ابعاد تهجير السلفيين..

هل تشكل سيطرة الإخوان على تعز تهديدا على الجنوب؟

تهجير السلفيين من تعز خدمة إخوانية قطرية للحوثيين الموالين لإيران

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

حصلت صحيفة (اليوم الثامن) على نسخة من رسالة وجهها سلفيو تعز إلى الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، ومحافظ المدينة والصليب الأحمر، طالبوا فيها بتأمين خروجهم من مدينة تعز، عقب معارك شنتها ضدهم مليشيات محسوبة على تنظيم الإخوان الممول قطرياً.

وجاء في الرسالة " الاخ رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، الاخ محافظ تعز امين محمود،

انا ما تم من تسليم المؤسسات هو تسليم صوري لا غير  تم تغيير الزي العسكري والافراد هم نفس افراد المقر والان يتم مضايقتنا ومنعنا التحرك في الشوارع ومطاردتنا والقبض والقتل تحت مسميات كاذبة و الغرض ترحلينا من داخل تعز و نحن مستعدون لرحيل ومنتظرين منكم توفير الباصات لنقل كل افرادنا وعوائلنا وعتادنا الى خارج تعز  وعدم التعرض لنا ونطالب  منظمة الصليب الأحمر  تأمين خروجنا وعمل خيام لنا في أي منطقة خارج تعز".

وقالت مصادر يمنية في تعز إ تسليم المدينة التي يتحل الحوثيون اجزاء واسعة منها يعد خطاء استراتيجيا، ويشكل ذلك تهديدا خطيرا على الجنوب، وسط تزايد الحرب الإعلامية والسياسية التي تشن على عدن في محاولة للسيطرة عليها عسكرياً.

وتعد تعز المحاذية جغرافيا الى الجنوب، من أكبر المحافظات اليمنية سكانا، وقد استغلها الحوثيون في حربهم على الجنوب في امداد ميليشياتهم خلال اجتياح عدن، حيث تصفها مصادر يمنية  بأنها بؤرة صراع، ونقطة انطلاق للمليشيات الارهابية نحو عدن، حيث توجد بها أكبر معسكرات للتنظيمات الإرهابية ومنها ينطلق الارهابيون لتنفيذ عمليات ارهابية في عدن كما حدث خلال الاشهر الماضية.

وقالت تقارير اخبارية يمنية ان " مليشيات حزب الإصلاح الذراع السياسية لإخوان اليمن تواصل عمليات تطهير على أساس طائفي ضد الحركة السلفية المقاومة لمليشيا الحوثي الانقلابية بمدينة تعز، وذلك من أجل فرض سيطرة الإصلاح على المدينة التي لم تحرر من الحوثيين بشكل كامل، الأمر الذي يشير إلى العلاقة الآثمة بين الإصلاح والحوثي.

وبحسب موقع المشهد العربي فقد "قُتل خلال أسبوع من بداية حرب الإخوان العرقية ضد السلفيين أكثر من 50 قتيل و88 جريح، حيث استخدم الإخوان المدفعية والدبابات لقصف مواقع السلفيين ولم يوجهوا قذائفهم ضد مليشيات الحوثي.

واتهمت مصادر أمنية بتعز الإخوان المسلمين بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 36 مقاوما سلفيا خلال استهداف أطقم تابعة للسلفيين بصواريخ حرارية قُدمت للإخوان لغرض إطلاقها على الحوثيين فأطلقوها على المقاومة السلفية.

وأضاف الموقع "أن ما يجري بتعز هو جريمة تطهير عرقي ضد السلفيين لم تشهدها اليمن من قبل الا مرة واحدة في منطقة دماج بصعدة عندما شنت مليشيات الحوثيين عملية تطهير وتهجير طائفي ضد السنة السلفيين.

وتعرض خلال الثلاث السنوات الماضية ما يزيد عن 60 قياديا ومقاوما سلفيا للتصفية والاغتيال على أيدي مسلحين ينتمون لحزب الإصلاح، وذلك في إطار تمهيد الإصلاح لشن حربه التي تجري حاليا ضد السلفيين.

 وقتل وأصيب خلال المعارك الدائرة منذ أيام بهجمات شنتها مليشيات الإصلاح على مواقع السلفيين الذين اضطروا للدفاع عن أنفسهم من اعتداءات حزب الإصلاح. وبدأ استهداف السلفيين سنة 2013، عندما حاصرت مليشيا الحوثي مدينة دماج في محافظة صعدة (شمال غرب)، وشنت حرباً على سكانها المسالمين (نحو 10 الآف نسمة) لكونهم يختلفون معهم في الفكر والعقيدة، وسط موقف متخاذل من السلطات الرسمية وقتذاك، التي اكتفت بتسهيل خروج السلفيين في عملية تهجير قسري هي الأولى في تاريخ اليمن الحديث.

