الاحتلال اليمني..

بحث: الجنوب بين احتلالين التعمير والتدمير

نازحون جنوبيون شردتهم حروب اليمن الشمالي من عدن

محمد بن عليو

 الاحتلال الأول : البناء والتعمير

    احتلت بريطانيا عدن في التاسع عشر من يناير لعام 1839م بالطريقة المعروفة للاحتلال بعد استخدام حادثة السفينة روز باروكت ذريعة لتحقيق مساعيها لاحتلال عدن ، وما أن بسطت سيطرتها على أرض الجنوب وخاصة حواضرها حتى شرعت بعقد معاهدات مع سلاطين وأمراء ومشايخ المناطق الجنوبية الغربية ، فبعد مرور عام تم استدعاء القنصل البريطاني في نيودلهي الهندية الذي قام بعقد المعاهدات مع السلاطين والأمراء والمشايخ في المناطق الجنوبية الغربية وهي (عدن – لحج – أبين – شبوة) حيث نصت الاتفاقيات على الصداقة والسلام بين بريطانيا من جهة وسلاطين وأمراء ومشايخ المناطق المذكورة من جهة أخرى ، ثم سعت وبنفس الطريقة لعقد اتفاقيات مع سلاطين وأمراء ومشايخ حضرموت والمهرة أي المناطق الشرقية للجنوب وتم الاتفاق على أن يكون هناك مندوب سامي لبريطانيا في المناطق الغربية ((عدن – لحج – أبين – شبوة)) ومندوب سامي آخر للمناطق الشرقية ((حضرموت – المهرة)) .

     سلمت بريطانيا نسختين من الاتفاقيات المبرمة مع سلاطين وأمراء ومشايخ المناطق الجنوبية إلى كلاً من الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمم المتحدة والجامعة العربية .

     بعد قيامها استمرت هذه الاتفاقيات سارية المفعول حتى العام 1967م عندما غادرت القوات البريطانية البلاد وأصبح الجنوب العربي مستقلاً وموحداً .

     شرعت بريطانيا بإقامة مشروع ميناء عدن الدولي بالحفر والتوسيع لتحقيق حلمها بأن يكون لها ميناء دولي في عدن ليكون المنطقة الحرة الثالثة في العالم بعد أمريكا وماليزيا . بعد توسيع وحفر قناة السويس المصرية قامت بتوسيع باب المندب ليسهل الحركة الملاحية الدولية في البحار وتطوير التجارة الدولية للعالم ، فكانت تبذل جهود جبارة من أجل الوصول إلى غايتها المنشودة وهو تحقيق ذلك الحلم الكبير لبريطانيا العظمى ، وأرست وأسست الميناء الدولي بالفعل والعمل من خلال احضار ثلاث أحواض للسفن وأحضرت صهاريج زيت السفن وصيانتها ، وهذه الخدمات لم تكن موجودة من قبل في منطقة الشرق الأوسط بالكامل ، وفعلاً تحقق لها الحلم بعد أن مكنت الميناء بالخدمات وأصبح ميناء عدن من أفضل الموانئ العالمية ومنطقة حرة للتجارة والسياحة ، وأصبحت الحركة في الميناء نشطة والخدمات كانت جذابة لسفن العالم التجارية والعسكرية ، وأصبح ميناء عدن همزة وصل للعالم كونه يمتلك خدمات متعددة لسفن العالم بالإضافة إلى موقعه العالمي الذي جعله مميز فهو بالقرب من خط الملاحة الدولية فأصبح الميناء الأشهر عالمياً فهو في قارة آسيا وبالقرب من أفريقيا وأروبا والرابط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي ، وقبل ذلك لم يكن بإمكان الملاحة الدولية المرور إلا عبر طريق رأس الرجاء الصالح ، وكن بعد شق قناة السويس وتوسيع مضيق باب المندب سهلة الحركة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وخليج عدن ومنه إلى العالم أجمع وأصبحت التجارة في تطور مستمر من خلال تقديم الخدمات للسفن العابرة وكانت السفن حين تدخل الصيانة ينتهز ركابها الفرصة للنزول إلى التواهي كسياح وشراء ما يحتاجونه من متطلباتهم وأخذ قسطاً من الراحة بعد عناء السفر الطويل في البحار ثم تغادر السفن ميناء عدن متجهة إلى المحيط الهندي وإلى آسيا الكبرى أو أفريقيا أو أروبا وأمريكا وغيرها من دول وقارات العالم .

