ضرورة عودة نسور قرطاج..

منتخب تونس يختبر مرحلة المدرب الجديد

لقاء المصالحة مع الجماهير

مراد البرهومي

تنطلق تجربة المدرب فوزي البنزرتي مع “نسور قرطاج” رسميا الأحد المقبل، حيث سيحل المنتخب التونسي متصدر المجموعة العاشرة ضيفا على المنتخب السوازيلاندي.

وسيتعين عليه تأكيد فوزه في الجولة الأولى على نظيره المصري في المباراة التي أقيمت منذ أكثر من سنة بملعب رادس، والأمر المؤكد أن الفوز سيكون الهدف الأول خاصة وأن الفارق في القدرات يجعل المنتخب التونسي المرشح الأوفر حظا للعودة بنقاط الفوز.

أما أي نتيجة أخرى ستكون سلبية بكل المقاييس وقد تنعكس على مستقبل المدرب البنزرتي مع منتخب بلاده، خاصة وأن بعض الملاحظين عارضوا تعيين هذا الفني على رأس المنتخب التونسي، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة العودة إلى المدرسة الأجنبية.

لكن البنزرتي الذي “ضحى” بتجربته الناجحة مع الوداد البيضاوي المغربي يدرك جيدا أهمية هذه المباراة.

فهو يتحسّس طريق النجاح مبكرا ويريد أن يرد على كل المشككين من خلال تحقيق نتيجة إيجابية مع تقديم مستوى مقنع يدفع عنه كل الاتهامات ويؤسس لمرحلة أفضل خلال الرهانات القادمة.

لاري العزوني: كل الظروف ملائمة لتحقيق الفوز، والفرق كبير في القدرات بين المنتخبين
لاري العزوني: كل الظروف ملائمة لتحقيق الفوز، والفرق كبير في القدرات بين المنتخبين

وفي هذا السياق أوضح البنزرتي في تصريحه لـ”العرب” أن المنتخب التونسي سيخوض مباراة الأحد من أجل تحقيق الفوز دون سواه، قبل أن يضيف “رغم احترامنا وتقديرنا لكل المنتخبات التي سيواجهها المنتخب التونسي إلا أن رحلتنا إلى العاصمة السوازيلاندية مبابان سيكون هدفها الأساسي هو تحقيق نتيجة ممتازة ومواصلة تصدر المجموعة. كل ممهدات النجاح متوفرة والتحضيرات تسير بشكل إيجابي، لقد كانت الظروف مواتية، وما علينا سوى الظهور بمستوى ممتاز وقطع خطوة هامة نحو نهائيات أمم أفريقيا”.

وقبل البدء في التحضير لمباراة تونس وسوازيلاند لم يشأ المدرب الجديد للمنتخب التونسي أن يحدث تغييرات جوهرية في قائمة اللاعبين الدوليين.

ورغم المردود الباهت التي قدمه نسور قرطاج مع المدرب السابق نبيل معلول خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة، إلا أن أغلب اللاعبين الذين شاركوا في مونديال روسيا حاضرون ضمن المعسكر التدريبي في العاصمة تونس قبل التوجه صبيحة الجمعة إلى سوازيلاند.

فالمدرب البنرزتي أراد المحافظة على توازن “مجموعته”، وبالتوازي أراد الإبقاء على ركائز المنتخب على غرار الحارس فاروق بن مصطفى ولاعب الأهلي المصري علي معلول ومهاجم الاتفاق السعودي فخر الدين بن يوسف. إضافة إلى المحترفين في الدوريات الأوروبية ويتقدمهم نجم سانت إيتيان الفرنسي وهبي الخزري وكذلك أسامة الحدادي ونعيم السليتي لاعبي نادي ديجون الفرنسي وإلياس السخيري لاعب مونبيليي، بالإضافة إلى المدافع الجديد لفريق أولمبياكوس اليوناني ياسين مرياح.

وفي هذا الصدد أكد البنزرتي في حديثه لـ”العرب” أن المنتخب التونسي المشارك في المونديال الأخير كان يضم عناصر جيدة وتتمتع بمهارات عالية، معتبرا أنهم الأفضل حاليا وهو الأمر الذي جعله يقتنع بضرورة المحافظة على نواة المنتخب في أول ظهور رسمي بعد المونديال.

وأضاف المدرب القيدوم للترجي التونسي “لقد ترك المدرب السابق مجموعة جيدة للغاية من اللاعبين، ونجح في تكوين منتخب يجمع بين لاعبين متألقين في الدوري المحلي وآخرون قدموا عروضا جيدا في تجاربهم الخارجية. لذلك كان من الطبيعي أن نحافظ على استقرار المنتخب واستمراره لأنني أدرك جيدا مستوى هؤلاء اللاعبين وقدرتهم على التألق”.

وبالتوازي مع ذلك سعى المدرب فوزي البنزرتي إلى ترك بصمته منذ البداية، فقام بدعوة عدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا مع المنتخب في الفترة الأخيرة. ويتصدر قائمة هؤلاء النجوم الجدد اللاعب السابق للنجم الساحلي عصام الجبالي المنتقل حديثا إلى روزنبورغ الذي يعتبر أقوى فريق في الدوري النرويجي. ويبدو أن تألق هذا اللاعب في بداية الموسم، حيث سجل بعض الأهداف الحاسمة، جعله يعود بقوة للواجهة وينال شرف تمثيل منتخب بلاده مجددا.

وبدا الجبالي سعيدا للغاية بهذه الدعوة، وفي تصريحه لـ”العرب” عقب إحدى الحصص التدريبية للمنتخب التونسي هذا الأسبوع اعترف بأنه كان ينتظر هذه الدعوة خاصة بعد بدايته الواعدة مع فريقه النرويجي الجديد.

 وأضاف قائلا “لا يسعني إلا أن أثبت جدارتي بهذه الدعوة. سأعمل مع بقية زملائي على تقديم أداء جيد خلال مواجهة سوازيلاند، فطموحنا الأساسي هو الظهور بمستوى ممتاز وتحقيق الفوز”.

ونوّه الجبالي بالأجواء الرائعة التي تسود بين اللاعبين حاليا، مؤكدا أن هذا المعطى سيساهم في تحقيق بداية واعدة خلال هذه المرحلة التي يمر بها المنتخب التونسي.

وفضلا عن الجبالي فقد شهدت قائمة المنتخب التونسي دعوة مدافع الملعب التونسي جاسر الخميري لأول مرة، إضافة إلى عودة حمزة المثلوثي والمهاجم ياسين الخنيسي الذي حرمته الإصابة من المشاركة في نهائيات كأس العالم وكذلك لاعب الوسط لاري العزوني المحترف مع نادي نيم الفرنسي.

وأشار هذا اللاعب في حديثه لـ”العرب” إلى أنه أضاع فرصة المشاركة في كأس العالم مع منتخب بلاده حيث لم تساعده الظروف آنذاك على إقناع الجهاز الفني. قبل أن يشدد على أنه استعاد كافة مؤهلاته وهو ما ساعده على العودة للعب دوليا بعد غياب تواصل لعام كامل.

 وتحدث العزوني عن مباراة الأحد قائلا “كل الظروف تبدو مساعدة على تحقيق الفوز خارج ملعبنا، هناك فارق كبير في القدرات بين المنتخبين وأملنا أن يقترن الأداء الممتاز بالعودة بالنقاط الثلاث”.