليوم، باقتحام المكان الذى يطلقون عليه قبر النبى "يوسف" والواقع شرقى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة بهدف أداء طقوس تلمودية بالمنطقة.

لكن السؤال هو: هل قبر يوسف يوجد حقيقة فى  فلسطين، وإن كان هناك فأين بالتحديد، خاصة أن هناك مقامين أحدهما فى نابلس والآخر فى الجليل؟

 

يعتقد الكثير من العلماء أن القبر، الموجود فى نابلس، ليس قبر سيدنا يوسف، لكنه قبر شيخ مسلم يسمى يوسف الدويكات، وأن هذا القبر ليس قديما بل تم تشييده من بضعه قرون فى زمن "العثمانيين"، والقبر الآخر الموجود فى الجليل يرى البعض أنه ليس هناك قبر من الأساس، كما أن أحد الباحثين المصريين فى عام (1989)  نشر فى جريدة السياسة الأسبوعية المصرية أنه تم تسجيل اكتشاف لمومياء فى مصر تعود للنبى يوسف وهذا الاكتشاف يؤكد أن النبى يوسف قد دفن فى مصر.

 

الآراء المختلفة فى دفن يوسف الصديق

التوراة

تقول التوراة فى ذلك "ثم مات يوسف وهو ابن مائة وعشر سنين، فحنطوه ووضع فى تابوت فى مصر"، (تكوين 5:26 ) "وأخذ موسى عظام يوسف معه، لأنه كان قد استحلف بنى إسرائيل بحلفٍ قائلاً إن الله سيفتقدكم فتصعدون عظامى من هنا معكم" (خروج 19:13).

 

ويقول سفر (يوشع 24:32): "وعظام يوسف التى أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها فى شكيم فى قطعة الحقل التى اشتراها يعقوب من بنى حمور أبى شكيم بمائة قسيطة مغارة لبنى يوسف ملكا....". أما التلمود فيؤكد ذلك من خلال قول يوسف لإخوته: "أدفن فى المكان الذى منه أخذتموني".

 

الحديث النبوى

قال الحاكم، حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن عقبة الشيبانى بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهرى حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبى إسحاق أنه أصحهما قول الله عز وجل وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون الآيات فقال أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى عن أبيه قال: ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابى فأكرمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعهدنا ائتنا، فأتاه الأعرابى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حاجتك فقال ناقة برحلها وبحر لبنها أهلى – هكذا فى المستدرك وفى ابن حبان ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجز هذا أن يكون كعجوز بنى إسرائيل، فقال له أصحابه: ما عجوز بنى إسرائيل يا رسول الله، فقال: إن موسى حين أراد أن يسير ببنى إسرائيل ضل عنه الطريق، فقال لبنى إسرائيل: ما هذا؟، قال فقال له علماء بنى إسرائيل: إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا، فقال موسى: أيكم يدرى أين قبر يوسف؟، فقال علماء بنى إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبنى إسرائيل، فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف، قالت: لا والله حتى تعطينى حكمى، فقال لها: ما حكمك، قالت: حكمى أن أكون معك فى الجنة، فكأنه كره ذلك، قال فقيل له: أعطها حكمها فأعطاها حكمها، فى رواية ابن حبان فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت، لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا، قالت، لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى" ورواه ابن حبان.

 

الحكايات الشعبية وأساطيرها

قدم  مجير الدين الحنبلى، فى الجزء الأول من كتابه الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، الصادر فى النجف عن منشورات المكتبة الحيدرية، قصتين عن قبر يوسف عليه السلام، قال فى الأولى: روى أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام أن انقُل يوسف إلى بيت المقدس عند آبائه، فلم يدر أين هو، فسأل بنى إسرائيل فلم يعرف أحد منهم أين قبره، فقال له شيخ عمره ثلثمائة سنة: يا نبى الله ما يعرف قبر يوسف إلا والدتى، فقال له موسى عليه السلام: قم معى إلى أمك، فقام معه إلى منزله، فدخلا المنزل وأتاه بقفة وفيها والدته، فقال لها موسى عليه السلام: ألك علم بقبر يوسف؟ قالت: نعم، قال: فدلينى عليه، قالت: أدلك على قبره بشرط أن تدعو الله أن يرد على شبابى إلى سبعة عشر سنة وأن يزيد لى فى عمرى مثل ما مضى، فدعا، فقال لها موسى عليه السلام: كم عشت؟ فقالت: تسعمائة سنة، فعاشت ألفا وثمانمائة سنة، وأرت موسى عليه السلام قبر يوسف عليه السلام، وكان فى وسط نيل مصر فى صندوق من رخام، وذلك أنه لما مات تشاجر عليه الناس، وكلٌّ أراد أن يدفن فى محلته لما يرجو من بركته عليه السلام، فاختلف رأيهم فى ذلك حتى أرادوا أن يقتتلوا، فرأوا أن يدفن فى النيل ليمر عليه الماء فتصل بركته إلى جميع مصر وما حولها، فيكونون كلهم فى بركته مشتركين، ففعلوا ذلك.

 

ولما علم موسى مكانه أخرجه وهو فى التابوت وحمله على عَجَل من حديد إلى بيت المقدس، وقبره فى البقيع خلف الحيز السليمانى حذاء قبر يعقوب وجوار جدّيه إبراهيم وإسحاق عليهما السلام.

 

والحكاية الثانية نقلها عن إبراهيم بن أحمد الخلنجى، وفيها أنه لما سألته جارية المقتدر، وكانت تعرف بالعجوز، وكانت مقيمة ببيت المقدس، الخروج إلى الموضع الذى روى أن قبر يوسف فيه وإظهاره والبناء عليه، قال، فخرجت والعمال معى فكشف البقيع الذى روى أنه فيه خارج الحيز حذاء قبر أبيه يعقوب عليهما السلام، قال، فاشترى البقيع من صاحبه، وأخذ فى كشفه، فخرج فى الموضع الذى روى أنه فيه حجر عظيم، فأمر بكسره فكسر منه قطعة، قال: وكنت معهم فى الحفر فلما شالوا القطعة من الحجر، وإذا هو يوسف عليه السلام على الصفة بحسنه وجماله، وصارت روائح الموضع مسكاً، ثم جاء ريح عظيم فأطبق العمال الحجر على ما كان سابقاً، ثم بنى عليه القبة التى هى عليه الآن على صحة من رؤيته صلى الله عليه وسلم، وهو خارج السور السليمانى من جهة الغرب بداخل مدرسة منسوبة للسلطان الملك الناصر حسن، وتسمى الآن بالقلعة، ويدخل إليه من عند باب المسجد الذى عند السوق تجاه عين الطواشى وهو موضع مأنوس، وفيه الضريح.