     وهنا نطرق إلى ما قامت به بريطانيا من عمليات تطوير حيث كانت عدن عبارة عن قرية تقع بين الجبال وهي في الحقيقة الأصل منذُ الأزل وسميت عدن بأسمها قديماً وسموها الأنجليز كريتر نسبةً إلى فوهة البركان الذي تقع عليه ، ولم يكن هناك أي حي آخر غيرها ما عدا منطقة بئر أحمد والحسوة ودار سعد والشيخ الدويل أي الشيخ عثمان وعرفت فيما بعد بعدن التي لم تكن سوى ساحل لحج وبعد التخطيط الحضاري والتعمير بوجود البريطانيين أنشأت التواهي والمعلا وخور مكسر والبريقة بعد إقامة المصافي والمنصورة وأخيراً مدينة الاتحاد التي تم تشيدها ليسكن فيها المسؤولين في دولة الاتحاد للجنوب العربي وسميت بعد الاستقلال مدينة الشعب ، وكبرت عدن وتوسعت لتصبح العاصمة للجنوب ومدينة حضارية عالمية من خلال مينائها البحري والجوي والمنطقة الحرة الشهيرة في الشرق الأوسط والعالم ومصافيها إلى العام 1967م ، وأنشئت المعسكرات العسكرية والأمنية البرية والبحرية والجوية وسنت القوانين حتى تكون عدن مدينة حضارية وعاصمة ووضعت الخطط لها لتكون عاصمة من خلال تنفيذ الخطط الحضرية والعسكرية وهكذا جعلت بريطانيا من عدن حاضرة الوطن العربي والشرق الأوسط من خلال اقامة أول إذاعة وأول كيلو دامر أي ((زفلت)) وأول تلفزيون وأول شارع في المعلا كشارع نموذجي في الشرق الأوسط بفن معماري مسلح حديد وأسمنت وكانت فيه الفنادق والعمارات الشاهقة والتجارة من خلال تواجد الشركات الدولية والوكالات العالمية ولم يكن لها مثيل في المنطقة بل في الشرق الأوسط بالكامل بشهرتها التجارية والسياحية ومنطقتها الحرة حيث كانت ثالث منطقة حرة في العالم ، واقامة أول محطة كهرباء وثاني برج بج بن في التواهي وشقت الطرقات داخل عدن وأوصلت الزفلت إلى كل مدن وأحياء عدن وحافظة على الأراضي الخاصة والعامة والممتلكات الخاصة والعامة في كل المناطق الغربية والشرقية للجنوب العربي طوال الفترة التي ظلت فيها على أرض الجنوب العربي والتي بلغت 129 عاماً من الاحتلال البريطاني للجنوب ، بل أنها سعت إلى اتفاقية مع الاتراك وإلزامهم على حُسن الجوار وعدم المساس بالأراضي الجنوبية والأعتراف بالجنوب العربي وتم ترسيم الحدود بين البريطانيين والأتراك في عام 1914م وتم الانتهاء من الترسيم للحدود بين عامي 1917 – 1918م تقريباً .

     في عام 1967م جاءت مراسيم الوداع للبريطانيين بحضور المندوب السامي والقادة العسكريين والأمنيين من الجيش والأمن الجنوبيين وقال المندوب السامي : ))أيها الجنوبيون نحن راحلون والجنوب أمانتكم حافظوا على بلادكم وبعد هذه الكلمة القصيرة على رصيف الميناء بالتواهي سلم العلم الجنوبي للقيادة من الضباط الجنوبيين وصعد ومن معه على متن السفينة ورفعوا علم بريطانيا عليها ورحلوا في 29 نوفمبر 1967م بينما ذهب الضباط الجنوبيين بالعلم الجنوبي إلى مقر المندوب السامي ورفعوه عليه وهو الذي كان يسكن فيه وأعلن في اليوم التالي أي 30 نوفمبر 1967م يوم الاستقلال والتحرير ورحيل آخر جندي بريطاني من مطار عدن الدولي وتم الإعلان عن استقلال الدولة الوليدة التي سميت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وكان أول رئيس لها هو قحطان محمد الشعبي وهو الذي رأس وقاد المفاوضات عن الشعب الجنوبي في جنيف ، وكانت بريطانيا قد أرسلت دفعات من الجيش والشرطة للاستفادة واكتساب الخبرة العلمية والعملية وهي دورات استطلاعية لما يقرب من 130 ضابط خلال العامين 1961 – 1967م .

     لم يكن للفساد وجود في أي دائرة أو مرفق عسكري أو أمني أو مدني على الأطلاق حتى بعد خروج بريطانيا من الجنوب على الرغم من شحت الإمكانيات والرواتب .

 