 وشارك السلفيون بقوة ضمن المقاومة، وكانوا جزءاً مهماً من التلاحم الشعبي ضد الانقلابيين المدعومين من إيران؛ حيث كان لهم دور في تحرير عديد المناطق خصوصاً في عدن وتعز والبيضاء وصعدة.

 ومنذ مطلع أغسطس 2016 وحتى عام 2018، اغتيل نحو 17 قيادياً سلفياً بارزاً في عدن ولحج القريبة منها، فضلا عن مقتل العشرات من عناصر المقاومة السلفية علي يد مسلحين من حزب الإصلاح في الموجهات الأخيرة التي تنوعت بين إطلاق الرصاص، والعبوات الناسفة، والاختطاف والتعذيب حتى الموت.

 وجاءت الاشتباكات الحالية على خلفية قيام عناصر حزب الإصلاح المدعومة من ألوية الجيش بنصب كمين لقيادي سلفي أدى إلى إصابته ومقتل 2 من مرافقيه بجروح.

واستطاع حزب الإصلاح بتحويل دفة القتال ما بين المقاومة السلفية والحوثيين إلى قتال بين المقاومة ومسلحي حزب الإصلاح وهذا يؤكد حديث الكثير من أبناء تعز أن حزب الإصلاح بالمحافظة يساعد مليشيات الحوثيين على السيطرة على المحافظة. وكشفت وقائع تعز أن التصعيد الجاري بالمدينة يأتي لغرض ابتزاز التحالف العربي وخلط الأوراق بالتزامن مع اقتراب الأمم المتحدة من تحقيق سلام شامل في اليمن سيكون حزب الإصلاح خارج إطار العملية السياسية القادمة في اليمن.

  ويعتقد خبراء يمنيون وجنوبيون أن عمليات الإخوان ضد السلفيين وتهجيرهم من تعز ما كان لها ان تتم لولا الدعم القطري للإسلام السياسي، غير ان أخرين اتهمهم السعودية بدعم الإخوان لتهجير السلفيين من تعز.

والسعودية هي قائدة التحالف في اليمن، لكنها تقدم جزء من الدعم اللوجستي للإخوان الذين يقولون انهم يحاربون في صف الشرعية.

وقال المحلل السياسي الجنوبي علي الزامكي في تصريح لـ(اليوم الثامن) "إن السعودية هي من تمول الحرب الإخوانية ضد السلفيين في تعز"..

من جهته، قال الكاتب الصحافي عبدالله جاحب ان إن سيطرة الإخوان على تعز، تعني اقترابهم من السيطرة على الجنوب وتهديده".

وأوضح جاحب في تصريح خاص لـ(اليوم الثامن) "إنه من الأخطاء التي قد تدفع ثمنها الشرعية والتحالف العربي في قادم الأيام هي الانصياع لمطالب الاخوان المسلمين في تعز من خلال تهجير السلفيين".

وأضاف "يمكن للمراقب للأوضاع الأخيرة التي دارت رحالها في محافظة تعز سيجد ان هناك مخطط مدروس ومحكم ارادت قوي الإخوان المسلمين والحوثيين تنفيذ واول بوادر ذلك المخطط لتلك المنظومة الإخوانية هو إزاحة السلفيين من طريقهم حيث يشكلون حجر عثره في تقدم تلك القوي الحوثيين وتوسع انتشارها والاستحواذ على " تعز " نتيجة لا أسباب وأهداف كثيرة من أهمها قتال العقيدة الذي يعتمد عليه السلفيين ك سلاح فاعل في قتالهم لتلك المليشيات وجلب واندفاع المقتاليين السلفيين صوب الجبهات".

وقال "كان لابد من عقد اتفاقيات وصفقات حوثية إخوانية وضرب السلفيين من الداخل عن طريق الشريك لهم الإخوان والانقلاب عليهم وتهجيرهم من تعز كونهم القوة الأشد ضروه وصلبه في وجه المليشيات الحوثية فكانت الصفعة عن طريق الإخوان وفتح طريق إلى الجنوب أولا من خلال إزاحة السلفيين , واطاله امد الحرب واستنزاف التحالف عن طريق الإخوان في أكبر تواجد لهم سكانيا واعلى حاضنة إخوانية وهي تعز ".

وأكد الكاتب جاحب أن "تهجير السلفيين ينذر بملامح ومعالم خطر قادم على الجنوب والتحالف العربي على حد سوى، فتهجير السلفيين له أبعاد ومخاطر وهو سيناريو مزدوج الاعداد والإخراج بين الإخوان والحوثيين يهدف إلى إزاحة أقوي خصم في الماضي للإخوان والحاضر الحوثيين يهدف الى ضرب العمق الجنوبي التحالفي في قادم الايام".