عرض الصحف العربية..

حرب ترامب الاقتصادية لا تقل خطورة عن الانقلاب على أردوغان

الليرة التركية تعرضت لانخفاض كبير في قيمتها

BBC العربية

أولت صحف عربية اهتماماً بالأزمة الاقتصادية التركية بعد أن تراجعت قيمة الليرة التركية بأكثر من 20 في المئة مع تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن.

وكانت واشنطن قد أعلنت مضاعفة الرسوم الجمركية على أنقرة، بعدما رفضت تركيا تسليم القس الأمريكي أندرو برانسون المحتجز لديها منذ عامين. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده سوف تقاطع المنتجات الإلكترونية الأمريكية.

العقوبات الاقتصادية

وتقول موناليزا فريحة في النهار اللبنانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم العقوبات الاقتصادية "أداة مدمرة في مواجهة خصومه، لا مجرد وسيلة ضغط لإجبارهم على تقديم تنازلات أو الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

ويقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، إن "الحرب الاقتصادية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تركيا هذه الأيام، وأدت إلى 'انهيار جزئي' لقيمة الليرة التركية، ربما لا تقل خطورة عن الانقلاب العسكري الذي أراد الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته المنتخبة قبل عامين، إن لم يكن أخطر".

ويرى أن السلوك الأمريكي تجاه تركيا "طعنة ... يجب أن تكون درساً لكل الذين يراهنون عليها كصديق وحليف، فلم يقدم أحد لأمريكا أكثر مما قدمته تركيا على مدى نصف قرن من الخدمات، فجرى مكافأتها بهذه الطعنة المسمومة".

أما صالح عوض في الشروق الجزائرية، فيرى أن ما يحدث لتركيا هو امتداد للصراع مع الاستعمار الغربي.

ويقول "الأمريكان ليسوا مسكونين بصداقات دائمة أو علاقات حميمية أو صلات ثقافية، كل ذلك من شأن الاستعمار القديم الذي ولت عهوده بثقافتها الخاصة، ليجيء شكل جديد من الاستعمار لا يؤمن إلا بتكسير الدول وإشاعة الفوضى ونهب ثروات الشعوب وتعزيز تسيّد أمريكا على العالم".

"المواجهة" مع أمريكا

وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يتساءل عبد الرحمن الراشد "هل تجرؤ الحكومة التركية على المواجهة مع الولايات المتحدة؟". ويجيب بأنه "أمر مستبعد".

ويضيف بأن موضوعاً "هامشيا" مثل اعتقال القس "لا يستحق ... أن يكون سبباً في تخريب الاقتصاد التركي".

ويرى الراشد أن ترامب "يستخدم القس ورقة في لعبة الضغط، لأنه يعلم إن أطلقت تركيا سراحه فسيكون له الفضل وإن لم تطلق سراحه فسيستخدمه ورقة انتخابية لصالحه بأنه وقف إلى جانبه، ويعاقب تركيا على اعتقالها له. أما تركيا فإنها الخاسر على الجانبين، إذا تركت المشكلة مفتوحة".

وفي جريدة عكاظ السعودية، يرى رامي الخليفة العلي، أن الأزمة الاقتصادية في تركيا "مُركّبة" نتيجة تراكمات السنوات الماضية، محذراً أنه "طالما لم تتم معالجة أسبابها العميقة فإن ذلك يعني استمرارها".

ويرى أن تركيا تغيّرت في السنوات الأخيرة وأن "مما تغير أيضاً تحول حزب العدالة والتنمية من حزب محافظ ومؤسسة سياسية، إلى حزب الرجل الواحد".

ويضيف أن المحاولة الانقلابية الفاشلة كانت "لحظة فاصلة في تاريخ تركيا المعاصر، لأنها نقلت تركيا من نموذج كان واعداً ... إلى حكم ينقلب على كل ما تم تأسيسه في المرحلة الأولى من حكم العدالة والتنمية".

ويتابع أن "انتخاب السيد أردوغان مثّل ذروة هذا الانقلاب، ففقد البنك المركزي استقلاليته بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، والمؤسسة القضائية أصبحت بيد السيد أردوغان، فكانت قضية القس الأمريكي هي المثال الذي سيبقى عالقا بالذهن لفترة طويلة".

وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يرى مشاري الذايدي أن الخلاف بين أردوغان وترامب "ليس محصوراً بقصة القس الأميركي المسجون بتركيا. هذا عنوان الأزمة؛ لكن مضمونها هو انزياح أردوغان بدولة تركيا نحو المعسكر المعادي لواشنطن".

ويقول "كانت تحديات أردوغان ورجاله للعقوبات على إيران شكلاً صارخاً من أشكال التحدي الأجوف".

ويرى الكاتب أن العقوبات الأمريكية هي "رسالة ترامب للحلفاء الرماديين".

ويقول "على كل حال، الاختيارات صارت واضحة في عهد الرئيس الأمريكي الصلب دونالد ترامب. لن تدعي بعد اليوم الحلف مع أمريكا وأنت في المعسكر المعادي. ربما كان هذا 'اللعب' ينفع في وقت الرئيس 'المرن' باراك أوباما".

وفي الشرق القطرية، يقول عبد العزيز أل إسحاق، إن وقوف قطر مع تركيا شعباً وحكومة في ما تتعرض له من ضغط اقتصادي "بات واجباً، ليس فقط من أجل تركيا كدولة، ولكن من أجلنا أيضا، فقد أصبحت مصالحنا مشتركة ومصيرنا مشتركا ومستقبلنا مشتركا".