الاحتلال الثاني : النهب والتدمير

تحققت الوحدة اليمنية ((الوحدة الخطيئة)) بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م ولم تكن الجمهورية العربية اليمنية في حينها تختلف كثيراً عن المملكة المتوكلية الهاشمية والتي سميت فيما بعد أي في سنة 1918م بالمملكة المتوكلية اليمنية مملكة الأئمة الغاطسة في الظلامية والجهل والتخلف والقبلية المقيته التي حكمة اليمن الشمالي لأكثر من ألف عام وقد ظلت تحكم لفترات متقطعة تقريباً متفرقة من قبل الإسلام في أيام حاكم الفرس (باذان) برموز دولة فارس ومن بعده واستمر الحكم حتى عام 1962م بالعادات والتقاليد والهمجية بحكم أمام المسلمين الملك الفقيه مولاهم حتى تم الانقلاب العسكري عليه في عام 1962م والذي لم يتغير شي يذكر بالحكم عن اسلافه غير باسم الجمهورية كبديل للمملكة والرموز التي استبدلت من مملكة إلى قبيلة وبدل الإمام الواحد أصبح الحكم لزعماء وشيوخ القبائل باستثناء ما قام به الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي من محاولات لإخراج الجمهورية العربية اليمنية من مستنقع الظلامية والجهل والتخلف وكبح نفوذ شيوخ القبائل ولكن هذه المحاولة أدت في الأخير إلى اغتياله من قبل هؤلاء المتسلطين في الشمال واستمر الحكم بالعادات والتقاليد وسيطروا على الدولة وأن اختلف الاسم شكلياً من مملكة إلى جمهورية وهنا نقول ونذكر بالمثل الذي قاله محسن الجبري حين سألوه عن التغيير قال ((ديمة وقلبنا بابها)) وقد أصبح مثل مشهور وبالحقيقة أن دول عربية وأجنبية قدمت مساعدات مالية هائلة للبلد ماليا وإدارياً حتى يتم النهوض به وإخراجه من تلك الأحوال التي يعيشها الشعب في المناطق الريفية والمدن التي هي في تلك الرقعة تحت الحكم الجائر هناك في كل نواحي الحياة ، ولكن بلا جدوى فلم يتحقق إلا القليل في بعض الجوانب ولكنها لازالت تحت السيطرة من قبل الحكم العسكري وقوى النفوذ فيه من القبيلة هناك واليوم نشاهد الحكم بالأعراف القبلية وقوتها التي تمتلكها بعد أن استحوذت على إمكانيات الدولة من خلال الأفراد النافذين في السلطة بمختلف الأسماء والمناصب بجاه القبيلة التي تم التراضي عليها بتقسيم الأدوار والمناصب كلاً بحسب العُرف القبلي الأكبر للأكبر والأصغر للأصغر على حسب قوة القبيلة والولاءات لما يسموه القائد الأمني والعسكري بعيداً عن النظام والقانون والشرع السماوي العادل كما هو في معظم بلدان العالم .

     على خلفية هذا الإرث المتخلف تم الانقلاب على الاتفاقيات التي تمت على أساسها الوحدة بين الشمال والجنوب في 22 مايو 1990م وحين تبادلوا نقل المعسكرات بين البلدين بدأت السلطة في صنعاء باختلاق المشاكل والتفافها على الأطر التي اتفقت عليها القيادتين وبدأت بأقصاء شريكها في الحكم ومن ثم القيام باغتيال أكثر من (150) من القيادات الجنوبية العسكرية والمدنية مما أدى إلى أزدياد التوتر بين شريكي الوحدة وحصل تدخل عربي كوساطة من عمان والأردن ومصر ولكنهم كانوا ينقضون كل ما كان يتم الاتفاق عليه ،  وكان آخر تدخل أن طلبت الأردن الشقيقة بطلب أن يذهب مسؤولي البلدين الجنوبي والشمالي وتم التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في عمّان بحضور الجامعة العربية وعدداً من المسؤولين العرب والأجانب وأول ما وصلوا إلى صنعاء أي الوفد الشمالي وتم وصول الوفد الجنوبي إلى عدن والنفوس مشحونة أعلن الرئيس علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994م من ميدان السبعين في صنعاء وبدأو حربهم بالإجهاز على الألوية العسكرية الجنوبية التي انتقلت إلى الشمال بموجب اتفاق الوحدة ومنها اللواء الثالث مدرع في حرف سفيان ولواء باصهيب في ذمار ومن ثم حركوا الجيش والقبائل ومشايخ الدين الذين افتوا بدورهم على تكفير الجنوبيين وجواز قتل كل من يعترض اجتياح الجنوب وحرضوا الشعب في الشمال وأظهروا النية المعدة لها سلفاً باجتياح الجنوب بالقوة العسكرية التي كانت في أتم الاستعداد لخوض الحرب حيث تم اجتياح الجنوب بحرب عدوانية انتقامية وتم حصار عدن العاصمة الجنوبية والعاصمة التجارية والاقتصادية لدولة الوحدة التي كانت المتضرر الأكبر من الحرب حيث قطع الماء والكهرباء وضربت بالصواريخ بعيدة المدى وتم القصف العنيف عليها طول فترة الحرب ، حيث أن قوات علي عبدالله صالح والأفغان العرب قد اتفقوا على تدمير الجيش الجنوبي وعند دخول هذه القوات بالدبابات والمدافع التي كانت تدك عدن ولحج وأبين حيث ضرب المطار العسكري والمدني وضرب الميناء البحري والمصافي النفطية والمساكن وأزهقت الكثير من الأرواح التي تدافع عن الأرض والعرض والعديد من الأرواح البريئة التي لم يكن لها لا سبب ولا ذنب إلا أنها جنوبية فقط ، وضربت منشئاتها العسكرية والمدنية والاقتصادية ومؤسسات الدولة بالكامل وتم ضرب المباني والمحال التجارية والبنية التحتية بالكامل العامة منها والخاصة وشلت الحياة من خلال ضرب المياه والكهرباء والصرف الصحي وأعظم منجز لبريطانيا وهي مصافي عدن النفطية وروعة السكان المدنيين الآمنين الذين لم يكونوا متعودين على القصف العنيف ولم يكونوا مصدقين ما يصير لهم وما لحق من دمار بمدينتهم ، وبعد تسعة أسابيع من الحرب العدوانية التي دارت رحاها على أرض الجنوب سقطت عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةفي أيدي نظام صنعاء وعصاباته وغادرت القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية الجنوبية أرض الجنوب إلى عدة دول مثل عُمان وجيبوتي والسعودية حفاظاً على البقية الباقية من المدينة الصامدة بعد أن سطروا أروع البطولات في التحدي والصمود في وجه عقلية الهيمنة والسيطرة والتخلف بعد أن أثبت العالم العربي والإسلامي والدولي عجزه عن تقديم يد العون والانقاذ لأبناء عدن والجنوب وحكم على 16 (ستة عشر) مسؤول جنوبي بالإعدام غيابياً ، حيث تم اجتياح الجنوب على طريقة القرون الوسطى وأعلن الرئيس علي عبدالله صالح حينها بأن الجنوب جزء لا يتجزأ من اليمن وأن الفرع عاد إلى الأصل كما أعلن أن الجنوب منطقة عسكرية ولن يسمح لأي أعلامي بدخول عدن محلي كان أو أجنبي وأعلن بتنصيب نفسه امبراطوراً على الجنوب وأنه سيعيد عدن إلى قرية نائية انتقاماً من الجنوب وشعبه إن لم يتخلوا عن مطالبهم بالحقوق أو الانفصال وكان هذا على مسمع ومرأً من العالم العربي والأجنبي ، وفعلاً تعمد جعل عدن قرية نائية حيث سمح بعشرات الآلالف من أبناء الشمال بالتوافد إلى عدن وباقي المدن الجنوبية وقاموا بعمليات نهب وسلب وتدمير لكل مرافق الدولة الجنوبية العسكرية والمدنية ولأكثر من أربعة أشهر وتم أخذها إلى مناطقهم في شمال اليمن .

