الإصلاح يقف في صف بن دغر ضد الميسري..

اليمن: خلافة "الزوكا" تشعل خلافاً في معسكر الشرعية

أحمد الميسري وأحمد بن دغر

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

كشفت مصادر قريبة من حكومة الشرعية المعترف بها دوليا عن وجود خلافات عاصفة، جراء صراع بين معسكريين الأول يقوده رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر والأخر يقوده نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية أحمد الميسري، حيث يسعى كل منهما للمنصب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يعتزم اعادة تنشيطه في اليمن بدعم دولي وإقليمي.

وقالت المصادر لـ(اليوم الثامن) "إن أحمد الميسري الذي دخل في خلافات مع رئيس الحكومة الأوفر حظا لتولي منصب الأمين العام للحزب الأكثر شعبية على مستوى اليمن، في حين ان حظوظ بن دغر الأقل في اعقاب الدعم الذي ابداه الإخوان لرئيس الحكومة الشرعية".

وفسرت المصادر تلك الاسباب التي دفعت بن دغر إلى توجيه اتهامات للجنوبيين بالعمالة لإيران.. مؤكدة انها مجرد تصريحات حاول بن دغر كسب ود حزب الإصلاح الإخواني في الوقوف إلى جانبه. وبدأت وسائل إعلام إخوانية خلال الشهرين الماضيين بهجوم إعلامي متواصل على وزير الداخلية، فيما تقول مصادر أمنية في عدن إن وزير الشباب والرياضة نائف البكري، مول تظاهرات مناوئة للميسري وذلك عقب زيارته للإمارات.

وقالت مصدر يمني مقيم في القاهرة لـ(اليوم الثامن) "إن رئيس الحكومة الشرعية أحمد بن دغر، وعد قيادات إخوانية بإبرام صفقة مصالحة مع الإخوان الذين حاولوا في العام 2011م باغتيال زعيم الحزب السابق علي عبدالله صالح، الذي قتله الحوثيون لاحقا". وأكد المصدر ان هناك توجه دولي لدعم حزب المؤتمر، أكبر الاحزاب اليمنية شعبية، وهو ما يعني انه قد يتصدر المشهد مستقبلاً، حيث ان الدعم لهذا الحزب، جاء في اعقاب ما تقول المصادر انه تورط الحزب الإخواني في دعم التنظيمات الإرهابية.

ويحاول الحوثيون والإخوان استنساخ حزب مؤتمر شعبي موال لهم، ومناهض لما تسميه تلك القوى بعائلة الرئيس صالح.

وزار هادي مصر والتقى بقيادات مؤتمرية بارزة، في حين أكد مصدر خاص ان وزير الداخلية احمد الميسري سبق له والتقى القيادي المؤتمر البارز سلطان البركاني وبحث معه ألية تنشيط حزب المؤتمر في الشمال والجنوب. ويعتمد بن دغر على دعم إعلامي وسياسي من الإخوان للفوز بمنصب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، خلفا لعارف الزوكا، والرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي رئيسا للحزب خلفا للرئيس صالح.

وعقد هادي لقاء في العاصمة المصرية القاهرة بقيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام، وذلك في محاولة لكسب ود هذه القيادات لترأس الحزب الأكثر شعبية. ويعتقد الإخوان ان اعادة تفعيل نشاط حزب المؤتمر الشعبي العام، يعني النهاية الحتمية للحزب، وهو ما قد يخسر أي مستقبل سياسي للحكم، خاصة في ظل التحالف العلني مع الحوثيين، ورفض التنظيم خوض أي معارك حقيقية ضد الحوثيين الموالين لإيران.

وتقول تقارير يمنية ان إخوان اليمن وبناء على رغبة قطرية، خلقوا نوع من التحالف مع الحوثيين، حيث اصبحت مليشيات إخوانية في تعز تقاتل السلفيين الذين يتصدون للحوثيين من السيطرة على مدينة تعز العاصمة لكبرى المحافظات اليمنية سكاناً.

ويقول يمنيون إن الواقع الذي افرز عقب استلام الإخوان حكم اليمن، جراء ركوب موجة انتفاضة العام 2011م، قد كان مريرا، ويرفضون ان يعود الإخوان لحكم اليمن او أي قوى سياسية أخرى, وهو ما يدفع المؤتمر لأن يكون حزب الواجهة شمالا وربما جنوبا، خاصة في ظل الحديث عن تفاهمات بين الحزب والقوى الجنوبية التي تطالب بالاستقلال وهو ما يعني ان الحزب قد يخلق تحالفات محلية تعزز من وجوده كحزب قوي مناهض للقوى المتحالف مع إيران وقطر وتركيا. وقالت صحيفة العرب الدولية إن حزب المؤتمر الشعبي العام يرفض ان يتولى عبدربه منصور هادي رئاسة الحزب خلفا لصالح، وهو ما يعني ان المؤتمر قد يعود بنشاطه بعيدا عن هادي المتحالف مع الإخوان.

ويقول مؤتمريون ان على هادي أولا التخلص من الهيمنة الإخوانية في الرئاسة، حتي يتيح له المشاركة في أي تفاهمات حزبية قد تدفع لرئاسة الحزب او وضعه في أي من هرم القيادة.