قنبلة موقوتة في النادي..

انتقال عدد من لاعبي فريق الزمالك إلى أندية أخرى

مصير مجهول

عماد أنور

تطورت العلاقة الشائكة بين نجوم فريق الزمالك المصري وإدارة الفريق إلى حد باتت تؤثر على الفريق وقوامه وفرصه بالمنافسات المحلية والقارية. وبدلا من التفرغ لترتيب الأوضاع بصورة سليمة وإعادة النظر في شكل الفريق الكبير واستعادة لياقته الفنية، اتجهت الإدارة وعدد من اللاعبين إلى المناكفات والمشاحنات، ما يؤكد أن الموسم الكروي الجديد، والذي سيبدأ مع نهاية الشهر الجاري، قد يكون شبيها بالمواسم الأخيرة السابقة بكل ما حملته من صخب.

ولاقت الطريقة التي يتبعها رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور مع لاعبي فريق الكرة في الدوري الممتاز، اعتراض بعض نجوم الفريق، بعد أن أعلن انتقال عدد من اللاعبين إلى أندية أخرى. وما زاد من غضبهم، ليس قرار النقل فقط، بل عدم علمهم بالعروض التي تحدث عنها رئيس الزمالك. وإذا كان بعضهم تراجع عن موقفه وقبل بالقرار، بعد الحصول على عروض مادية مغرية، غير أن آخرين سلكوا طريق التمرد، وتحولوا إلى قنبلة موقوتة في النادي.
ومن بين اللاعبين الذين أعلن رئيس الزمالك رحيلهم عن النادي، الحارس أحمد الشناوي وعلي جبر وطارق حامد ومحمود عبدالرزاق (شيكابالا) ومحمود كهربا، وجميعهم لعبوا للمنتخب المصري، وانتهى الحال بالثنائي الشناوي وجبر في صفوف نادي بيراميدز الذي يملكه رئيس هيئة الرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، وحصلوا على مقابل مادي كبير، فالشناوي الحارس الدولي قيل إنه استلم مليوني دولار، بينما تخطت ترضية علي جبر هذا المبلغ. ووضع الثنائي شيكابالا وكهرباء، المسؤولين في ورطة كبيرة، بسبب تمسكهما بالبقاء في النادي بعد العودة من إعارة تمت الموسم الماضي في الدوري السعودي، ولعب شيكابالا في الموسم الماضي لفريق الرائد، بينما ارتدى شيكابالا قميص اتحاد جدة.
ووصلت العلاقة بين شيكابالا ورئيس النادي إلى طريق مسدود، وتفرغ الثنائي لإلقاء الاتهامات، وتفاقمت الأمور بعد بيان أصدره اللاعب أخيرا، أكد فيه أنه تعرض لحملة تشويه، وهو ما دفعه إلى إصدار بيانه عشقه لجمهور النادي، واعتبر نفسه واحدا من الجماهير قبل أن يكون لاعبا في الفريق، في محاولة للحصول على تعاطفهم والضغط على رئيس النادي لعودته بصورة مشرفة.
تجاهل شيكابالا
الزمالك يرغب في تحديد قيمة مالية لا يتخطاها في مفاوضاته مع اللاعبين، في محاولة للسيطرة على حالة الانفلات
تحدث أمير مرتضى، نجل رئيس الزمالك، بعد تعيينه مشرفا على فريق الكرة بالنادي، عن موقف شيكابالا واتهم اللاعب بالتغيّب عن التدريبات دون إذن، وأنه دعي إلى الاجتماع مع رئيس الزمالك أكثر من مرة للاستفسار عن موقفه، غير أنه لم يحضر متجاهلا كافة الدعوات.
ورد اللاعب المعروف بالتمرد والعصبية، بأنه منذ عودته من المشاركة مع منتخب مصر في مونديال روسيا، حصل على إجازة مدتها 12 يوما كباقي لاعبي المنتخب، وعقب انتهاء الإجازة لم يتلق اتصالا من مسؤولي الزمالك للمطالبة بجواز سفره واللحاق بمعسكر الفريق في ألمانيا، وذلك رغم استدعاء كل لاعبي الفريق الأول.