     كانت عدن حالة خاصة حيث نالها النصيب الأكبر من النهب والسلب والتدمير بسبب مكانتها السياسية والاقتصادية لدولة الجنوب حيث شمل النهب والسلب والتدمير كل الوزارات والمؤسسات والمخازن والمستودعات والمعسكرات وتم نهب المطار والميناء والمصانع وتدمير بعضها وكذلك المرافق التعليمية من مداراس وكليات جامعية والإذاعة والتلفزيون وتدمير أرشيفها وتدمير المتاحف والسجل المدني والقضاء ونهب المعسكرات والعتاد العسكري الموجود فيها والبسط على أراضيها وتدمير الجيش الجنوبي بالكامل وكذلك والطيران العسكري والمدني وخاصة اليمداء التي كانت مملوكة للدولة وشركة وطنية خالصة للدولة الجنوبية كما دمرت الأنفس والعلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية ولم يتركوا أي شيء حتى الأبواب والنوافذ والمخلفات في المؤسسات والمحال التجارية الخاصة .

     وبعد أربعة أشهر من النهب والسلب والتدمير الغير منظم من قبل أبناء وقبائل الشمال بدأت عمليات النهب والسلب والتدمير المنظم للدولة الجنوبية ومقدراتها البشرية والمادية من خلال طرد وتسريح مئات الآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين في كل المرافق عنوة وبطرق شتى حقداً على الجنوب وشعبه وأخفى بعضاً من قيادات الجنوب إلى يومنا هذا حيث لا يعرف كيف ولماذا اختفى هؤلاء وأين هم وما هو مصيرهم ونهب وسلب وتدمير المؤسسات والشركات والمصانع وخاصة في العاصمة عدن وتوزيع أصولها ومبانيها على المتنفذين السياسين والعسكرين وشيوخ القبائل والتجار . كما تم البسط على على عشرات آلاف الكيلو مترات من أراضي الجنوب في كل من عدن وحضرموت ولحج وشبوة والمهرة ، وشمل الأفساد والتدمير النظام التعليمي والقضائي وكل الأنظمة التي تميزت بها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأدخلت الفوضى والفساد والرشوة في المجتمع وكذلك القيم والأخلاق الإنسانية والوطنية والتي استبدلت بالأعراف والتقاليد القبلية القبلية المتخلفة وكذلك تدمير كل منجز وكل شيء جميل في الجنوب لطمس التاريخ الجنوبي وتضييع هويته وقضوا على كل شيء جميل وحضاري ونافع للمجتمع وكل ذلك بتوجيهات وقيادة من الرئيس علي عبدالله صالح وقاموا بإحضار البديل من الشمال حتى عمال النظافة ،لاوقد تحمل الشعب الجنوبي أعباء المعاناة من هذا الحكم الجائر والطاغي بالكامل ثم تم الاستمرار بالحكم العسكري بقيادة علي عبدالله صالح وآل الأحمر وزبانيتهم حتى العام 2012م بعدها سلم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي تحت ضغط الثورة الشبابية وبعد تدخل من السعودية ودول الخليج لإقناعه بتسليم السلطة بموجب المبادرة الخليجية التي انهت الصراع في اليمن ليصبح عبدربه منصور هادي أول رئيس جنوبي لليمن من بعد الوحدة رئيس توافقي من قبل الأطراف المتصارعة على الحكم . ولكنه ألتف من الباب الخلفي على كل ذلك وسعى إلى ابقاء الصراعات المختلفة مشتعلة في اليمن حتى قام بتمكين الحوثيين اعدائه السابقين ومساعدتهم في القضاء على خصمهم اللدود علي محسن الأحمر وانتقاما من حلفائه السابقين وخصومه الحاليين من آل الأحمر وذلك بطردهم من عمران ومن ثم صنعاء وسيطر الحوثيين على صنعاء ومن ثم على أغلب المحافظات الشمالية بكل سهولة وذلك بمساعدة علي عبدالله صالح وقواته المنتشرة في كل انحاء اليمن والتي لازالت تدين بالولاء له ، ثم وضع الرئيس عبدربه ووزير الدفاع الصبيحي تحت الإقامة الجبرية وقاموا بتشكيل مجلس ثوري واتفقوا على تشكيل حكومة ذات كفاءات برئاسة خالد بحاح بثلاثة أوجه المؤتمر والحوثيين وعبدربه والاحزاب الأخرى ، وقد سميت حكومة والفاق ، وظل عبدربه رئيس لتوقيع أي طلب يطلب منه وليس له أي صلاحية وكان في وضع مهين مما أدى إلى هروبه إلى عدن وإعلانه عدن عاصمة مؤقته لليمن ومن ثم هروب وزير الدفاع الصبيحي من قبضتهم والوصول إلى عدن عندها قاموا باختلاق الذرائع منها اعطاء الأوامر لأذرعهم في عدن بنشر الفوضة ورفض أوامر الرئيس عبدربه وعلى رأسهم رئيس جهاز الأمن المركزي في عدن السقاف حتى يقلبوا الوضع من داخل عدن ولكن تم أفشال هذا المخطط وذلك بالسيطرة على معسكر الصولبان بقيادة وزير الدفاع محمود الصبيحي وهروب السقاف ، من ثم لجأوا إلى تفجير المساجد حيث قاموا بتفجير مسجد في صعدة بدون حدوث أي ضرر وتفجير مسجد آخر في صنعاء قتل وجرح العشرات فيه ومن ثم أوزعوا إلى أذرعهم الإرهابية من القاعدة وداعش بمهاجمة مبنى المجلس المحلي في محافظة لحج وقتل وجرح العشرات من قوات الأمن المركزي وذلك للحصول على حجة لمهاجمة عدن وهي إعلان الحرب على القاعدة وداعش بحسب زعمهم عندها توجه الحوثيين وبمساندة من قوات صالح إلى عدن وشنوا الحرب عليها وعلى الجنوب مرى أخرى ولكن تحت شعار اخر وهو محاربة التكفيريين والإرهابيين وقاموا باستهداف الرئيس عبدربه منصور هادي في قصر المعاشيق وذلك بضربه بسلاح الطيران في حين توجه وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي هو وبعض القيادات العسكرية الجنوبية برفقة العشرات من اللجان الشعبية إلى قاعدة العند ومنطقة كرش لمواجهة التقدم الحوثي عفاشي ولكن تم عمل كمين له من خلال خيانة الوحدات العسكرية التي كانت تأتمر بأمر صنعاء وتم أسره هو واللواء فيضل رجب وناصر منصور اخور الرئيس عبدربه منصور ومن ثم هروب الرئيس عبدربه إلى السعودية وتقدم بطلب للتدخل العسكري السريع من السعودية ودول الخليج حيث سارعت السعودية بقبول هذا التطلب وتشكيل تحالف عربي وإسلامي من أكثر من اثنتي عشر دولة عربية وإسلامية تحت قيادة المملكة العربية السعودية وملكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وتم التدخل العسكري السريع من أجل عودة الشرعية إلى اليمن وذلك من خلال القصف الجوي العنيف على القوات العسكرية المتقدمة باتجاه عدن والجنوب واعتبرت عدن خط أحمر وأستمر القصف الجوي العنيف لمواقع الحوثيين وقوات صالح إلى جانب الاستبسال الأسطوري لأبطال المقاومة الجنوبية في الجنوب وعدن خاصة وقيامهم بالتصدي لجحافل القوات الغازية ومنعها من السيطرة على العاصمة عدن من خلال الإمكانيات البسيطة التي توافرت لهم وبمساعدة من طيران التحالف العربي واستمرت المعارك في داخل عدن وحولها لعدة أشهر بين المليشيات الغازية وأبناء عدن الأبطال حتى أتت ساعة الصفر من خلال تحرير عدن في السابع والعشرين من رمضان ومن ثم تحرير لحج وأبين وسائر الجنوب في فترة لا تزيد عن 22 يوماً ، في هذه الأثناء استمرت الحرب في عدة جبهات في المناطق الشمالية إلى يومنا هذا . 

