خاطرة..

الخيبة في قلبي تحتضر

أتوارى الان بعيدا عن أسوار نفسي

شيماء باسيد (لحج)

آه كم أرغب لو أتوارى الان بعيدا عن أسوار نفسي وأفض اشتباكها المعقد وأتلو قصائد كثيرة ولو كانت كلها متيمة بالخراب ! وأنا أحتمي داخل حروفي من عاصفة الوحدة وأنياب الجحود , أنزعُ عن جلدي كل الزيف وأعرّي نفسي أمام كل تناقضاتها, شرايين قلبي المنهكة لم تعد ترغب بجرعات مكثفة منك , زفير الحلم فيها لن يتمدد مجددا !

الخيبة في قلبي تحتضر , وأنا أدرك جيدا أني امرأة وحيدة جدا جدا لاوطن لي سوى ما أكتب وما أقسى حين تنفيني الكلمات لمدن مهجورة وبعيدة , أجد روحي فيها متشردة تُهنىء أجزائها المتلاطمة على خساراتها المتعددة وتنهمك في الإرتباك , كيف لإمرأة ما تدمعُ ألف مرة أن تتذوق طعم الأمل الحلو على مرارته ! تلك هي روحي على جنونها لكنها تجيد من وقت لآخر التربص بالحياة كطريدة حان وقت التهامها الآن ودون أي تأخير ..!

لاتوبخوا الحياة على ما فعلته بكم بطيش جنونها , لا توبخوها لأنها مزيفة , كل مراياها تعكس الظلام وأفقها مزدحم دوما بذئاب وقتلة . لا توبخوا الحياة على كل الجرائم الكبيرة التي أرتكبتها ضدكم بل وبخوا أنفسكم تلك الأكثر زيفا والأشد بشاعة والأكبر جرما حين استسلمت لفقد شهيتها للحياة , لما لا تنصتوا لعمقكم الصخب جدا وتقترفوا بعض المحبة لأنفسكم , وللمحيط !

شيماء باسيد
1 - 3- 20177م