في ضوء الهزائم الساحقة ..

إيران تتحرك أوروبياً لإنقاذ الحوثيين في اليمن

إيران تتحرك أوروبياً لإنقاذ الحوثيين

وكالات
تواصل إيران مساعيها لإنقاذ مليشيات الانقلاب الحوثية في اليمن في ضوء الهزائم الساحقة التي تتلقاها بمختلف الجبهات وخاصة في جبهة الساحل الغربي لاستشعارها بقرب نهاية الحوثيين الذين يعتبرون إحدی أدواتها لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
وبعد أن وصلت قوات المقاومة المشتركة، ممثلة بقوات المقاومة الجنوبية والتهامية، إلى جنوبي مدينة الحديدة التي يعد ميناؤها الاستراتيجي الشريان المغذي للانقلاب بالموارد المالية، سارعت إيران لفتح جولة جديدة من الحوار مع الاتحاد الأوروبي بشأن وقف الحرب في اليمن.
وجاء هذا التحرك ليؤكد تبعية الحوثيين لطهران، وأن قرار الحرب والسلم ليس بيدهم وإنما بيد فقيه إيران ومرشدها علي خامنئي.
وفي هذا الصدد أعلنت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن انعقاد الجولة الثالثة من الحوار بين إيران والاتحاد الأوروبي بشأن اليمن أمس في بروكسل.
وأفادت أن المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري انصاري، التقی في بروكسل، الأربعاء، الأمين العام لدائرة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي هيلغا اشميد، مشيرة الی أنه بحث معها آخر التطورات الإقليمية وخاصة في سوريا واليمن، والجهود المبذولة لإنهاء الازمتين السورية واليمنية بأسرع وقت ممكن.
وأوضحت الوكالة الإيرانية أن انصاري شارك في الجولة الثالثة من المحادثات بين إيران وكل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا حول اليمن.
وقالت "جرى خلال هذه المحادثات تبادل الآراء حول تعاون إيران والجانب الأوروبي لإنهاء الحرب المفروضة على الشعب اليمني والكارثة الإنسانية التي يشهدها اليمن"، حد وصفها.
وأشارت الی أنه حضر هذه الجولة من المحادثات الأمين العام لدائرة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي والمدراء السياسيون لوزارة الخارجية في الدول الأربع، مذكرة بان الجولة الثانية من هذه المحادثات عقدت في روما، فيما اقيمت الجولة الاولى على هامش مؤتمر ميونيخ الامني.
وكان مسؤولون إيرانيون قد أبدوا في الجولتين السابقتين من الحوار مع الأوروبيين بشأن اليمن، استعدادهم للضغط علی الحوثيين من أجل تقديم تنازلات لانجاح مفاوصات السلام وتخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن.
وبدأت المحادثات في فبراير شباط في إطار جهود لتجنب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وإعادة فرض العقوبات على طهران.
وتهدف المحادثات، التي بدأت ضمن مسار آخر غير المفاوضات النووية، إلى تهدئة المخاوف الأمريكية المتعلقة بدور إيران الإقليمي وإلى أن تظهر لواشنطن أن أوروبا بإمكانها الحصول على تنازلات من طهران.
وانصب الاهتمام بالأساس على اليمن، التي أصبحت ساحة صراع تغذيه إيران عبر أدواتها ممثلة بمليشيات الحوثي في إطار مساعيها لجعلهم شوكة في خاصرة السعودية وأداة لترجمة طموحات طهران في تمديد نفوذها وهيمنتها علی منطقة الجزيرة والخليج.
وتنفي إيران اتهامات سعودية لها بتقديم الدعم المالي والعسكري للحوثيين في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن وتلقي اللوم على الرياض في أن تدخلها العسكري ساهم في تعميق الأزمة.
وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية ويدعمه الغرب، شن ضربات جوية على ميليشيات الحوثي المسلحة في الحرب الدائرة منذ 26 مارس عام 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليًا إلى اليمن.
وحاول مسؤول إيراني بارز تبرير فتح حوار مع الاوروبيين بشأن اليمن في تصريح لرويترز خلال مايو الماضي بقوله ”وافقنا على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن بسبب الكارثة الإنسانية هناك“.
وأضاف، ”الهدف هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمساعدة المدنيين الأبرياء. سنستخدم نفوذنا لإحضار حلفائنا إلى مائدة التفاوض“.
وأقرت إيران رسميا لأول مرة، في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، بضلوعها في الصراع الدائر في اليمن عندما قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري" إن بلاده قدمت المساعدات في صورة المشورة لحلفائها في اليمن".
ولحماية إيران من عقوبات أمريكية جديدة، تضغط القوى الأوروبية على طهران لتخفيف نشاطها الإقليمي بما في ذلك دورها في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن.
وقال مسؤول أوروبي طلب عدم نشر اسمه ”الإيرانيون أبدوا مؤشرات على استعدادهم الآن لتقديم خدماتهم في الاتصال بالحوثيين من أجل المضي قدما“.
وأضاف، ”الإيرانيون يعترفون الآن على الأقل بأن هناك قناة اتصال. بالطبع لا يقولون إنهم يتحكمون في الحوثيين، ولن يقولوا ذلك، لكنهم يعترفون بأن لهم نفوذا معينا عليهم وأنهم مستعدون لاستخدام هذه القنوات“.
بينما قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي "إن المحادثات بشأن الصراع الدائر في اليمن تمضي بالتوازي مع المحادثات النووية مع الموقعين الأوروبيين على الاتفاق الذي قبلت إيران بموجبه تقليص أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية".
وقال عراقجي للتلفزيون الحكومي ”الاتفاق النووي غير مرتبط بالقضايا الإقليمية... إيران لن تجري محادثات بشأن نفوذها في المنطقة إلا فيما يتعلق باليمن بسبب الأزمة الإنسانية هناك“.
وقال مسؤول أوروبي ثان، إن المناقشات مع الإيرانيين بشأن اليمن تمضي بشكل ”جيد جدا“.
وأضاف المسؤول الثاني ”إنهم (الإيرانيون) يقولون لنا إنهم مستعدون للعمل على وقف لإطلاق النار، لكنهم يقولون إن السعوديين ليسوا مستعدين. لذلك فالأمر يشبه سيناريو الدجاجة والبيضة، نريد الآن أن يتحول ذلك إلى شيء ملموس“.