الفن المسروق..

إسرائيل ..تستبيح الفنانين العرب في معرض بتل أبيب

جانب من المعرض "الفن المسروق"

هالة عبدالرحمن

افتتح معرض جديد بعنوان "الفن العربي المسروق" يعرض أعمال الفنانين العرب الذين رفضوا العرض في الأراضي المحتلة، يوم الخميس الماضي في معرض للفنون بتل أبيب، مما أثار انتقادات من قبل أولئك الذين يقولون إنه من غير الأخلاقي عرض أعمال دون موافقة الفنانين.

ويعرض المعرض الفني في جنوب تل أبيب، مركز 1:1 للفنون والسياسة، أربع قطع من فن الفيديو لأربعة فنانين عرب مختلفين لا يتعاونون مع إسرائيل لأسباب سياسية وأيديولوجية، ويتم تقديم الأعمال دون معرفة الفنانين أو موافقتهم ودون إسناد الفضل إلى الفنانين، ولا تظهر أسماءهم في الإعلان عن المعرض أو في مساحة المعرض نفسها، وفقًا لصحيفة "هآرتس" العبرية.


ويرى أمين المتحف عمر كريجر، أن هذا المعرض هو مشروع فني، وعلى الرغم من رفض المركز إعلان أسماء الفنانين المعروضة أعمالهم، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية عديدة عن أن أعمال الفنان المصري وائل شوقي والفنان اللبناني وليد رعد قد عُرضت دون موافقتهما.

وظهرت صور تشير إلى أن مقتطفات من سلسلة أفلام الدمى المتحركة "Cabaret Crusades" أو للفنان وائل شوقي معروضة في المركز، ويسعى شوقي فيه إلى إعادة تناول الحروب الصليبية من منظور مختلف.

وأثار المعرض جدلا كبيرا في عالم الفن، ودعت مجلة "توهو" للفن على الإنترنت إلى "عدم التعاون مع هذا الحدث الدنيء ومنظميه".

ويصف كريجر، أحد مؤسسي المركز، نفسَه باعتباره فناناً"وناشطاً سياسياً ضد الاحتلال"، ودعا كريغر في تصريحات لصحيفة "هآرتس"الإسرائيلية، إلى تغيير بيئة الخوف التي تمنع العرب من العرض في إسرائيل، واصفًا إياها بأنها "متعالية".

وقال كريغر: "كانت الفكرة أن نعرض أعمال فيديو رائعة لفنانين عرب على الجمهور الإسرائيلي، من المفترض أن تُظهِر لهم العربَ من منظور آخر مختلف عما يرونه في وسائل الإعلام ومن السياسيين اليمينيين في إسرائيل".

واتصلت الفنانة والممثلة الفلسطينية رائدة آدون ببعض الفنانين الذين تعتقد أن أعمالهم مشمولة في المعرض. أخبرها أحدهم أن "هذا العمل شرير للغاية. إنه أمر مضحك." وكتب آخر: "ما الهدف من السارق والافتخار به؟ هذا لن يغير شيئًا، كل هؤلاء الفنانين، بما فيهم أنا، يرفضون إظهار أعمالنا في إسرائيل، وقد عززوا فقط تفكيرنا".

ووفقا للفنانة لرائدة، فإن هذا فشل أخلاقي. "أنا أقول هذا كفنان، ليس فقط كامرأة عربية".


وقال وائل شوقي لبي بي سي: "مشكلتي شخصياً، مع كل السرقات الفنية، ليس مع حقيقة أن الفن المسروق يعرض في تل أبيب ولكن أن تكتشف أن عملك يُعرض من غير موافقتك".

وأضاف: "من أجل اقامة معرض فني حقيقي يجب أن يكون القائمون عليه قادرين على حماية الملكية الفكرية للأعمال المعروضة به ".

ويعتبر شوقي نفسه ضمن كثير من الفنانين العرب الذين يرفضون عرض أعمالهم في إسرائيل. فقد ذكر أنه لا يعرض أعماله في بلد "ظروفه السياسية غير مستقرة"، بما فيها بلده مصر.

يقول شوقي: "لا أشعر أن على الفن أن يُعرض في ظروف غير مستقرة سياسياً"، مضيفاً أنه رفض عروضاً كثيرة من متاحف إسرائيلية لشراء أعماله.

وقال إنه من "المستحيل" الحصول على أعماله بوسائل مشروعة حيث لا يوجد سوى سبع نسخ أصلية ذات جودة عالية من عمله "كباريه الحروب الصليبية" موزعة في أنحاء العالم، بما فيها متحف الفن الحديث في نيويورك، و متحف K20 في دوسلدورف بألمانيا.

في الوقت ذاته أكد كريغر أنه حصل على الأعمال المعروضة من مصادر مفتوحة، قائلاً: "لم تتم سرقتها من الأرشيف الخاص بأي جهة، هي أعمال متاحة"