محاولة تحقيق حلم ولاية الفقيه الإيرانية

     منذُ أمداً بعيداً والقيادة الإيرانية تسعى إلى تحقيق أحلامها التاريخية والاستراتيجية المتمثلة بأن يكون لها شهرة دولية واسعة النطاق لرفع مستوى سمعتها بين دول الشرق الأوسط الكبير والعالم ، وهي التي تحلم باستعادة أمجاد امبراطورية فارس الغابرة وتكون دولة محورية بحكم موقعها الجغرافي في آسيا فهي من الدول المطلة على بحر قزوين من الخلف ومن أمامها الخليج العربي أو كما تحب أن تحب أن تطلق عليه الخليج الفارسي وخليج عمان ومن أمامه البحر العربي والمحيط الهندي وهي المتحكمة بمضيق هُرمز ، لذلك تسعى جاهدة من أجل السيطرة على الجزيرة العربية والخليج من خلال السيطرة على الجنوب العربي والاستفادة من الرقعة الجغرافية الواسعة والثروات الهائلة ومن ميناء عدن ذات الموقع الاستراتيجي وبذلك تكون قد أحكمت قبضتها وسيطرتها على طريق التجارة العالمي فعندها تستطيع التحكم بتجارة النفط والغاز الخليجي من ناحية ومن ناحية أخرى تسيطر على ممرات الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وأرخبيل الجزر هناك وبالتالي السيطرة على الممر المائي بين باب المندب وقناة السويس المصرية في البحر الأحمر ومنه إلى البحر الأبيض المتوسط وهنا تستطيع السيطرة والتحكم بوصول النفط والغاز من الخليج إلى أوروبا وأمريكا لأنها أصبحت تتحكم باثنين من أهم الممرات المائية في العالم وهما مضيق هرمز ومضيق باب المندب الذي يعتبر همزة وصل بين البحار والمحيطات بعد حفر وتوسيع قناة السويس ذهاباً واياباً وإلا فالخيار صعب وهو رأس الرجاء الصالح وهنا تكون الكلفة باهظة الثمن والمسافة كبيرة .

