توصيات للحجاج المصابين بأمراض مزمنة..

تحضيرات صحيّة لموسم الحج

بيت الله الحرام

وكالات (لندن)
تعتبر المقدرة الصحية لمن أراد أداء فريضة الحج أحد أركان القدرة المعنية في تعريف الحج، فماذا نعني بهذه القدرة الصحية؟ وكيف يمكن للحاج أن يتأكد من قدرته الصحية على أداء هذه الفريضة الشاقة جسميا وذهنيا؟

تحضيرات ما قبل السفر
تحدث إلى «صحتك» من منطقة المشاعر المقدسة، الدكتور أحمد الخماش استشاري الأمراض الباطنية المدير الطبي ورئيس قسم الباطنة بمستشفى منى الوادي، موضحا أن التأكد من القدرة الصحية يتم بأمرين مهمين هما الكشف الطبي وأخذ التطعيمات، ثم بالتحضير والإعداد الجيد لمرضى الأمراض المزمنة.
* أهمية الكشف الطبي قبل السفر. إن من المفروض على كل حاج نوى أداء فريضة الحج أن يضع في الحسبان أهمية تمتعه بلياقة وصحة جيدة لأداء هذه الفريضة. وعليه فزيارة الطبيب قبل السفر للحج تعتبر من أهم الخطوات التي تعينه على أداء كافة المناسك والشعائر بسهولة.
إن اكتشاف أي مرض أو عرض مرضي مبكرا سوف يضع له الطبيب المعالج خطة صحية يتبعها الحاج أثناء أدائه للمناسك مما يساعد كثيرا في تجنب الوقوع في أخطاء سلوكية قد تعرضه للإصابة بمضاعفات صحية غير متوقعة أو أن يكون عرضة للإصابة بالأمراض المعدية أو حتى الإصابات الأخرى البسيطة كالرضوض. كما سيتعرف على ما استجد في الإجراءات الوقائية التي تصدرها وزارة الصحة السعودية سنويا وتطالب الحجاج بالالتزام بها.
ومن جانب آخر فقد تكون نصيحة الطبيب لهذا الشخص أن يتم تأجيل الحج لعام قادم حفاظا على حياته لأنه لا يتحمل مشاق ومتاعب الحج.
* أهمية أخذ اللقاحات الخاصة بالحج. يعدُّ أخذُ التطعيمات الضرورية قبل السفر أحد الشروط الأساسية لأداء الحج، حيث قرَّرت الحكومة السعودية عدم السماح لأي حاج بالدخول إلى المملكة ما لم يكن قد أخذ التطعيمات الحديثة اللازمة تماشيا مع توصيات منظمة الصحة العالمية، فلكل قطر أو بلد أو قارة تطعيمات خاصة بها ويتم تحديدها بناء على الأمراض المعدية المتفشية في تلك الأماكن. وأخذ هذه التطعيمات يحمي الحاج نفسه كما يحمي بقية الحجَّاج من أمراض معدية خطيرة قد تؤثر على سلامة الحج والحجيج. ولذلك، لا ينبغي التساهل في أخذ التطعيمات والحصول على شهادات معتمدة تثبت تناولها تجنبا لأي عدوى لا قدر الله.

تطعيمات أساسية
وتنصح التوصياتُ العلمية الحديثة الحجَّاجَ بأخذ عدد من التطعيمات الأساسية وذلك على النحو التالي:
* التطعيم ضد الحمى الشوكية (التهاب السحايا). ‎وهو تطعيم ضدَّ جرثومة المكوَّرة السحائيَّة meningococcus، ويجب أن يتم التطعيم به قبل 10 أيام من بدء الحج، ويمكن إعطاؤه للأطفال فوق سن 6 سنوات، وتُنصح بأخذه النساء الحوامل الحاجات، وعلى الحاج أن يتأكَّدَ من أنَّ تطعيم الحمَّى الشوكية من النوع الرباعي (ACYW)، كما يمكن استخدام جرعة أو جرعتين من المضادات الحيويةciprofloxacin أو Refampicin لمن لم يستطع الحصول على لقاح تطعيم الحمى الشوكية في الوقت المحدد له.
* التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية. وهو تطعيم موسمي يتجدد سنويا، وينبغي أخذه من كل الحجاج قبل قدومهم للحج ومن مقدمي الخدمات لهم.
* التطعيم ضد البكتيريا الرئوية. وهو تطعيم ضد الجرثومة المكوّرة الرئوية pneumococcus، ويعطى للمرضى فوق سن 65 سنة وأيضا لبعض المرضى الذين لديهم مشاكل صحية مزمنة مثل المرضى المصابين بالأنيميا المنجلية والفشل الكلوي ونقص المناعة وأمراض الكبد والقلب والرئة المزمنة، والمرضى الذين تم استئصالُ الطحال من أجسامهم.
* التطعيم ضد فيروسات الكبد الوبائية. فيروس الكبد (إيه) و(بي).
* أخذ جرعات تنشيطية للتطعيمات الأساسية قبل السفر وأهمها: شلل الأطفال (Polio)، الثلاثي الفيروسي(MMR)، الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس (DPT) إضافة إلى الجديري المائي (chickenpox).
* استكمال التطعيمات الأساسية للأطفال. وبالنسبة للأطفال القادمين مع ذويهم للحج، فيجب التأكد من استكمالهم للتطعيمات الأساسية حسب سنِّهم بالإضافة إلى التطعيمات الخاصة بالحج، وإذا كانت التطعيماتُ الأساسية للطفل لا تشمل في بلده تطعيمَ جرثومة المستدمية النَّزليَّة Hemophilus Influenza فإنَّنا نقترح أن يأخذَها الطفل قبل الحج بوقت كاف.
والنسبة للنساء الحوامل ومرضى نقص المناعة والمرضى بعد زراعة الأعضاء أو من يستخدمون أدوية تثبيط المناعة، فيجب عليهم استشارة الطبيب قبل أخذ أي تطعيم نظرا لوجود بعض الموانع لبعض اللقاحات في هذه الحالات.

