"تفخيخ الأرض"..

أكثر من مليون لغم حوثي يهدد حياة اليمنيين

صورة للألغام التي زرعتها المليشيا باليمن

تشهد الأراضي اليمنية أكبر عملية زرع ألغام في العالم على أيدي مليشيا الحوثي الانقلابية، وفيما تمكنت فرق الجيش اليمني وبإسناد التحالف العربي من انتزاع أكثر من 300 ألف لغم، لا يزال أكثر من مليون لغم حوثي تحت الأرض يهدد حياة اليمنيين.وتشير تقارير رسمية يمنية صدرت، اليوم الأربعاء، إلى أن المليشيا المدعومة من إيران، قامت بزراعة ما يفوق 1.5 مليون لغم فردي ومضاد للدروع في مختلف مناطق اليمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو أمر وصفه مراقبون بـ"أكبر عملية تفخيخ للأرض منذ الحرب العالمية الثانية".

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن المدير التنفيذي لبرنامج نزع الألغام في اليمن العميد، أمين العقيلي، قوله، إن عدد الألغام التي تم نزعها في المحافظات المحررة حتى الآن تزيد عن 310 ألف لغم، فيما تقدر كميات الألغام التي لا تزال تحت الأرض بأكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة، وتشكل خطراً كبيراً على المدنيين.

وخلال عام 2017 فقط سجل المركز الوطني لنزع الألغام نحو 750 قتيلا بسبب الألغام، جميعهم من المدنيين بما فيهم أطفال ونساء وكبار سن، إضافة إلى إصابة أكثر من 1700 شخص أغلبهم بـ" إعاقة دائمة ".

وأكدت تقارير منظمات الرصد وحقوق الإنسان في اليمن أن هناك مئات الآلاف من النازحين الذين يريدون العودة إلى منازلهم ولكنهم لا يستطيعون بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة وبصورة عشوائية دون خرائط واضحة.

ولم تكتف مليشيات الحوثي الانقلابية بزراعة الألغام في المدن والمناطق بل قامت أيضا بتفخيخ الجزر اليمنية غير المأهولة بالسكان منها 16 ألف لغم بجزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب، بحسب مسؤولين في الجيش اليمني .

وظهرت مؤخرا أنواع مختلفة من الألغام بنوعيها المضاد للدروع والأفراد مجهولة الصنع، في الوقت الذي تلجأ المليشيات غالباً إلى طمس معالم الألغام وأماكن صناعتها، قبل زراعتها وتمويهها بأشكال مغرية وغير لافتة ليكون ضحاياها من الأطفال وكبار السن الذين لم يستوعبوا ماهيتها بعد، في حين تواصل الفرق الهندسية التابعة للجيش اليمني، وبمساعدة خبراء من التحالف العربي، حملة واسعة لإزالة هذا الخطر المحدق الذي يهدد أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين .

ووفقاً لتأكيدات العميد العقيلي، "فهناك 32 فريقا هندسيا يعمل ميدانياً لنزع تلك الألغام، منها 16 فريقا في محافظات مأرب والجوف وصنعاء والبيضاء وشبوة، إضافة إلى 16 فريقا يعملون في عدن ولحج وتعز وفي الساحل الغربي ابتداءً من باب المندب وانتهاءً بأقرب نقطة للحديدة".

وتتصدر محافطتي مأرب والجوف قائمة المدن الأكثر زراعة بالألغام، بسبب مساحاتها الشاسعة، بينما تؤكد تقارير موثقة أن الفرق الهندسية المتخصصة نجحت في نزع نحو 50 ألف لغم ومقذوف لم ينفجر في العاصمة المؤقتة عدن فقط منذ تحريرها في يوليو/تموز 2015 من قبضة المليشيات.

ويعد اليمن واحدا من الدول الموقعة على اتفاقية " أوتاوا " التي تحرم زراعة واستيراد وصنع الألغام، وتم بناء على ذلك تدمير مخزون اليمن من الألغام بشكل كامل عام 2007، قبل أن تقوم المليشيات بإعادة إحيائها عبر استيرادها وبالأخص من إيران، عقب انقلابها على السلطة في سبتمبر/أيلول 2014.