الجماعات الإرهابية..

ماذا يفعل الإخوان المسلمين في كندا؟

محاولة هزيلة للتهدئة مع السعودية

عبدالله العلمي

الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية نتيجة لتدخل وزيرة الخارجية الكندية في الشؤون الداخلية السعودية، جاءت لطمة قوية في وجه الحكومة الكندية.

الغمز واللمز الكنديّان من منحنى “حقوق الإنسان” أو من مفترق “الحريات الدينية” صلافة وخروج عن التقاليد المتعارف عليها بين الدول.

تصريحات الحكومة الكندية مخالفة صريحة لكل الأعراف والقواعد والقانون الدولي والأنظمة الدبلوماسية. ولكن بما أن كندا بدأت بقذف التهم جزافا، لعلي أذكركم ببعض الأحداث المشبوهة على الأراضي الكندية.

من المتعارف عليه في معظم أنحاء العالم أن جماعة الإخوان المسلمين تُعتبر العرّاب الأيديولوجي للإرهاب. ومع ذلك لا يبدو أن الحكومة الكندية تبالي بدراسة توم كويجن، مؤسس شبكة خبراء الأمن القومي بكندا، بعنوان “جماعة الإخوان المسلمين في أميركا الشمالية”.

غاب عن الحكومة الكندية أن مُقَدِم الدراسة (منهم وفيهم)، ويشرح توغل المنظمات التي تُموِّل الجماعات الإرهابية في المجتمع الكندي، تحت ستار المؤسسات الخيرية.

قبل أن توجه كندا انتقادها الوقح للسعودية كما فعلت الأسبوع الماضي، عليها حلّ معضلة العنصرية ضد الملونين المتفشية في صميم العديد من المؤسسات الكندية.

يبدو أن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، تعتقد أن العالم لم يَطّلِع على تقرير الأمم المتحدة حول استعباد الأقليات في كندا. التقرير طالب الحكومة الكندية بتقديم اعتذارها عن التفرقة العنصرية، وتقديم تعويضات عن المظالم التي لحقت بالأقليات المتضررة في كندا.

مع تزايد الأدلة على أن حركة الإخوان تُحَرِك أذرعها الخبيثة حول العالم، لم تبال الحكومة الكندية بحشر الإخوان أفكارهم المنحرفة في عقول الأطفال في المساجد في مختلف أنحاء كندا.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا تغاضت الحكومة الكندية كلياً عن قيام تيارات إرهابية بنشر وتوزيع كتب حسن البنا في كندا؟ الدول والهيئات المسؤولة عن الأمن حول العالم وضعت جماعة الإخوان الإرهابية تحت الرقابة المشددة، إلا أن بعض المساجد والمدارس في كندا ما زالت تُرَوِج كتب الإخواني سيد قطب وغيره من زعماء الجماعة المنحرفة.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد أن تنظيم الإخوان المسلمين هو “حاضن لكل الإرهابيين في المنطقة”، وأن إيران والإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية يمثلون مثلث الشر.

إمعان الحكومة الكندية بالتدخل في الشأن الداخلي السعودي سابقة غير معهودة من دولة حليفة تشترك مع السعودية في مكافحة الإرهاب، وتحتضن ما يقارب 15000 طالب سعودي في الجامعات الكندية، ومعظمهم من الأطباء والأخصائيين.

تغريدة وزيرة الخارجية الكندية ليست فقط معادية للسعودية، ولكنها أيضاً انتهاك للبروتوكول والقواعد الدبلوماسية.

خروج رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن صمته في محاولة هزيلة للتهدئة مع السعودية قائلاً “لا نريد أن تكون لنا علاقات سيئة مع السعودية، وهي بلد لا تزال له أهمية في العالم” هو تعليق خجول تأخر كثيرا. السعودية لن تسمح لكندا أو غيرها بفرض إملاءات عليها أو التدخل في شؤونها الداخلية.

رئيس تحرير صحيفة “السياسة” الكويتية أحمد الجار الله شن هجوما عنيفا على الحكومة الكندية، بعد الأزمة الدبلوماسية مع السعودية.

هكذا يقف الكبار مع الكبار. قبل أن تلقي كندا المواعظ عن حقوق الإنسان، عليها أولا أن تمتنع عن احتضان الإرهابيين على أراضيها.