الحجاج والأمراض المزمنة
يؤكد الدكتور أحمد الخماش على أن يسبق حضور الحجاج المصابين بأحد الأمراض المزمنة إلى الأراضي المقدسة مراجعتهم لأطبائهم المعالجين لهم في بلدانهم لإجراء الفحوصات التأكيدية اللازمة وإعطائهم التوصيات الطبية بما هو مسموح أو ممنوع تناوله أو ممارسته أثناء الحج. كما ويؤكد على ضرورة لبس أسورة المعصم التي تحتوي على المعلومات الأساسية للحاج كالاسم والعمر وتشخيص المرض والأدوية المستخدمة وأي توجيهات أو تحذيرات. وأن يحرص كل حاج مريض على إحضار تقرير طبي معه ليسهل عمل المسعفين والعاملين في المجال الصحي في حال حدوث طارئ صحي له لا سمح الله. كما ويفضل أن يكون لدى الحاج كميات كافية من الأدوية التي لا غنى له عنها تكون كافية حتى عودته لبلده.
* مرضى داء السكري. يجب على الحاج المصاب الاهتمام بالأمور التالية:
- التحضير والاستعداد مبكرا قبل السفر إلى مكة المكرمة بفترة كافية، حيث يحرص المريض من خلال المتابعة مع طبيبه المعالج على تنظيم مستويات السكر.
- التأكد من أخذ كمية كافية من العلاج، وخصوصاً الإنسولين، مع الحرص على حفظه في مكان بارد وبعيدا عن التعرض المباشر لأشعة الشمس والحرارة، كما ينصح أيضاً بأخذ جهاز قياس السكر والأشرطة اللازمة.
- اتباع الحمية الغذائية لمريض السكري في الحج نظام ضروري لا يغني عنه الدواء، خاصة أن أداء مناسك الحج تشتمل على مجهود ذهني وعضلي كبيرين. وعليه أن يخفض من تناول المواد السكرية والنشوية ويفضل أن يكون الغذاء غنياً بالبروتينيات والفيتامينات والألياف وأن يكثر من تناول السوائل لمقاومة الجفاف.
- بعض المرضى ممن يعانون عدم الانتظام في مستويات السكر كحدوث ارتفاعات أو انخفاضات شديدة ومفاجئة، وهو ما يسمى بالسكر الهش، فهؤلاء يفضل لهم الأخذ بالرخصة، حتى لا يعرضوا أنفسهم لمتاعب صحية خطرة.
- من المهم أن يحمل المريض معه أينما ذهب ما يفيد بأنه مصاب بالسكري كبطاقة التعريف بالمرض. وقد يكون من المفيد، التواصل مع أحد المراكز العلاجية بالأراضي المقدسة ومراجعة مرشد- مرشدة السكري لأخذ الرأي والمشورة.
* مرضى ارتفاع ضغط الدم. هناك قواعد عامة يجب الاهتمام بها من قبل الحاج المصاب بارتفاع ضغط الدم، ومنها: التقليل من ملح الطعام في جميع المأكولات، وكذلك المأكولات الدهنية، والامتناع عن التدخين حيث إن النيكوتين يساعد على ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين وهو ما يزيد من ارتفاع ضغط الدم. ويجب على المريض أن يحضر معه كمية من أدوية الضغط الموصوفة له تكفي فترة الحج.
* مرضى القلب والشرايين. على مريض القلب مراعاة الأمور التالية:
- أن يصطحب معه تقريرا طبيا مفصلا عن وضعه الصحي وأنواع وكمية الأدوية التي يتعاطاها.
- على الحاج المصاب بتصلب الشرايين أن يهتم بتقليل مجهوده البدني وبنظامه الغذائي حتى لا يدخل في مشكلة الإصابة بالذبحة الصدرية القلبية.
- على مريض القلب أن يكون متنبها دائما وحذرا من أعراض الذبحة القلبية، وأهمها الشعور بألم حاد في الجهة اليسرى من الصدر وبأعلى الكتف الأيسر وأعلى الظهر حيث يمتد هذا الألم عادة إلى الظهر ويمتد إلى اليد اليسرى وأطراف الأصابع اليسرى ويصاحب ذلك هبوط ضغط الدم وربما غيبوبة.
- الاهتمام بالنظام الغذائي المقرر له مسبقا بحيث يبتعد عن الأكلات الدسمة وذات الدهون العالية.