     بعد أن تمكنت أيران من زرع تنظيم موالي لها في لبنان وهو حزب الله اللبناني وقامت بدعمه عسكرياً ومادياً سعت إلى إيجاد كيان مشابه له ويدين بالولاء لولاية الفقيه في اليمن للسيطرة على اليمن وتحقيق مشروعها الكبير بأنشاء الإمبراطورية الفارسية والسيطرة على مضيق باب المندب وشاءت الأقدار أن يذهب بدر الدين الحوثي الأب إلى إيران فوجدت ضالتها فيه فاحتضنته فمكث في إيران فترة طويلة يدرس المنهج الشيعي بدعم أيراني ومن ثم عاد إلى اليمن وقام بإنشاء حركة الشباب المؤمن وبدأ يعدهم مذهبيا وعقدياً في صعدة للولاء لولاية الفقيه وتم تدريبهم عسكرياً بالخفاء وكان يرسل مجاميع منهم إلى إيران لأخذ الدروس العقدية والتدريب العسكري اللازم وكذلك إلى لبنان للاستفادة من تجربة حزب الله . وعندما بدأ يدرك الرئيس علي عبدالله صالح بخطرهم عليه وعلى كرسي الحكم شن حليهم حربه الأولى عليهم في صعدة حيث استخدموا حرب العصابات والكر والفر ضد قوات الجيش ومن ثم الحرب الثانية والتي قتل فيها قائدهم حسين بدر الدين الحوثي واستمرت هذه الحروب حتى بلغت الست الحروب والغريب أنه في كل هذه الحروب عندما يصل الجيش إلى مرحلة حسم المعركة يتم أيقاف الحرب والدعوة إلى السلام حتى تمكنت هذه المليشيات من صعدة وتقوت فيها وفرضت سيطرتها عليها بالكامل وأصبحت قوة لا يستهان بها ونتيجة لهذه الحروب فقد استطاع الحوثييون أن يسيطروا على العشرات من الآليات العسكرية من أطقم ومدرعات ودبابات وعربات نقل عسكري والتي لم يكونوا يملكونها من قبل وقد ذكر العديد من الأفراد والقادة الذين شاركوا في هذه الحروب بأن العديد من المواقع العسكرية والمعسكرات كانت تاتيهم الأوامر من قبل الرئيس علي عبدالله صالح بالأنسحاب وترك الأسلحة الثقيلة في مواقعها والتي كان يسيطر عليها الحوثيين وبالتالي سيطرتهم على هذه الأسلحة وقد بثت قناة الجزيرة برنامج يوضح حقائق ماجرى ودار في الخفاء وقد اجروا عدة لقاءات مع قادة من الجيش والحرس الجمهوري ووحداته في تلك المرحلة ومن ضمن هؤلاء العميد الحاضري أحد الضباط بالفرقة الأولى مدرع وكانت اللقاءات بطريقة سرية بحيث لم يكن يعرف كل من تم أجراء المقابلات معهم بحيث كان يتم أخفاء صورهم لسلامتهم وقد ظل هذا البرنامج مخفي لفترة إلى أن تم بثه وقد أنذهل كل من شاهد هذا البرنامج من خلال أقوال الضباط الذين عايشوا هذه الأحداث لحظة بلحظة بحيث شاهد الناس وسمع من هؤلاء عن كل ما صار ودار في أرض المعركة وفي الخفاء من مكر سياسي وعسكري من قبل الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع حينها محمد ناصر أحمد وحمل العميد الحاضري المسؤولية لهؤلاء الثلاثة وشرح كيف تم تدمير معسكرات الفرقة الأولى مدرع وهروب قائدها اللواء علي محسن الأحمر إلى السعودية وكان العميد الحاضري من ضمن الهاربين بعد سقوط معسكر الفرقة الأولى مدرع في العاصمة صنعاء ، وقدا بدأنا نفهم بعض الأمور وكيف كانت تجري من خلال ما سمعنا وشاهدنا وبدأت تتكشف الحقائق بأن الحوثي تمكن من إعداد مليشيات تعتبر جيش نظامي وبأعداد غير متوقعة حيث بلغت من 30 إلى 40 ألف مقاتل ومنهم الكثير ممن درب في سوريا ولبنان وإيران بهدف السيطرة على اليمن وبموافقة ومباركة ودعم مادي ومعنوي ولوجستي واستخباراتي من قبل المخلوع علي عبدالله صالح للانتقام من اليمنيين الذين ثاروا عليه وخلعوه ومن خصومه