وما زاد من غضب اللاعب الذي قضى الموسم الماضي معارا إلى فريق نادي الرائد السعودي، هو تصريح مرتضى منصور بإعارة اللاعب إلى النادي الإسماعيلي بناء على رغبته، وهو ما نفاه شيكابالا، مؤكدا أنه يرغب في إنهاء مشواره الكروي داخل جدران الزمالك، أما إذا كان هناك مسؤولون لم يؤيدوا بقاءه فسوف يرحل إلى ناد آخر، ويرحب بالبيع النهائي في حال عدم الاحتياج له في صفوف الفريق الأول.
وتلقى شيكابالا عرضا يونانيا وآخر عربيا رغم أن سنه 32 عاما، غير أن أمير مرتضى، المشرف على الكرة في الفريق، أكد أن النادي لم تصله أي عروض رسمية، وأعلن تحويل اللاعب للتحقيق عن طريق الشؤون القانونية بالنادي، لمناقشته واستبيان ما قاله في البيان الذي أصدره حول أسباب انقطاعه عن التدريبات حتى الآن ومن قبلها التخلف عن معسكر الفريق في ألمانيا. واتهم مرتضى منصور اللاعب بأنه يلعب على مشاعر عشاق الزمالك بهدف التضليل وطمس الحقائق، وتعامل مع مسؤولي النادي باستهتار بالغ، مستنكرا تهديد اللاعب باللجوء إلى الاتحاد الدولي “فيفا” لفسخ تعاقده والرحيل عن الزمالك دون شروط.
وجهزت إدارة الزمالك ملفا كاملا عن أزمات اللاعب مع الأندية التي لعب لها، بداية من باوك اليوناني وسبروتينغ لشبونة، إلى فرق عربية ومصرية، وحتى التهرب من معسكر الفريق في ألمانيا، وعلى طريقته المعهودة، توعّد رئيس الزمالك اللاعب بأنه سيلقنه درسا.
وأما أزمة كهربا فتتمثل في مطالبته بالمساواة ماليا مع لاعبي الفئة الأولى بالفريق، مثل طارق حامد وأحمد الشناوي قبل رحيله عن النادي، أو على أقل تقدير مساواته باللاعب التونسي فرجاني ساسي، الوافد الجديد للنادي الذي يصل عقده إلى مليون ونصف المليون دولار في الموسم الواحد.
كهربا يطلب المساواة
العلاقة بين شيكابالا ورئيس النادي وصلت إلى طريق مسدود، وتفرغ الثنائي لإلقاء الاتهامات، وتفاقمت الأمور بعد بيان أصدره اللاعب أخيرا، أكد فيه أنه تعرض لحملة تشويه
وينتهي عقد كهربا مع الزمالك مع نهاية الموسم المقبل، ويرغب رئيس النادي في تجديد التعاقد معه كي لا يرحل اللاعب بعد نهاية مدة تعاقده دون استفادة مالية للنادي، غير أن اللاعب طالب في جلسته مع مرتضى منصور برفع القيمة المادية للتعاقد، لكن الأخير أكد على تحديد سقف مالي يتمثل في حصوله على ثلاثة ملايين جنيه في الموسم، وهو ما قوبل بالرفض التام من اللاعب.
وألقى منصور باللوم على مدير الكرة السابق بالزمالك أيمن حافظ، لأنه لم يقم بتوثيق عقد اللاعب قبل انتقاله إلى اتحاد جدة، على سبيل الإعارة، لا سيما وأن اللاعب وقع وقتها مقابل خمسة ملايين جنيه (نحو 300 ألف دولار) فقط في الموسم، إلا أن التأخر في توثيق العقد أتاح للاعب فرصة المساومة، لأنه يعلم تماما أن العقد القديم لا قيمة له.
ويبدو الأمر بالنسبة للاعب الوسط الدولي طارق حامد، شبيها بحالة كهربا، فبرغم حصول اللاعب على ترضية بقيمة خمسة ملايين جنيه بخلاف ما يتقاضاه وفقا للعقد، وتحمّل هذه الترضية رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ، إلا أن حامد لوّح بتلقيه عرضا للعب في الدوري السعودي بقيمة مادية تقترب من مليون دولار سنويا، وقد تفقد هذه المغامرة اللاعب كل شيء، لا سيما وأن آل الشيخ أعلن تراجعه عن دفع قيمة الترضية، إضافة إلى رفضه انتقال اللاعب إلى الدوري السعودي.
ويرغب مجلس إدارة الزمالك في تحديد قيمة مالية لا يتخطاها مجلس الإدارة في مفاوضاته مع اللاعبين، في محاولة للسيطرة على حالة الانفلات المالي في قيمة العقود والتي من الممكن أن تهدد استقرار الفريق في الموسم المقبل.