نموذج لأعمال نهب قام بها نافذون شماليون

الحاج هاشم الشاطري.. من يعيد له حقه؟

الحاج هاشم الشاطري

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

لسنوات ماضية ظلت قضية نهب الأراضي في الجنوب محل اتهام لكن تلك الاتهامات سرعان ما تم تأكيدها، فصالح الذي شعر بالنصر على الجنوبيين في حرب صيف 1994م، استغل نفوذه كرئيس للبلاد على نهب ممتلكات المواطنين في عدن وتوزيعها على الشماليين بالقوة.

 

لم يدرك الحاج هاشم شيخ الشاطري ان الأرضية التي امتلكها بحر ماله سوف تصبح مصروفة لقائد عسكري كمكافئة على مشاركته في الحرب التي شنها نظام صالح على اليمن الجنوبي بالتحالف مع الإخوان المسلمين في منتصف تسعينات القرن الماضي.

في منزله المتواضع يراجع الشاطري أوراق ملكية أرضية في حي المنصورة بمدينة عدن امتلكها بحر ماله قبل عقود، كما يقول.

عقب اجتياح قوى اليمن الشمالي لعدن، وسيطرة قوات صالح وميليشيات الإخوان المسلمين على عدن قام صالح وقادة الإخوان بتوزيع الأراضي والمصانع والمنازل على القادة الذين كان لهم الفضل في اجتياح عدن واحتلالها.

فتوى

لم تكن حرب 1994م، ناجمة   عن خلاف بين طرفي وحدة العام 1990م بل سبقت فتوى دينية اصدرها وزير العدل اليمني عبدالوهاب الديلمي والتي اباح نصها قتل من وصفهم بالمستضعفين.

الشاطري من ظلم الاشتراكي إلى ظلم صالح والإخوان

هاشم شيخ الشاطري رجل في العقد الثامن من عمره، امتلك ثلاثة منازل في حي المنصورة، لكن نظام الحزب الاشتراكي الذي حكم اليمن الجنوبي قبل الوحدة مع العربية اليمنية، قد قام بتأميم تلك المنازل، وتسليمها إلى اشخاص اخرين مقابل اجر زهيد.

يتحدث الشاطري بألم " لو أن الحزب الاشتراكي ابقاء على منازلي ولم يأممها وطلب مني دفع الايجار للدولة لدفعت ومثلي الكثير من الناس الذي أمم الاشتراكي املاكهم".

ترك الشاطري عدن ولجأ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي يقول انه عاش فيها جل عمره، وانه وجد العدل والمساواة في بلده الجديد الإمارات.

يتحدث الشاطري بإسهاب عن الرعاية والكرم الذي حصل عليه في الإمارات.

في أبوظبي، عمل الشاطري في احدى الشركات، حتى جمع له مبلغا من المال، وحين فكر في العودة إلى عدن، خاصة مع تحقيق الوحدة اليمنية بين البلدين.

 

كان يعتقد الشاطري ان الوحدة التي تمت بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، سوف تعيد لهم حقوقهم التي نهبها الاشتراكي حاكم الجنوب، او على الأقل سوف يأسس له منزلا جديدا بدلا عن المنازل التي نهبها الحزب الاشتراكي اليمني، في ظل حكم جديد كان يروج له بأنه سيحقق العدل والمساواة بين الشعبيين الجاريين.

قام الشاطري بشراء قطعة أرض في المنصورة وسط عدن، وحصل على كل وثائق البناء وكان ذلك قبيل حرب اجتياح عدن من قبل قوات نظام صالح.

صالح يأمم كل عدن والجنوب

في الـ27 من أبريل نيسان 1994م أعلن الرئيس صالح الحرب على الجنوب، قبل ساعات من صدور فتوى دينية من وزارة العدل عدت الجنوبيين بانهم خارجون عن الدين الإسلامي، وبعد شهر من القتال على تخوم عدن، أصدر الرئيس الجنوبي البيض قرارا بفك ارتباط الوحدة، ان صالح الذي استعان بعناصر تنظيم القاعدة تمكن من التفوق على قوات البيض الذي هزم في المعركة في مطلع يوليو تموز من العام ذاته.

تمكنت صالح من توزيع كل الاراضي والمنازل والمباني الحكومية التي أممها الحزب الاشتراكي على قادة الحرب الشماليين، وكانت أرضية الحاج الشاطري احد تلك الاراضي التي حاول صالح صرفها لمقربين منه، لكن حجة الحاج الشاطري كانت أقوى وقاوم قوى النفوذ.

لدى الشاطري نسخة من توجيه من الرئيس صالح تأمر مكتب اسكان عدن بصرف أرضية الشاطري للعميد سلطان جابر جعدان مدير ميناء الضبة في حضرموت.

 ويعد جعدان من كبار القادة المتنفذين، التابعين للمخلوع صالح.

وبحسب الوثائق التي يمتلكها الحاج الشاطري فقد تقدم سلطان جابر جعدان ومحمد عبدالله عائض بشكوى لمحافظ عدن في العام 2006، أحمد محمد الكحلاني الذي احال الشكوى للرئيس صالح وقد وجه حينها صالح محافظ عدن صهر الكحلاني بتمليك أرضية الشاطري لجعدان وعائض وبطريقة بالقوة.

يمتلك الشاطري كل الوثائق التي تؤكد أحقيته بالأرضية، فكل ما يأمله اليوم هو ان تعاد الكثير من مرافق الدولة في لكي يعاود العمل في أرضيته الخاصة، ويأمل ايضا ان ينصفه المسؤولون في عدن وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة، ويعوضه عن ما تم نهب عليه من سابق.