بالجزائر..

ثلاثة أفلام سورية تشارك في وهران السينمائي

مسابقة الأفلام الطويلة

دمشق

تشهد فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان وهران للفيلم العربي المنعقدة حاليا بالجزائر في الفترة الممتدة ما بين 25 و31 يوليو الجاري العديد من الأحداث السينمائية الهامة، ففيها تم يوم الافتتاح تكريم اسم النجمة السينمائية الراحلة شادية (1931-2017) التي تعتبر إحدى أيقونات السينما العربية، وهي التي قدّمت إسهامات كبيرة في مجالي السينما والغناء في العالم العربي، كما تمّ تكريم المخرج الجزائري الراحل فاروق بلوفة (1947-2018)، علاوة على الممثل المصري محمد هنيدي والمخرج المصري خالد يوسف الذي عرض له المهرجان في سهرة الافتتاح فيلمه الجديد “كارما” بطولة عمرو سعد وغادة عبدالرازق وزينة ودلال عبدالعزيز وخالد الصاوي ومجدي كامل.

وحضر حفل الافتتاح من نجوم السينما العربية كل من الجزائري صالح أوقروت والجزائرية إيمان نويل والسورية كندة حنا والمصري طارق عبدالعزيز والمصرية عفاف شعيب.

وتشهد فعاليات الدورة الـ11 عرض 38 فيلما تتنافس على جائزة “الوهر الذهبي” (الأسد الذهبي) في المسابقات الرسمية الثلاث: الأفلام الروائية الطويلة، القصيرة والوثائقية.

وفي إطار مسابقة الفيلم الروائي الطويل، تشارك 10 أفلام منها فيلمان جزائريان هما “لم نكن أبطالا” لنصرالدين قنفي و”إلى آخر الزمان” لياسمين شويخ، و”كيليكس دوار البوم” لعزالعرب علوي من المغرب، و”رجل وثلاثة أيام” لجود سعيد من سوريا، و”فوتوكوبي” لثامر عشري من مصر، و”تونس بالليل” لإلياس بكار من تونس، و”عاشق عموري” لعامر سالمين من الإمارات، و”الرحلة” لمحمد الدراحي من العراق، و”نور” لخليل زعرور من لبنان و”واجب” لآن ماري جاسر من فلسطين، كما يتنافس 14 فيلما في مسابقة الفيلم الروائي القصير، والعدد نفسه في مسابقة الفيلم الوثائقي.

وتقام على التوازي مع المسابقات، عدد من ورشات السينما في مجالات عديدة، وهي: ورشة سيناريو الفيلم الروائي، وورشة صناعة الفيلم السينمائي القصير، وورشة إخراج وتصميم المؤثرات البصرية الخاصة في الفيلم السينمائي، وورشة احترافية كتابة سيناريو الفيلم السينمائي.

ويعقد المهرجان أيضا خمسة ملتقيات في السينما خلال أيامه السبعة، ينشطها مختصون جزائريون وعرب، هي: “التحسيس والتكوين في مهن السينما”، “دور الملكية الفكرية في حماية الحقوق السينمائية”، “النقد في الوطن العربي: الأهمية والاشتغال”، “الشريط والفيلم الوثائقي: آليات الإنتاج والتسويق” و”فرص العرض والمشاركة في مسابقات الأفلام القصيرة على الواب”.

"رجل وثلاثة أيام" فيلم يروي في جو من الواقعية السحرية تفاصيل دقيقة عن المعيش اليومي في أجزاء من سوريا
والواضح أن إدارة المهرجان قد حرصت على تولي رئاسة لجان التحكيم قامات فنية سينمائية سامقة، فآلت رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة إلى المخرج الجزائري مرزاق علواش، في حين تولى المخرج السينمائي والكاتب العراقي قاسم حول رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، أما رئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة فقد منحت للممثلة اللبنانية تقلا شمعون.

وعبر إنتاجات المؤسسة العامة للسينما السورية تحضر سوريا في المهرجان بثلاثة أفلام، اثنان منها ضمن المسابقة الرسمية، لينافس فيلم “طريق النحل” إخراج عبداللطيف عبدالحميد في مسابقة الفيلم الروائي الطويل، فيما ينافس فيلم “المخاض” إخراج السدير مسعود في مسابقة الفيلم الروائي القصير، كما يشارك فيلم “رجل وثلاثة أيام” إخراج جود سعيد الذي سيقدّم ضمن العروض المستضافة بالتوازي مع العروض الرسمية في أول عرض له بالجزائر.

وفيلم “رجل وثلاثة أيام” يروي رحلة رجل تواجهه ظروف صعبة واستثنائية، عندما يكلف بإيصال جثة شهيد توفي في الحرب إلى ذويه الذين يسكنون في محافظة بعيدة، ويعرض الفيلم العوالم الغريبة التي ترافق هذا الشخص وما يرافق رحلته من متاعب ومصاعب في سبيل إيصال هذا الجثمان إلى أهله.

والفيلم يروي من خلال هذه الحكاية وفي واقعة مستقاة من الأزمة التي تمر بها سوريا حاليا في جو من الواقعية السحرية تفاصيل دقيقة عن المعيش اليومي في أجزاء من سوريا، وشارك في تمثيل العمل محمد الأحمد وربا الحلبي ولما الحكيم وسارة الطويل وولاء عزام ومي خليل ومصطفى المصطفى وكرم الشعراني.

ويتحدث فيلم “طريق النحل” عن علاقة حب تنشأ بين فنان شهير وشابة، تتنازعهما صراعات وجدانية عنيفة بين الرغبة في السفر أو البقاء في الوطن، في ظل الظروف الطارئة التي تعيشها سوريا حاليا، ويشارك في الفيلم النجم اللبناني بيير داغر في أول تعامل فني سينمائي له في سوريا بعد سنوات من المشاركات المتعددة في الدراما التلفزيونية، ويشارك داغر بطولة الفيلم كل من: يامن الحجلي، جيانا عنيد، عبداللطيف عبدالحميد وغادة بشور، كما يحضر قاسم ملحو وأحمد إبراهيم أحمد وسلاف فواخرجي كضيوف شرف.

أما الفيلم القصير “المخاض” تأليف لوتس مسعود وإخراج السدير مسعود، وهو المشارك في مسابقة الفيلم الروائي القصير، فيحكي عن آمال وأحلام امرأة حامل والمخاوف التي تعترض حياتها وطفلها على السواء، بعد أن أصيبت بحالات من الهلع الشديد التي باتت نطالعها في شكل كوابيس ليلية نتيجة متابعتها لبعض من مشاهد الحرب الدائرة حاليا في سوريا.

وفي الفيلم عاد الفنان السوري الشهير غسان مسعود ليعمل في السينما السورية بعد طول غياب سنوات، وهو الذي تفرغ في العشرية الأخيرة للعمل في السينما العربية في مصر والعراق وفلسطين، علاوة على السينما العالمية في العديد من التجارب الكبرى، والتي كان أهمها فيلم “بوابة الجنة” للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، حيث أدى غسان فيه دور صلاح الدين الأيوبي.

يذكر أن المشاركة الأخيرة للسينما السورية قد أثمرت في الدورة الماضية فوز النجم أيمن زيدان بأفضل دور ذكوري، عن فيلم “الأب” للمخرج باسل الخطيب.

ومهرجان وهران للفيلم العربي، موعد سنوي تنظمه وزارة الثقافة الجزائرية، بالتنسيق مع محافظة وهران، وقد تأسس في سنة 2007، وهو مخصص للأفلام العربية.