الذين انقلبوا عليه من آل الأحمر وغيرهم وذلك عن طريق أصدار أوامر لقادته العسكريين بتسليم المعسكرات التابعة لقواته في الجنوب والشمال بكل ما تحويه من أسلحة للحوثيين وبهذا أصبح الحوثيين قوة عسكرية كبيرة تسيطر على معظم شمال اليمن وتسعى للسيطرة على ماتبقى منه وعلى الجنوب خاصة بما سيطروا عليه من العتاد ومن المال بسيطرتهم على العاصمة صنعاء ومصادر المال فيها وخاصة البنك المركزي اليمني ودفعوا بقواتهم إلى الجنوب للسيطرة عليه وارتكبوا الكثير من الجرائم بحق الشعب الجنوبي من قتل وتهجير للجنوبيين بالقنص والقصف العشوائي للمدن دون ان يفرقوا بين المقاتل والمدني وحتى الاطفال والنساء وكبار السن لم يسلموا من جرائمهم وحربهم الوحشية وتدمير للبنية التحتية من مساكن ودارس ومساجد وكهرباء ومياه وقد أعد لهذه الحرب منذ وقت بعيد من قبل المخلوع صالح ومن ثم تسخيرها للحوثيين وذلك من خلال ماظهر وتكشف خلال الحرب من شبكة الانفاق التي كانت تربط العديد من المعسكرات ببعضها وكذلك بالمطار المدني والعسكري وصولاً إلى ملعب 22 مايو في الشيخ عثمان وهو عبارة عن ملعب رياضي وصالة مغلقة وتم بناء في أسفلها مستودعات للمعدات العسكرية بكل أنواعها والقذائف والصواريخ يعني معسكر بكل ماتعني الكلمة من معنى وصولاص إلى المدينة الخضراء حيث بلغ طول شبكة الأنفاق هذه ما يقارب 30 كيلو متر وكانوا يتخفون بها ويتنقلون من خلالها ويمدوا بعضهم البعض عبر تلك الأنفاق وتم اعطائهم الفتوى الدينية التي تبيح لهم كل شيء بحجة قتال الدواعش والقاعدة وتركوهم يقتلون بمزاجية دون أدنى مسؤولية أو عقاب كما هو الحال عند الجيوش وفي الحروب والقوانين المتعارف عليها اثناء الحروب بل أنهم يقوم بترقيتهم ونقلهم حيث يشائون تكريماً لمن يقتل أكثر ، وهذه الممارسات والسلوكيات التي قاموا بها في الجنوب إن دلت فإنما تدل على أنهم غزاة محتلين يريدون السيطرة على الجنوب بكل ما أوتوا من قوة والتاريخ هنا يعيد نفسه سواء عن طريق رئيس أو قائد مليشيات فهم أرادو أخضاع الجنوب كوطن والجنوبيين بالإذلال وبالقوة العسكريةلأنها لغتهم التي يتعاملون بها في مناطقهم ويأتون الجنوب وهم مشبعين بالعداوة والحقد والكراهية للجنوب كما حصل في الغزوات السابقة للجنوب بقيادة الأئمة ومن ثم الرئيس علي عبدالله صالح في حرب 1994م فحاول  الحوثي تكرار ذلك وبدعم من المخلوع صالح للسيطرة على الجنوب وإبادة شعبه وخاصة الشرفاء والمناضلون والكوادر والمخلصين لله والوطن الذي أسمه الجنوب العربي واحتلاله عسكرياً بهدف تحقيق الحلم الإيراني الذين استخدموا الحوثي ومليشياته والمخلوع وجيشه لتحقيق هذا الحلم وهدفها بأن يكون لها حسن نصر الله وحزب الله آخرين في اليمن بقيادة عبدالملك الحوثين الذي وعدوه بأن يكون له اليد الطولا في الجزيرة العربية وخاصرة الوطن العربي ولكن والحمد لله فان دول الخليج وبقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية تصدت لهذا المشروع الفارسي بكل قوة وحكمة وشجاعة وحنكة سياسية وبقدرة فائقة لم يسبق لها مثيل حيث شكلت تحالف خليجي وعربي وقد كان امتد إلى دول أسلامية ولكن تم ايقاف ذلك حتى لا يضيع المضمون وهو التصدي للمد الفارسي الإيراني  وإنقاذ اليمن خاصرة الجزيرة العربية منه والدفاع عن الشرعية والقضاء على الحوثي وعلي صالح ومليشياتهم والقضاء على الحلم الفارسي في مهده .

