تحرير الحديدة..

عائلة تهامية.. نجت من رصاص الميليشيا فتكفلت بها ألغام الحوثي

الحرب في اليمن

ياسر اليافعي

تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية على أطراف مديرية الدريهمي احتجاز السكان المدنيين في منازلهم واتخاذهم دروعاً بشرية، بعد اقتحام بيوتهم بالقوة ونهب ما تحويه من مواد غذائية.
ولم تكتفِ الميليشيا باقتحام منازل المواطنين ونهب ما بداخلها من مواد غذائية، بل لجأت إلى زرع الألغام بجوار منازلهم، وفي الطرقات والمزارع القريبة من مركز مديرية الدريهمي، بهدف منعهم من مغادرة المدينة، حتى يتم اتخاذهم دروعاً بشرية.
عائشة ذات الـ20 عاماً نموذج لضحايا إجرام الحوثي، حيث حاولت الفرار مع عائلتها بعد اقتحام الحوثيين المنازل في المدينة، ولكن ألغامهم كانت لها ولأسرتها بالمرصاد، إذ انفجر لغم أرضي أنهى حياتها، وأصاب باقي أسرتها بجروح خطرة أثناء محاولتهم الهروب من بطش الميليشيا باتجاه المناطق المحررة.
وقال عم عائشة إنهم غادروا المدينة بعد اشتداد الحصار من قبل مليشيا الحوثي عليهم، واتخاذهم دروعاً بشرية. وأضاف أن وجهتهم كانت أحد مخيمات النازحين في منطقة الخوخة، وأثناء عبورهم إحدى الطرقات القريبة من منزلهم انفجر لغم أرضي في الباص الذي يُقلهم، وعددهم 14 شخصاً، وهو الأمر الذي تسبب في وفاة عائشة وإصابة باقي أفراد أسرتها، وهم 13 شخصاً معظمهم أطفال.
وقال إن الحوثيين يمارسون كل أنوع الحقد والظلم ضد أبناء الدريهمي، حيث حاصرهم في منازلهم ولا يسمحون لهم بالخروج ومن تمكن من الخروج تستهدفه ألغامهم.
علي الوجيه طبيب في مستشفى الميداني في الدريهمي، قال إن المستشفى يستقبل جرحى الألغام بشكل مستمر، وآخرها استقبال جثة فتاة و13 جريحاً من عائلة واحدة انفجر بهم لغم أثناء محاولتهم الخروج من الدريهمي.
لجأت الميليشيا الحوثية، كالعادة، إلى استخدام سكان الدريهمي دروعاً بشرية، بعد حصار الميليشيا من قِبل قوات العمالقة داخل مركز مديرية الدريهمي. وذكر سكان محليون في المدينة أن الميليشيا أجبرتهم على البقاء في منازلهم، بعد اقتحامها والتمترس في الأدوار العليا والسطوح، واتخاذها أماكن للقنص ومهاجمة قوات العمالقة.
ويرى مراقبون أن ميليشيا الحوثي تسعى إلى إعاقة تقدم قوات العمالقة، من خلال استخدام المواطنين دروعاً بشرية، ولا سيما بعد سيطرة قوات العمالقة على أطراف المدينة وحصارها من كل الجهات.
وكانت قوات التحالف العربي أكدت، في بيان سابق لها، أن استخدام المدنيين والأحياء السكنية من قِبل ميليشيا الحوثي يعتبر مخالفاً لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في عام 1949، داعيةً المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الحوثيين لإيقاف اعتدائهم على الشعب اليمني.