     وهنا نجدد الشكر للتحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة باتخاذهم هذا القرار التاريخي الشجاع بالتدخل العسكري الفوري والمفاجئ الذي لم يكن بالحسبان عند أزلام إيران في صنعاء لمنع فرض الأمر الواقع  الذين أرادوا ان يفرضوه في اليمن والمنطقة وذلك من خلال الضربات الجوية الخاطفة على الركائز الإيرانية في صعدة وصنعاء وقواتهم المتقدمة نحو عدن ، وهنا نشير إلى الأمر الغريب والعجيب  بالاتفاق والانسجام بين عدوي الأمس وكل ذلك من أجل الطمع الأعمى لدى سلطة الأمر الواقع في صنعاء وولاية الفقيه في طهران من أجل السيطرة على الجنوب ومنه السيطرة على ميناء عدن وباب المندب كموقع استراتيجي مهم وكذلك الثروات والموارد الهائلة الموجودة في الجنوب ومن ثم حلمهم  بالسيطرة على الخليج العربي والسيطره على موارده الهائلة.

     وختاماً نوجه الشكر والتقدير باسم الشعب الجنوبي للشعب السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشعب الإمارات بقيادة الأمير خليفة بن زايد وباقي دول التحالف العربي الذين وقفوا موقف صارم وحازم مع الجنوب وشعبه أرضاً وإنساناً ونشكر أحرار العالم وخاصة أصحاب الأقلام الحرة الذين ينادون دائماً بالحرية لشعب الجنوب واستقلاله .

     ومسك الختام بالشكر والتقدير والإنحناء إجلالاً وتقديراً للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الزكية من أجل الجنوب ونتمنى الرحمة لهم ونحيي أسرهم الكريمة وأبائهم وأمهاتهم ، كما ندعو بالشفاء العاجل للجرحى الذين رووا بدمائهم اتلزكية أرض الجنوب الغالي ، كما ندعوا بالحرية للمعتقلين والأسرى والمخطوفين في سجون المعتدين ونحذر من المساس بهم وندعو منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى متابعة أحوالهم والأهتمام بحقوقهم والمطالبة بسرعة الأفراج عنهم والعودة بسلام وبحفظ الرحمن إلى أرض الوطن الجنوبي .

     وفي الأخير نود الإشارةفي ختام هذه المقارنة أننا لا نهدف أو نقصد تلميع الاحتلال البريطاني فالاحتلال مرفوض كيفما كان ولا يقبله أي وطني حر ، لكن كارثة الاحتلال اليمني للجنوب وحجم المظالم والنهب والسلب والتدمير أبرز أفضلية الاحتلال البريطاني بكل وضوح . وإذاكان جيلنا الذي حقق الاستقلال الأول قد أضاعه فإن على شباب الجنوب اليوم استكمال إنجاز الاستقلال الثاني والحفاظ عليه ولن يتحقق ذلك إلى بمشاركة كل الجنوبيين في صنع هذا الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية وإدارتها .